Skip to main content

أي طباخ يستطيع ادارة البلاد!!!

مقالات السبت 29 أيلول 2018 الساعة 19:58 مساءً (عدد المشاهدات 1357)

بقلم: سمير الربيعي...

«لا تعترف السياسة سوى بالفاعلين السياسيين القادرين على التأثير على الفعل السياسي»

أعتقد أنه قد حان الوقت لطرح السؤال الكبير - رغم أن الأمور لم تُحسم حتى الأن نظرياً ونظرياً فقط ،
أين حل المطاف بالتسوية على رئيس الوزراء؟وأي طباخ سيكون؟ومن بيده خلطة الطبخة؟
من المؤكد ان الخارطة السياسية في العراق ترسم ملامحها معطيات ومعايير مختلفة(واشنطن وطهران والرياض)
ومن غير الممكن الحديث عن التطورات السياسية والأمنية في هذا البلد، دون ذكر التأثير للدور «الإيراني او الامريكي او السعودي» فيها سواء بالسلب أو الإيجاب،فكلّ منهما تأثيره، فالاولى صاحب الكلمة الاخيرة لمن يحمي مشروعها الديمقراطي المزعوم في العراق والثانية تدفع باتجاه اسماء تحقق مصالحها فيه وحتما ما ان تم تشكيل حكومة جديدة فابنفس الوجوه والقوى المواليه لها ولا فانها ستجر البلاد الى مزيد من الخلافات والصراعات الاقليمية والداخلية،
اما الشقيقة السعودية فقد دأبت منذ 2003 للعمل على افشال التجربة السياسية الجديدة في العراق ولاسباب عديدة اهمها سبب طائفي نابع من اعتقادهم بان الحكومة العراقية تعود الى طائفة لا تستغيها الرياض ولا تُرضي الاسرة الحاكمة التي تتعامل مع الاخرين من ارضية العقيدة الوهابية التي تكفّر معظم المذاهب الاسلامية.
بالاضافة الى كل هذا هناك عوامل اخرى ربما لاتقل اهمية عما ذكر هو دور الاحزاب ومافياتها ودور المرجعية الدينية، .
ورغم كل هذا الكم الهائل من الضغوط فالتحركات تتسارع خفية ومن وراء حجب لمعرفة من الذي سيشغل ذلك المنصب الكبير او من هو الاوفر حظا وماهي المعطيات التي ستساهم في تحديد تلك الشخصية،
الرئيس القادم بطبيعة الحال لن يكون رئيس "طبيعي" إو وفق المعاير العالمية المتعارف بها،
فهو أولاً لن ياتي نتيجة إنتخابات بل نتيجة صفقة سياسية داخلية وحتما ستكون مشبوهه ،
الرئيس القادم ايضاً لن يكون رئيس بالصلاحيات التي يمتلكها أي رئيس منتخب،
بهذا المعنى السابق فإن تحديد مصير العراق اليوم لن يكون بالضرورة عبر الاكثر نقاءاً او الاجدر كفاءاعلى طرح مشروعاَ سياسيا متكاملاَ اوحتى برنامجاً فعالاً نوعا ما،
أن ما اسفرت عليه "الانتخابات العراقية هو ظهور فساد كبير سيجعل الفاسدون يتربعون على قمة الهرم من جديد فالمحاصصة المقيتة وتقاسمُ المناصبِ ما هي الا انتهاكٌ صارخٌ لخياراتِ المواطنِ العراقي.وما بني على فساد فحتما سينتج منظومة فاسدة وستجري السياسة بما لايشتهي الشعب.
مع كل هذا اليأس والاحباط فوضع السياسة متغير كل ساعة، وقد تحمل لنا الأيام القادمة مفاجأت عديدة ولكن إن صحت "التمليحات" فان عادل عبد المهدي الأوفر حظا بتسلم رئاسة الوزراء العراقية فهو هو اكثر الشخصيات التي تمتلك دعم التحالفين الرئيسيين الفتح وسائرون وكذلك كتل اخرى وخاصة وانه لا يقع عليه لحد الان اي فيتو من الدول الاقليمية،
ولنا حديث اخر.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- - لقد توصلت إلى نتيجة .. إن السياسة موضوع اخطر بكثير من ان نتركه للسياسيين.
( شارل ديجول)

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة