Skip to main content

خذلوه في حياته ويتباكون عليه بعد استشهاده!

مقالات الأحد 14 نيسان 2019 الساعة 12:36 مساءً (عدد المشاهدات 2306)

ساهر عريبي
ماكان للمقبور صدام حسين أن يرتكب حماقة إعدام المفكر الإسلامي والمرجع الشهيد محمد باقر الصدر , لولا خذلان البعض للسيد الشهيد ممن ملأوا الدنيا ضجيجا بانهم سائرون على نهجه الذي أسسه اواسط الخمسينات, لكنهم وعندما حمي الوطيس تركوه وحيدا فريسة سهلة للنظام السابق ليجهز عليه في مثل هذا اليوم دون ان يرف له جفن.

لقد طعنه المتاجرون باسمه طعنة نجلاء في حياته تركت أثرا كبيرا في نفسه وكما كشف عن ذلك الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه الموسوم (الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار) فقد أسف المرجع الشهيد لأنه صرف وقتا على أولئك العاقّين بدلا من صرفه على أناس بسطاء كانت لهم مواقف مشهودة معه أيام محاصرته في منزله.

ولم يكتف هؤلاء بتلك الطعنة لكنهم أمعنوا اليوم ومنذ استلامهم للحكم خلفا للطاغية, في القضاء على نهج الصدر الشهيد وهو نهج الحياة فغيبوه من كافة مناحي الحياة بل وتجاهلوا تحذيراته من السقوط في دنيا هارون, لكنهم انغمسوا فيها حتى الثماله حتى لم يعد من أثر للصدر وسيرته في حكمهم بل أمعنوا في تجاهل الصدر مهتدين بالرشيد في سيرتهم وخاصة ما يتعلق بالملذات وحب الكرسي الذي زعزع اركانه الصدر.

ومما يثر الأسى انهم يقيمون اليوم الإحتفالات في الذكرى التاسعة والثلاثين لإستشهاده وهو يتباكون على تلك الخسارة العظيمة التي مني بها العراقيون والإنسانية, بعد ان حرمهم النظام الصدامي من فكر الشهيد الصدر الذي لو قدر له ان يعيش لأثرى الفكر الإسلامي والإنساني! حتى يخيل للسامع لهم بانهم ترجموا فكر الشهيد الصدر على أرض الواقع فاستمعوا لتحذيره من الإنغماس في دنيا هارون فزهدوا فيها لكن نفوسهم تريد ان تحلق في عالم العرفان الأوسع ومايمنعهم هو أن الشهيد لم يكتب كتاب عرفاننا!

أو انهم إهتدوا بنظرية المعرفة التي وردت في كتابي فلسفتنا والأسس المنطقية للأستقرار حتى أسسوا صروحا علميا في البلاد أضحت قبلة لطلاب العلم من مختلف بقاع الدنيا ( طبعا عدا أكاديمية الفساد فهي الأكبر والأولى في العالم التي لا تنافسها هارفارد ولا اوكسفورد ولا السوربون) ولولا تغييب الصدر لكان استمر في كتابة نظرياته حول الكون والوجود ولكانوا توصلوا اليوم في جامعة البكر ! الى وضع أسس النظرية الشاملة للكون التي يبحث عنها العلماء والفلاسفة المعاصرين!

وكأنهم طبقوا ماورد في كتاب إقتصادنا فشيدوا في العراق نظاما اقتصاديا يعتمد على مبدأ التكافل الإجتماعي والبانك اللاربوي لكنهم يبكون اليوم لأنهم لم يستطيعوا أن يحولوا العراق الى سنغافورة الشرق الأوسط بل نجحوا في القضاء على الفقر في العراق لكنهم لم يقضوا عليه في الصومال! لأن النظام حرمهم من فكر السيد الشهيد! وهو يذرفون الدموع لأنهم طبقوا نهج الصدر الذي خاطب بروح الأبوة جميع العراقيين سنة وشيعة وعربا وكردا, لكنهم لم يتخلصوا من المحاصصة الحزبية والعشائرية والعائلية والمناطقية لأن السبب يتحمله النظام الذي حرمهم من فكر الشهيد!

فعلام تذرفون الدموع وقد خذلتم الصدر في حياته وأعنتم النظام على قتله ومن ثم أجهزتم على نهجه بعد جلوسكم على كرسي هارون! أو تظنون ان الشعب مغفّل أو مصاب بداء النسيان أم جاهل! لقد إنكشفت ألاعيبكم وظهر دجلكم وبان معدنكم الخبيث وعرف القاصي والداني متاجرتكم بدم الشهيد الذين ترفعون ذكراه العطره على أسنة رماحكم عسى ان تكرروا تجربة صفّين! لكن هيهات هيهات فحبل الكذب قصير وإن لدولتكم الباطلة جولة وللحق دولة!

حمل تطبيق skypressiq على جوالك