Skip to main content

التحالف مع العبادي، جلوس تحت قدمي ترامب

مقالات الأحد 12 آب 2018 الساعة 17:05 مساءً (عدد المشاهدات 2278)

سليم الحسني

تحالف النصر بكل مكوناته واشخاصه، صار أمام الاختبار الوطني والانساني بعد موقف العبادي بالخضوع لقرار ترامب في العقوبات الاقتصادية على الشعب الإيراني.

فما قام به العبادي، خارج عن الاخلاق الإنسانية، فلقد قالها بنفسه بأن العقوبات تضر الشعوب ولا تضر الأنظمة، ومع ذلك قرر الالتزام بأوامر الرئيس الأميركي، في موقف معلن لا يقبل التأويل بأنه لن يخرج عن طوع الإدارة الأميركية، وأنه مستعد لتنفيذ أوامرها حتى وإن كان يراها ظلماً مكشوفاً.

لا يوجد شعب في العالم، ذاق مرارة العقوبات الاقتصادية مثل الشعب العراقي، ولا توجد تجربة مثل الحصار على العراق تبين فشل هذا الاجراء مع الحكومات، وأنه يستهدف الشعوب فيجعلها جائعة مريضة ترافق الموت، وتعاني الكوارث الاجتماعية.

عندما أعلن العبادي الالتزام بقرار ترامب، وهو القرار المرفوض دولياً، فانه يكون قد حدد مساره بأن يكون مع العدوان ضد الشعوب الأخرى، وأنه يضع العراق أداةً تنفيذية بيد الأجانب في صراعاتهم الدولية، بل أنه ذهب الى أبعد من ذلك، بأنه يريد وضع العراق في عداء مع الشعوب ومعاقبتها والانتقام منها، لأن ترامب يريد ذلك.

هذا الموقف يكشف توجهات العبادي الخارجة عن الأخلاق والقيم الإنسانية، والبعيدة عن مبدأ السيادة العراقية واستقلالية القرار العراقي. وعلى هذا فمن يتحالف مع العبادي، فانه يتحالف مع السفارة الأميركية في حقيقة الأمر، وهو مستعد لتلقي الأوامر منها وتنفيذها من دون اعتراض.

إن تحالف النصر الذي يتزعمه العبادي، أصبح أمام اتهام كبير مباشر صارخ، بأنه تحالف بلا شخصية وطنية، تابع بقراره للإرادة الأميركية. وما لم تحدد مكوناته وقياداته موقفهم بالخروج منه، فهم شركاء مع العبادي في سحق القرار العراقي، وقد ارتضوا لأنفسهم الجلوس عند أقدام ترامب يتوسلون مرضاته، وينفذون أوامره، ويزجون العراق في مغامرات ترامب المتهورة

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة