Skip to main content

سبب الــ "أنـــا" عند العراقي ..؟ ومقارنة بين عراقيين وهنود ..!

المشهد السياسي الأحد 15 كانون أول 2019 الساعة 11:20 صباحاً (عدد المشاهدات 1600)

 بغداد/ سكاي برس

يحتل التاريخ العنيف في العراق أحد اهم الأسباب التي ساعدت في زرع الدوافع الموجبة للعنف في نفس الفرد مثل الخوف والقلق والفقر والجوع والسلب والنهب من قبل الغزاة ومظاهر التشرد والقتل والموت التي تثير الحساسية عند الفرد لدرجة أنه قد يتأثر بها ويستسيغ القيام بمثلها عند التعرض لمواقف معينة .

التاريخ الطويل للعنف والصراع المكبوت بين الحساسية واللا مبالاة عند الفرد هو الذي ساعد على توريث روح العنف النفسي والسلوكي عبر الأجيال لدى الفرد العراقي وكأنها أصبحت خصوصية من خصوصيات الاحماض الوراثية في الفرد.

في مقالة ذكرت تجربة لعينتين من الأشخاص العراقيين والهنود تتألف كل منهما من عشرة أشخاص تمّ فيها استفزاز واستثارة كل من العينتين بنفس المؤثرات الإدارية والكتابية والعملية خضع فيها تسعة من العراقيين من مجموع العشرة لحالات الاستثارة وكانت الاستجابة للمحفزات سلبية، عصبية، سباب، شتائم، تفجر وكفر وعراك بينما كانت الاستجابة للمحفزات غير سلبية عموماً بالنسبة للهنود إذ خضع ثلاثة منهم لتلك الاستثارة وكانت استجاباتهم سلبية غير عنيفة لا تتعدى الشكوى والضجر والتململ. وهذا يعني أن الاستجابة السلبية لدى الفرد العراقي قد تتعدى الـ90% بخلاف الفرد الهندي الذي قد لا تتجاوز استجاباته الـ30% والحقيقة التي لابد من الإشارة إليها هي أننا لا نستطيع أن نحكم باصالة هذا العنف الموروث لأنه مكتسب تاريخي قابل للزوال مع تعاقب الأجيال وتغير المفاهيم والسلوك والغذاء والثقافة والطبائع. ونتيجة لذلك لن يخلو العنف في المجتمع العراقي من دافع غريزي تقرره النظريات وكل الدراسات وعلماء النفس لكافة المجتمعات التي تخضع لمثل ذلك التاريخ العنيف الطويل. إن زيادة درجه الأنا عند الفرد العراقي كانت واحدة من مخلفات ذلك التاريخ العنيف.

إن الميول العنيفة المكتسبة تربوياً من رب العائلة تشكل مدرسة وجدانية للأطفال والشباب الذين ينصاعون لعنف الآباء من دون أي رد فعل في أغلب الأحيان لا من الأولاد ولا من قبل الأم حتى اصبح عنف الأب عرفاً ممزوجاً بالقناعة بخلاف العنف المكتسب في المدرسة إذ لن يكون وجدانيا كعنف الابوة بل قد يكون ممجوجا لاكتساب صفة الاعتداء والظلم الذي يجرح كبرياء الطالب أمام زملائه

إن دوافع اللا شعور للعنف عند الفرد العراقي هي أحد نتاجات العنف المكبوت سواء كان هذا العنف من النوع العائلي أو المدرسي أو الحكومي والاجتماعي فكثير من استخدامات العنف ضد الأطفال والأولاد الذين هم اصغر سناً تبقى مكبوتة في النفس لحين ما تتاح الفرصة لظهورها، فهي كالبركان الأعمى الثائر وهو ما حدث فعلاً لكثير من القيادات العراقية العنيفة ذات العنف المكبوت علاوة على العنف المكتسب منه خلال ذلك التاريخ الطويل

إن الحاجة إلى الأمن النفسي والجسمي في مواقع مشحونة وتحت تجارب سلبية مضطربة وأمام ثقافة متدنية واستقراء مغلوط وغير سليم هي إحدى أهم مسببات الجزع وعدم الاستقرار والاطمئنان المؤدي إلى العنف النفسي والسلوكي

إن ديدن السلوك العدواني والتناجي بالإثم والعدوان مهما كان نوع هذا الإثم والعدوان اصبح واضحا لدى الفرد العراقي خصوصا في الآونة الأخيرة والمؤشرات على ذلك كثيرة ولو رجعنا إلى تحليل هذه السلوكيات نجد علاوة على العنف المكبوت في اللاشعور أنها تنتحي في واحة من أسبابها وعللها إلى التناجي بالعدوان والتفاخر بالعنف والمكابرة عليه ولن تحصد الأجيال إلا ما تزرعه هذه السلوكيات في صبغيات الفرد الواحد ومن هنا نجد أن الله حرم الإعلام الفاحش أو الاعلام غير الإنساني وغير الأخلاقي واعتبره عدوانا وظلما لأنفسنا وللأجيال القادمة وقد قال في محكم كتابه: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون) المجادلة9

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة