Skip to main content

أجواء "انقسام" سياسي "حاد" بين فريقين .. واستبعاد فوز كتلة دون موافقة "إيرانية" مسبقة

المشهد السياسي الاثنين 03 أيلول 2018 الساعة 13:38 مساءً (عدد المشاهدات 652)

بغداد/ سكاي برس

تلعب التدخلات الخارجية والدولية الدور الأهم في رسم صورة المشهد السياسي الحالي، ولا تقتصر تلك التدخلات على الدولتين الأشد تنافسا في العراق، الولايات المتحدة وإيران، إنما تتعدى ذلك إلى لاعبين إقليميين بدرجات متفاوتة.

 لم يتم الإعلان رسميا عن تشكيل الكتلة الأكبر، بالرغم من لقاء قادة قوائم قريبة من الولايات المتحدة "سائرون والحكمة والنصر وائتلاف الوطنية"، مقابل لقاءات مكثفة لتحالف قائمتي الفتح ودولة القانون مع القوائم الأخرى لتشكيل تكتل سياسي قريب من إيران.

وعقدت قوائم عدة لقاء موسع في بغداد، كان مقررا له ان يعلن عن تشكيل الكتلة النيابية الأكبر بأكثر من 180 مقعدا، من أصل 329، واقتصر حضور اللقاء على زعيم قائمة سائرون مقتدى الصدر ورئيس قائمة النصر حيدر العبادي وبعض قيادات ائتلاف العراقية  وعمار الحكيم رئيس قائمة الحكمة.

وتغيب من المدعوين الذين سبق ان وافقوا على لقاء قيادات المحور الوطني وممثلو الحزبين الكرديين، وأدى غياب المدعوين من ممثلي القوائم الكردية والمحور الوطني إلى فشل الإعلان عن الكتلة النيابية الأكبر. وعززت تحركات قاسم سليماني في أربيل وبغداد احتمالات دخول كتلة المحور الوطني والحزبين الكرديين الرئيسيين في الكتلة النيابية، بقيادة قائمة الفتح وائتلاف دولة القانون، وتبذل إيران ما يكفي من الجهود لجمع الفريقين الشيعيين في ائتلاف شيعي موسع على غرار الائتلاف الوطني الذي ساهمت إيران في تشكيله.

الخلافات العميقة بين رئيسي قائمة سائرون، وائتلاف دولة القانون، بدت أكثر تعقيدا من محاولات قاسم سليماني، لجمع الطرفين ضمن تحالف واحد يشمل القوائم الشيعية الخمس الرئيسية، إلى جانب قائمتين إحداهما سنية والأخرى كردية، لإبعاد الصبغة الطائفية المطلقة عن التحالف الشيعي في تشكيل الكتلة النيابية الأكبر.

يتلخص المشهد السياسي ومجمل حراك القوائم الشيعية الفائزة لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر في أجواء انقسام سياسي حاد بين فريقين، فريق يحاول تشكيل حكومة جديدة بعيدة عن التأثير والنفوذ الإيراني، خلافا لكل الحكومات السابقة بعد غزو العراق عام 2003، وفريق آخر يحاول إنشاء ائتلاف شيعي واسع حليف لإيران.

وتخشى الولايات المتحدة من السيطرة الإيرانية الكاملة على الحكومة الجديدة، مع مؤشرات واضحة على تراجع القوائم التي ترغب الولايات المتحدة في أن تكون بديلا متاحاً حتى وإنْ لم يكن موافقا بشكل تام لتوجهاتها.

لكنّ التحالف الأقرب للواقع يشير إلى احتمالات تشكيل كتلة نيابية حليفة لإيران هي الأكثر عددا من المقاعد التي تؤهلها دستورياً لتسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة.

ومن المستبعد وصول اي كتلة سياسية أو ترشيح اي شخصية لرئاسة السلطة التنفيذية في العراق من دون موافقة إيرانية مسبقة؛ نظراً لنفوذ طهران الطاغي في معظم مؤسسات القرار العراقي السياسي والأمني.

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك