Skip to main content

العبادي وآلته العجيبة

مقالات الأربعاء 15 آب 2018 الساعة 13:38 مساءً (عدد المشاهدات 1980)

علي بشارة

في ايام دراستنا الابتدائية تعلمنا بعض الدروس ومرت على انظارنا ومسامعنا دون التعمق في تفاصيلها وقربها من الواقع ومصداقيتها كوننا اطفال ونصدق كل ما يروى لنا ولثقتنا العالية بمعلمينا ومناهجنا.

احد هذه الدروس الذي بقي عالقا في ذاكرتي كان بعنوان (الفارابي وآلته العجيبة) يتحدث عن دخول العالم ابو نصر الفارابي على احد المجالس وكان يحمل كيساً فأخرج منه أعواد ركبها بشكل آلة موسيقية وبدأ باللعب بها لتخرج صوتاً أضحك كل من في المجلس ثم عاد فركبها بشكل آخر فاصدرت صوتاً فبكى الجالسون جميعاً ثم عاد وركبها بشكل ثالث فأصدرت صوتاً ونام الجميع, فتركهم وخرج.

حادثة غريبة كنت أتوقف كثيراً عندها متسائلاً عن نوع تلك الاصوات التي تضحك وتبكي وتنيم كل من يسمعها وكيف لرجل في ذلك العصر أن يتوصل الى هذا العلم الذي لم يصله العلم الحديث اليوم.

وبين التصديق والتكذيب تبقى هكذا نوع من القصص تروى وتتداول في الكتب والمجالس لكننا نستبعد أن نراها في واقعنا فهي حدثت في وقت وزمان لم نعشه.

اليوم وما دعاني لان اتذكر هذا الدرس وهذه القصة هو ما يعيشه العراق من تظاهرات بين فترة وآخرى للمطالبة بالحقوق فتسارع الحكومة الى ايجاد الطريقة الافضل والاضمن لإمتصاص غضب الشعب وتخديرهم مستخدمة كل الطرق والأساليب التي تسوف المطالب وتطيب النفوس الى أجل آخر حتى يشعر الشعب بأنه قد خدع مرة أخرى فيعود للتظاهر والاعتصام, بطريقة تشبه الى حد ما تلك الطريقة التي استخدمها الفارابي في تخدير السامعين.

رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي أصبح مختصاً في أساليب التخدير والتسويف وللاسف لم يعد للشعب اي امل بالاصلاح الذي كان شعار حكومته منذ بداية تشكيلها.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة