Skip to main content

نهاية ( فوميو ايواي) وزمباوي !

المقالات الخميس 05 تموز 2018 الساعة 12:36 مساءً (عدد المشاهدات 1391)

عبد الهادي مهودر

منذ عام ٢٠١٥ يشغل سفير اليابان لدى العراق الاخ العزيز (فوميو ايواي) وسائل الاعلام ثم مواقع التواصل لقربه من حياة العراقيين وحضوره المثير في المناسبات الوطنية والدينية وبياناته التضامنية في افراحنا واتراحنا وتحدثه بلهجتنا حتى جاءت لحظة انتهاء مهمته كسفير لطوكيو في بغداد فأعرب عن حزنه لمغادرة العراق على طريقة شاعرنا الرقيق مظفر النواب ( مو حزن لكن حزن مثل ماتنگطع جوه المطر شتلة ياسمين ) ، وكتب على صفحته الشخصية في الفيسبوك : "رغم حزني لمغادرة العراق وخاصة قبل مرور الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الصديقين إلا أنني على يقين بأن من يخلفني سيكمل مسيرة عملنا في تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين اليابان والعراق "، رغم اني اشك بيقين سعادة السفير بخليفته الذي سيكمل المشوار لكنه لن يكون مثلك ولن يملأ فراغك !

والى هنا انتهت حكاية سفير اليابان ولايمكن الا ان نقول انه نجح في اداء مهمته كسفير يحب بلاده ويتحرك بين مدن وبيوت العراقيين بدافع حب اليابان لا بدافع حب العراق ، وهذا لايمنع كونه احب الشعب العراقي لكن ليس حبنا وعشقنا هو اكبر محركات هذا السفير ولا أي سفير اخر ، وقد كتبت مرة في صفحتي الشخصية ( لو احتاجت الخارجية اليابانية نقله الى سفارتها في طهران او القاهرة او الرياض فستجدونه يتصرف كما تصرف في بغداد وسيلبس الكلبية والعمامة ويرقص العراضة السعودية .. ليس لانه يحب ايران او مصر او السعودية بل لأنه يحب اليابان ويفكر ليل نهار بإنجاز مهمته ليواصل مشواره الدبلوماسي بنجاح يحسب له ولمثابرته بكل تأكيد ، ويساعده في ذلك ان هذه الدولة الصناعية المتقدمة لاتثير حساسياتنا مطلقا ولانتهم حين نمتدحها بالولاء والعمالة والتبعية ولذلك عاش سفيرها سنواته الثلاث في عراقنا العزيز يتجول بالدشداشة والكوفية والعقال ويدخل بيوت العراقيين ويأكل من موائدهم وكل من دخل بيت (ايواي ) كان آمنا ويستقبله بابتسامة وسلام ( والله بالخير الله بالخير ) !

لا املك كعراقي الا ان ( اودعك يلعزيز واني كاتلني القهر ) لأني لم اسمع ان سفيرا عراقيا اقترب او اخترق او جذب اي مجتمع اجنبي وشغلهم طيلة فترة عمله وتفاعل معهم في صفحات التواصل الاجتماعي ونقل عن بلاده صورة محببة كما فعل السفير الياباني الذي اكمل مهمته بنجاح حتى اخر لحظة بشهادة جميع العراقيين من سنة اليابان وشيعة اليابان واكراد اليابان وبشهادة وزارة خارجيتنا ، رغم ان القوانين والاعراف الدبلوماسية لاتمنع سفرائنا السعداء من الاختلاط بالمجتمعات التي يعملون في دولها غير ان وضعنا الحساس قد يكون هو المانع او هو الشماعة ، فتصوروا لو ان سفير العراق في واشنطن رقص في عيدهم الوطني ( للگاع ) او سفيرنا في طهران لبس العمامة في ذكرى الثورة الاسلامية او سفيرنا بأنقرة لبس الطربوش التركي او سفيرنا بافريقيا صبغ وجهه وخلع ملابسه مثل الهنود الحمر او سفيرنا بالرياض حمل السيف في رقصة العراضة السعودية .. ما الذي سيحصل في العراق من زلازل وكوارث ؟!! اترككم ان تتخيلوا ردات الفعل الداخلية العنيفة وبيانات الشجب والاستنكار بحق سفيرنا التابع والخائن والغدار والعميل والخفيف الذي يرقص على حس الطبل ، مع اني اتمنى ان يجرب احد سفرائنا في الخارج تجربة السفير الياباني ويسيرون على خطاه ولو مرة واحدة في مشوارهم الدبلوماسي من باب القاء الحجة وابراء الذمة ودفعا لتهمة التقصير التي تلاحقهم فقد تأتي النتائج ناجحة وايجابية او تكون نهاية سعادة السفير سودة مثل نهاية زمباوي !.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة