Skip to main content

من جديد .. وعلى جبلاً من الاصلاحات .. أمريكا تغري متظاهري لبنان والعراق !!

المشهد السياسي الخميس 26 كانون أول 2019 الساعة 13:06 مساءً (عدد المشاهدات 1347)

بغداد / سكاي برس 

مع تصاعد الاحتجاجات في العراق ولبنان ضد النفوذ الإيراني والطائفية والفساد، خص تقريراً نشر  في مجلة "فورين بوليسي" الكونغرس الأمريكي على تقديم مساعدات مشروطة تجبر الحكومات على الاستجابة لشكاوى مواطنيها، خاصة في ظل عجز طهران عن استرضاء المحتجين ضدها بسبب الضغوط الاقتصادية والعقوبات.

وأشار  التقرير، الذي أعده دينيس روس المبعوث الأمريكي الأسبق للشرق الأوسط والمستشار بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والباحثة دانا سترول، إلى الاحتجاجات والاضطرابات التي تجتاح العراق ولبنان، بسبب غضب المتظاهرين من فساد النخب السياسية الحاكمة، وسوء الإدارة الاقتصادية، وكذلك من حكومة الملالي في طهران.

ويرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذه التطورات، إلى جانب أعمال الشغب الواسعة في إيران، تُعد بمثابة دليل على نجاح سياسة "الضغط الأقصى" التي تسلطها إدارته  على إيران، ولذلك تصر إدارة ترامب الآن على مضاعفة سياسة العقوبات، لإجبار طهران على الاستسلام والسعي إلى المفاوضات مع استعداد جديد للتنازل عن برنامجها النووي وسلوكها الإقليمي العدائي.

ويعكس الدعم الخطابي لإدارة ترامب للجماهير العراقية واللبنانية، ودعوة الأجهزة الأمنية لوقف الانتهاكات ضد المتظاهرين، حدود الإدارة، أما منتقدوها فهم أكثر سلبية، بسبب خوفهم من أن يقود التدخل الأمريكي المتزايد إلى تراجع التركيز على مناهضة إيران، أو تفاقم الوضع في أي من البلدين نتيجة تاريخ إدارة ترامب في تنفيذ السياسة الخرقاء.

ويقول التقرير: " ثمة مفارقة تتمثل في أن إدارة ترامب ومنتقديها يعتقدون أنه لا يمكن تحقيق تغيير حقيقي ودائم في العراق، ولبنان، رغم أنه ما يطالب به المحتجون. ويعتبرون أن استقالة رئيسي الوزراء العراقي واللبناني عادل عبد المهدي وسعد الحريري، بلا معنى إلى حد كبير، إذ تساوم النخب السياسية في البلدين على مناصب في الحكومات المقبلة بدل تقديم مقترحات سياسية واقتصادية جريئة للاستجابة للاحتجاجات".

ويذكر التقرير ايضا أن " إيران نفذت استراتيجيتها باستخدام القوة الصلبة والناعمة على حد سواء نقل الأسلحة الموجهة بدقة إلى المناطق التي لا تحتكر فيها الحكومات استخدام القوة في سوريا والعراق، إلى جانب تدريب ونشر الميليشيات الشيعية في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن بأقل كلفة ممكنة لطهران، إضافة إلى استكمال هذه الأدوات العسكرية بحوافز القوة الناعمة المُصممة وفقاً للسياقات المحلية مثل التلاعب الطائفي، والمشتريات العقارية، والمكافآت القبلية، والعقود التجارية، وتوفير الخدمات، وكلها أمور تستهدف التغلب على الحكومات الضعيفة والقادة المستضعفين واستغلال حاجات السكان".

ويعتبر التقرير أن " رد فعل المواطنين العراقيين واللبنانيين واسع النطاق على الحكومات الفاسدة والضعيفة وقوات الأمن، يشير إلى أن المكاسب الإيرانية غير دائمة، وأسفر عن انتقال الاحتجاجات إلى داخل إيران نفسها " . وأدى رد الفعل الصارم للنظام الإيراني على الاضطرابات في ما لا يقل عن 20 مدينة، إلى مقتل أكثر من 300 شخص، واعتقال أكثر من 7000 شخص.
كما يؤكد  التقرير على أن " شعبية إيران قد تراجعت اليوم، وباتت مرتبطة بالفساد، والزعماء غير المسؤولين وبسوء الإدارة الاقتصادية، وردود الفعل العنيفة ضد المحتجين ".

ويضيف  تقرير "فورين بوليسي" ايضا : " تجاوزت طهران وتوسعت إلى درجة مفرطة، ولكن قادة إيران لم يقدموا للعراقيين واللبنانيين أي شيء ذي معنى، كما أن القمع الداخلي الوحشي لنظام الملالي ضد المحتجين الإيرانيين يثير الاستياء. وفي الوقت الحالي لا يتوفر لإيران سوى القليل من الأدوات والموارد، بسبب الضغوط على اقتصادها وسوء الإدارة، ومن ثم فإن على الولايات المتحدة أن تكون قادرة على المنافسة بشكل أكبر".

ويقترح المقال ، " أن تكون الشراكات مع الكونغرس مشروطة بالحكومات التي تلتزم بإجراءات ملموسة تستجيب لمطالب المتظاهرين في العراق ولبنان، وألا يكون ما يمنحه الكونغرس مجرد تمويل أو دعم شفهي، وإنما إطار شراكة يستجيب لنداءات المحتجين، وأن يكون التمويل والمساعدات واضحة لدعم الإصلاح في الوزارات المدنية ".

ويختتم التقرير مقاله ، بأن " الولايات المتحدة لديها بالفعل الخبرة التقنية والعلاقات الدولية، خاصةً عند العمل مع الحلفاء والمنظمات غير الحكومية ذات المصداقية للمساعدة في التصدي للفساد، وتعزيز سيادة القانون، واستعادة الخدمات، وتقديم التدريب، وتطوير البنية التحتية، وتحفيز نمو الاقتصاد، وهي المحاور التي يطالب بها المحتجون المتعطشون للتغيير الحقيقي، والذين لن تهدأ احتجاجاتهم قبل الحصول عليها، والتي لن توفرها لهم إيران بالطبع ".      
واخيرا .. اضاف التقرير الى ان " الولايات المتحدة لديها بالفعل الخبرة التقنية والعلاقات الدولية خاصة فيما يتعلق بالعمل مع الحلفاء والمنظمات غير الحكومية ذات المصداقية للمساعدة في التصدي للفساد" .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك