Skip to main content

المعركة الجديدة ضد "الشهيد الصدر" في النجف الأشرف ..

مقالات الأحد 07 نيسان 2019 الساعة 09:26 صباحاً (عدد المشاهدات 1644)

بقلم/ سليم الحسني

انطلق المشروع التغييري للإمام الشهيد محمد باقر الصدر في أجواء خاملة تسيطر الخرافة على معظمها، فأحدث نقلة نوعية خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، بحيث تغير وجه الساحة الشيعية، وصار الوعي هو سمتها البارزة.

ولم يكن مشروعه التغييري سهلاً في خطواته الأولى، فلقد واجهته التحديات والمعوقات من قبل أقطاب الخرافة والتجهيل، الى جانب الإجراءات القمعية للسلطة الحاكمة، ورغم ذلك استطاع ان يصنع مرحلة الوعي بتألقها الثقافي والفكري. وامتدت عطاءاتها الى ساحات أخرى من البلاد الاسلامية.

ومن مدرسة الشهيد الصدر برزت الأسماء اللامعة في مجال الفكر والعمل، وازدهرت النتاجات الفكرية لتشكل ظاهرة بارزة في المكتبات والمجتمع.

بعد سقوط نظام صدام، كان متوقعاً أن تغطي مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر العراق كله، فالشيعة بعمومهم كانوا يقدسونه ويبكون ظلامته ويرون فيه رمز القوة التي واجهت أعتى طغاة العصر. كما ان الكيانات الشيعية التي تولت المناصب العليا في الدولة كانت تنتمي الى مدرسته، وبذلك تلاقى عنصرا السلطة والمجتمع برمزية الشهيد الصدر، وهي حالة نادرة وفرصة ثمينة لا يجود بها الزمان إلا قليلاً. لكن النتائج جاءت معكوسة في صدمة تاريخية يصعُب تصديقها.

فلقد أخذت مدرسة الصدر تنزوي بشكل متسارع في الساحة، حيث انصرفت الكيانات السياسية الشيعية الى السلطة كاهتمام أول، وكان هذا أحد الاسباب المهمة في إضعاف المدرسة الصدرية.

كانت آخر كلمات الشهيد محمد باقر الصدر خطابه للشعب العراقي بأنه سيضحي بحياته من أجله، من أجل كل ابنائه من كل القوميات والمذاهب والأديان، وقد صدق الوعد. وكانت أولى أجوبة المتنفذين في جهاز المرجعية، محاربة أبرز تلامذته وهو الفقيه السيد محمود الهاشمي رحمه الله، فلقد جنّدوا جهودهم لمنعه من العودة الى النجف الأشرف، ونجحوا بذلك، فهذه المدرسة لا يريد لها هؤلاء أن تأخذ دورها في الوسط الشيعي.

ليس الأمر غريباً عليهم، فلقد جاءوا بواحد من أشد أعداء الشهيد الصدر ليتولى ديوان الوقف الشيعي، واقصد به السيد علاء الهندي الذي يعيش الكره للسيد الشهيد وخطه ومدرسته وتراثه.

كما أن هؤلاء المتنفذين، دعموا بشكل قوي خط الخرافة والتجهيل، ومدوه بالعون وأسباب التوسع، حتى أنتج ما نراه اليوم في النجف الأشرف وعموم العراق من مظاهر تخلف وانهيار للوعي في الوسط الشيعي.

لم يحدث ذلك بشكل عفوي، إنما ضمن مخطط مدروس. وتتضح الصورة بكل ملامحها، حين نقارن بين ملامح المشروع الأميركي ضد الإسلام والتشيع، وبين ما يجري على يد هؤلاء المتنفذين مستغلين بساطة الكثير من الشيعة، وكذلك امكاناتهم المالية في تحشيد المعتاشين للإجهاز على الوعي الإسلامي والترويج للاسلام الاميركي، أي القضاء النهائي على خط السيد الشهيد الصدر طاب ثراه.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك