Skip to main content

الكاظمي ومحمد رضا السيستاني ومقتدى الصدر

مقالات الخميس 31 كانون أول 2020 الساعة 12:33 مساءً (عدد المشاهدات 3874)

سكاي برس/

سليم الحسني

يقف الوضع الشيعي العراقي في هذه الفترة على ثلاثة اشخاص بصورة متقدمة:

ـ مصطفى الكاظمي: وهو الأكثر أهمية في تحديد ما يجري وما سيجري على الوضع السياسي للشيعة، بحكم كونه السلطة التنفيذية الأولى، لكن قوة منصبه لا تقابلها قوة في قراره، فهو محكوم بمواقف وتوجهات الشخصين الآخرين، إضافة الى الموقف الأمريكي الذي يشكل الغطاء الأعلى لحكومته.

ـ السيد محمد رضا السيستاني: له دوره المؤثر في إيصال مصطفى الكاظمي الى رئاسة الوزراء، وله توجهاته القوية في إعطاء هذا المنصب الى شخصية علمانية، لذلك وجد في الكاظمي الخيار الأنسب.
يسعى السيد محمد رضا الى إبقاء الكاظمي في منصب رئاسة الوزراء. ويتواصل معه من خلال عدة أشخاص أبرزهم جواد الخوئي وحامد الخفاف وهشام داوود.

يتبنى السيد محمد رضا السيستاني الطرح العلماني المدني، وهو الذي يرّوج له جواد الخوئي الذي يحظى بدعم مالي ضخم من مكتب السيد السيستاني.

يحمل السيد محمد رضا نظرة تقترب من العداء للحشد الشعبي منذ الفترة الأولى لتأسيسه، وهذا ما جعله يتحين الوقت المناسب لضربه بالعمق، فكانت خطوته الأولى بهذا الاتجاه، إحداث الانشقاق عن طريق تشكيل حشد المرجعية ثم تحويل الاسم الى حشد العتبات.

ـ السيد مقتدى الصدر: يسعى الى فرض سلطته المطلقة على الواقع الشيعي، وهو على تنسيق وثيق مع السيد محمد رضا السيستاني، وقد تعزز هذا التنسيق منذ تشكيل حكومة حيدر العبادي واستمر في التصاعد، فكل منهما يرى في الآخر سنداً له. كما أنهما يشتركان في العداء للحشد الشعبي، وهذه النقطة المشتركة هي التي تدعو أمريكا ومحورها الى دعمه وتسهيل خطواته.

في ضوء هذه الخطوط العامة، يكون الوضع الشيعي مفتوحاً أمام القراءة المستقبلية: فالسلطة السياسية الشيعية تتجه نحو السيد مقتدى الصدر، والسلطة الدينية ستعزز بيد السيد محمد رضا السيستاني، أما الكاظمي فهو جسر العبور المؤقت.

لن يقبل مقتدى الصدر بالكاظمي لفترة ما بعد الانتخابات ـ إن حصلت ـ وقد يتمرد على مكتب السيد السيستاني في حال إصرار السيد محمد رضا على الكاظمي.

المشروع الأمريكي بكل الأحوال ومع بقاء هذا الواقع سيكون هو المتحكم بشيعة العراق ومستقبلهم. وما يحدث هو الخطوة الأولى لإعادتهم الى الهامش، وسلب رئاسة الوزراء منهم رغم كونهم الأغلبية.

النقطة المهمة في هذا المجال، أن القيادات الشيعية التي ارتكبت سلسلة طويلة من الأخطاء، تقف أمام نقطة تاريخية، فإما أن تعيد تنظيم نفسها في تشكيل انتخابي موحد تستفيد من تجاربها واخطائها، وإما أن تستسلم لمشروع السفارة الامريكية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك