Skip to main content

هادي العامري يتجه نحو آل سعود لنيل رئاسة الوزراء

مقالات السبت 11 آب 2018 الساعة 16:22 مساءً (عدد المشاهدات 5781)

سليم الحسني

لا يصدُق معظم قادة الكتل مع أنفسهم حين يعلنون الالتزام بتوجيهات المرجع الأعلى السيد السيستاني. لقد استسهلوا هذه الممارسة، فما أن تصدر المرجعية رأيها في قضية حساسة من أجل إخراج العراق من أزمة حادة، حتى يسارع هؤلاء الى تأييدها ظاهراً، لكنهم يضمرون مخالفتها باصرار.

دعت المرجعية الى الإسراع في تشكيل الحكومة وفق التوقيتات الدستورية، فصدرت بيانات التأييد بأوضح العبارات، غير أن الكلام على الأرض كان يسير بالاتجاه المعاكس، فقد تشبث معظم قادة الكتل بتوجهاتهم الشخصية وتمسكوا بحساباتهم المصلحية. والأسوأ من ذلك أنهم خضعوا لمشاريع محور الشر وألاعيبه ومكائده.

يفاجئنا في هذا الخصوص هادي العامري بمواقفه الخارجة عن المعقول وعن المصلحة العامة، فهو أحد المتسببين في تأخير تشكيل الكتلة الأكبر، لأنه لا يستطيع أن يتخلى عن طموحه في رئاسة الوزراء. مع أن شخصيته الإدارية والسياسية والثقافية لا تؤهله لمثل هذه المسؤولية الكبيرة، فهو رجل ميدان قتالي، وما عدا ذلك يضيع في دروب السياسة، ويُربك أجواء الإدارة، ويبعثر المنتظم القليل من شؤون البلد.

لا أكتب هذا عن بعد، إنما عن معرفتي الشخصية به منذ عام ١٩٨١، أعرف مستواه الثقافي وطريقة تفكيره ونظرته للأمور واسلوبه في التعامل. وهي بمحصلتها تدعوني أن أتوجه اليه بالنصيحة أن يترك هذا التوجه، إنه مخدوع بوعود مملكة الشر في الرياض، وإن مبادرة السفير السعودي في الأردن بدعوة عدد من القيادات السنية لتأييد توليه رئاسة الوزراء، ما هي إلا حفرة في الطريق من دون غطاء تمويه، فهي مكشوفة بيّنة لمن يعرف مكر آل سعود وكيد مخابراتهم.

مؤسف جداً، أن ينحدر العامري في هذا الوادي المظلم، فيسعى الى بن سلمان والسبهان ويدير ظهره لعوائل الشهداء والجرحى من الحشد الشعبي والقوات المسلحة الذين رآهم أمامه ينزفون دماً طاهراً برصاص آل سعود ومتفجراتهم.

أتمنى عليه أن يعيد النظر بما يفعل، فللتاريخ لسان.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة