Skip to main content

"ايران برا برا وامريكا تبقى جوا" !! .. نظرية انهاء الفساد عن طريق "اسقاط" عبد المهدي مع بقاء امريكا التي تنشر "الفساد" بـ عمق العراق ..

المشهد السياسي الثلاثاء 10 كانون أول 2019 الساعة 12:05 مساءً (عدد المشاهدات 3300)

 بغداد/ سكاي برس

عملت امريكا ولاتزال، على معارضة المعادين لها والمؤيدين للقطب الجديد المعادي للطغيان الامريكي والمكون من روسيا والصين وايران ودول البريكس .

 الفساد شمل كافة المؤسسات الحكومية التي شكلها المحتل الامريكي واستغلتها الاحزاب الدينية من جهة والبارزانية، المسندة بقوة السلاح الامريكي، والمعادي للوحدة العراقية بحجة الدفاع عن الفدرالية التي مزقت البلد

وبعد مرور 16 سنة على الاحتلال وانهيار مقومات الحياة، ضاق ذرع الشعب ولعدم وجود منظمة جماهيرية معادية للاحتلال وذات قيادة واعية وحكيمة، فان باستطاعة أي جهة، بما في ذلك عملاء امريكا او السعودية او دول الخليج، الاستفادة من السخط الجماهيري وتحريك الناس في مظاهرات دموية ضد من يعادي الاحتلال وضد من يقف ضد امريكا التي تستخدم كل الوسائل والطرق لفرض جبروتها على العالم .

من المعروف ايضا ان الظلم الامريكي لم يقتصر على العراق فقط، بل تعداه لاكتساح فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والصومال والسودان وايران بل اكثر، ضد فنزويلا والبرازيل والصين وحتى تركيا العضوة في الحلف الاطلسي من خلال عمل انقلاب. وبحسب خبير وكاتب عراقي في احدى مقالاته يقول : وكنتيجة مباشرة وحتمية لهذا الطغيان ظهرت نواة قطب جديد شملت روسيا والصين ودول البريكس والتي نالت عطف ايران التي لها اكثر من الف كيلومتر من الحدود مع العراق، هناك ايضا علاقات عائلية واقتصادية ومذهبية قوية لايران مع العراقيين من العرب والاكراد والتركمان لنتذكر ان حكومة البعث طردت، بحجة التبعية، اكثر من 200 الف عراقي الى ايران قبل واثناء الحرب العراقية الايرانية.

 وبحسب الاحصائيات فقد عاد معظم هؤلاء الى وطنهم ومعهم عوائلهم التي كونوها في ايران فتقوت العلاقات العراقية الايرانية بهذه الطريقة المفهومة، ولكن امريكا التي استخدمت حزب الدعوة والمجلس الاعلى لاسقاط البعث والسيطرة على الدولة لنشر الفساد، رفضت التقارب بين الجارتين وتطرفت امريكا في عدائها لأيران بعد أن مزقت الاتفاقية النووية معها وفرضت الحصار الاقتصادي عليها وتعمل الان على تأجيج الشعب الايراني ضد الحكومة، بالضبط كما فعلت مع العراق قبل احتلاله .

ويضيف الكاتب "هكذا تكونت جهتان، ذات نفوذ، داخل العراق وكل جهة تعمل على التأثير على الشعب لتقوية جبهتها ضد الاخرى، لكن الشعب ينال الامرين من فساد حكومات الاحتلال الامريكي منذ ايام اياد علاوي ثم ابراهيم الجعفري وثم المالكي وثم العبادي وكل هؤلاء دخلوا العراق على متن الدبابات الامريكية ثم اختصوا في نشر الفساد، اذا هنالك لضرورة للشك في النظرية الداعية لانهاء الفساد عن طريق اسقاط حكومة عادل عبد المهدي مع بقاء المحتل الذي نشر الفساد في عمق الجهاز الحكومي !

وفي خضم الفوضى السائدة منذ الاحتلال حدثت بالضرورة،  انشقاقات وتطورات نوعية حتى في صفوف الحكام الجدد بين هؤلاء ظهر عادل عبد المهدي الذي كان له تجارب سابقة داخل حزب البعث وثم داخل الحزب الشيوعي وثم، قام بقفزة كبرى الى صفوف المجلس الاعلى لباقر الحكيم ولما عينته امريكا كوزير النفط ونائب رئيس الجمهورية، حاول الاستفادة من تجاربه السابقة قرر النظر الى المشكلة بعقليته العلمانية المترسخة، لكن هذه التجارب لم تفيده كثيرا في عمله كرئيس وزراء لدولة فاشلة عند الشعب بشدة، وفي محاولة منه لانقاذ حكومته من الخلافات العميقة في المنطقة وخاصة بين امريكا وايران او بين الصين وامريكا اضطر الدخول في تجارب جديدة لا خبرة سابقة له فيها، لقد تجاوزت بتصرفاته عددا من الخطوط  الامريكية الحمراء.

فمثلا انه فتح المنطقة الخضراء والمطار امام الزوار والمراجعين، معرضا بذلك المصالح الامريكية وسفارتها للخطر، كما انه قام بتثبيت الحشد الشعبي رسميا وزيد رواتب المنتسبين له وسلمهم مهام امنية خطيرة وقام بزيارة الصين بالرغم من تحذير وزير الخارجية الامريكي بومبيو له والاتفاق على ترشيح الصين لتنفيذ عدد من المشاريع بل حتى الحاق العراق بمشروع طريق الحرير وحاول الحصول على سلاح الدفاع الجوي اسوة بسوريا وايران وتركيا واعلن عن موقف العراق الرسمي ضد صفقة القرن الامريكي. وفتح معبر القائم بين سوريا والعراق، مما سهل الانتقال بين ايران وسوريا عبر العراق علاوة على كل هذا تجرأ عادل عبد المهدي، وهذا هو الاهم، واتهم اسرائيل بقصف مواقع الحشد الشعبي داخل العراق. وبحسب ما ذكر الكاتب "بالطبع جن جنون امريكا".!

هذه كلها امور خطيرة تعتبرها امريكا معرقلة لها في احتكار شؤون العراق والمنطقة بل تشبه وكأن العراق متجه نحو محور المقاومة. هناك الآن ادلة كافية بأن امريكا عملت على ايقاف تصرفات عبد المهدي عند حده واستغلال نقمة الشعب على الفساد لتحريك اعوانها من القادة العسكريين الذين ساندوه في الاحتلال، كما ورد اعلاه.

 ثم لامريكا في بغداد اكبر سفارة في العالم فاستخدمتها لدفع العديد من منظمات المجتمع المدني لاستقطاب وتوظيف الشباب المقهور، مستخدمة شبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك السعودية منها، لترويج العنف والصدام .

والشئ البارز جدا في المظاهرات الحالية هو ان المتظاهرين يتهمون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك، وتقول إن قناصة مجهولين يطلقون الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن لإحداث فتنة، وهذا ما حدث بالضبط في الايام الاولى من الفتنة الامريكية في سوريا حيث دربت وسلحت القوات الخاصة الامريكية المتظاهرين في درعا وقادتهم الى ضرب القوات الحكومية ومن ثم اتهام هذه القوات باطلاق النار على المتظاهرين  السلميين .

من الضروري التشديد وبقوة على ان امريكا التي تحتل العرااق منذ 2003 ولها قواعد عسكرية في طول البلاد وعرضها قامت بعد سقوط عصابات داعش ببناء خمس قواعد جديدة في المنطقة الكردية، في سنجار واتروش وحرير واربيل وحلبجة ثم ان العراق مرتبط، رغما عنه، بأمريكا بمعاهدة عسكرية ستراتيجية واخرى اقتصادية ونفطية فمن الضروي ان يرفع شعبنا المنكوب شعار امريكا برة برة والا بغداد تبقى محتلة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك