Skip to main content

"حزب الدعوة" من معتقلات صدام.. إلى حرق المقرات

مقالات الأربعاء 18 تموز 2018 الساعة 12:52 مساءً (عدد المشاهدات 3463)

علي بشارة

تنشأ الأحزاب في العادة بأفكار ومباديء من قبل مفكرين او رجال سياسة أو رجال دين ربما, ومن هذه الافكار تختط منهجيتها وبرنامجها ونظامها الداخلي بهدف تحقيقها, إلا أن هذه الافكار والمباديء تبقى في الغالب حبرا على ورق بعد أن يتسلل عدد من اللصوص ورجال العصابات الى داخل هذه الاحزاب ويتمكنون من خلال اساليبهم وادواتهم من التصدي الى مواقع مهمة ليكونوا قياديين في الحزب, فتتحول تلك الاحزاب الى احزاب سلطة ومكاسب ومغانم فتخسر كل قاعدتها الشعبية وتصبح منبوذة.


وهذا الحديث ينطبق تماماً على تجربة حزب الدعوة الاسلامي منذ نشأته حتى وصوله للسلطة وتحوله من حزب مقدس الى كل مايوصف به اليوم من صفات, فلا يستطيع أحد أن ينكر أهمية وعظمة القاعدة الفكرية التي انطلق منها الحزب وعلى يد ثلة من المفكرين والمنظرين الذين يندر مثيلهم الآن، وأبرز هؤلاء: السيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد مرتضى العسكري والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ محمد علي التسخيري والشيخ محمد مهدي الآصفي والسيد كاظم الحائري والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ أحمد الوائلي والشيخ عارف البصري وعبد الصاحب دخيل ومحمد هادي السبيتي والدكتور داود العطار والسيد هاشم الموسوي وغيرهم, فهكذا ثلة من جهابذة العلم لايمكن أن تبرز حركة أو حزب يفشل في إدارة شؤون الدولة, لو لا تسلل رجال العصابات ومافيات السلطة الى داخل الحزب وممارساتها التي جعلته من أفشل الاحزاب على الساحة العراقية وأصبح مرمى للسباب والشتائم.

أن قدسية حزب الدعوة في عهد النظام البائد كانت مساوية لقدسية المؤسسة الدينية في النجف الأشرف وكان انتماء اي شخص له كفيلاً ان يجعل ذلك الشخص منزهاً فوق الشبهات, وبطلاً مناضلاً في سبيل الله والوطن, إلا أن فترة المعارضة في الخارج وتسلل الكثير من الهاربين من قضايا جنائية واختلاسات وسرقات وانتماءهم للحزب بحجة انهم مضطهدون من قبل أزلاب البعث, سهل عملية تسلل تلك العناصر التي تمتلك القدرة على حرف مسار الحزب باتجاه أهدافها ومصالحها وغاياتها حتى تمكنت من ان تكون في الواجهة واصبحت هي من تمثل الدعوة اليوم, وتهدم بناء المفكرون وبقيت أفكارهم ومبادئهم مجرط مخطوطات في مكتبات يحفظونها للذكرى لا أكثر.

حرق مقرات حزب الدعوة اليوم من قبل متظاهرين غاضبين هو اسوأ مصير ممكن أن يواجهه حزب سياسي عندما يرفضه الشعب بهذا الشكل, تلك الصورة المقدسة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر أصبحت تحرق وتداس!! أي إساءة تسببتم بها لهذا الشهيد الخالد يامن تسلقتم على مشروعه؟؟

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة