Skip to main content

بوتين سيقرر مصير إيران والكابل الكهربائي الواصل إلى العراق

مقالات الاثنين 16 تموز 2018 الساعة 14:42 مساءً (عدد المشاهدات 3053)

كاميليا انتخابي فرد

انقطاع التيار الكهربائي والمياه بشكل متكرر في معظم المدن الإيرانية في وسط شهر الصيف الحار لم يزعج الشعب الإيراني فقط، لكنه تسبب أيضاً في نشر شائعات حول احتمال تآمر حكومة الرئيس حسن روحاني التي تسببت بكل هذه الإحباطات وسوء الإدارة.

عندما كانت مدن الأحواز وخرم شهر في جنوب إيران تنظم مظاهرات احتجاجية في الشهر الماضي بسبب نقص مياه الشرب، كان الناس يقولون إن النظام الإيراني يقوم بتصدير مياه الشرب النقية إلى العراق. لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذه الادعاءات وقالوا إنها مجرد أنباء كاذبة ينشرها أعداء إيران وإن الحكومة الإيرانية لا تقوم بنقل أي كمية من الكهرباء أو الماء إلى بلدان خارج إيران.

وفي حدث مماثل ومفاجئ، نزل العراقيون إلى الشوارع في البصرة وبغداد لنفس الأسباب التي يتظاهر من أجلها جيرانهم الإيرانيون: نقص الكهرباء والماء وبالطبع البطالة ونقص الخدمات الحكومية.

يبدو أن الخطوط التي تنقل الماء وتولد الكهرباء في إيران هي نفسها التي تنقل الماء وتولد الكهرباء في العراق، ولذلك ما إن بدأ الإيرانيون يعانون من النقص في الماء والكهرباء، تأثر العراقيون أيضا. الآن نسمع أن الحكومة الإيرانية قطعت الكهرباء عن العراق بسبب تأخر في الدفعات بلغت مليار دولار. بعبارة أخرى، كانت إيران تعطي الماء والكهرباء مجاناً إلى العراق ولكنها لم تعد تستطيع الاستمرار في تقديم هذه الخدمات المجانية، لذلك قررت الكشف عن تأخير في دفع الفواتير.

في مواجهة عقوبات قاسية وعد بها الرئيس دونالد ترامب، حيث تبدأ الموجة الأولى من العقوبات في الشهر القادم والموجة الثانية في نوفمبر، بدأ السياسيون في طهران يشدون الحزام ويستعدون للأيام الصعبة. لكن الشعب الإيراني ليس مستعداً لهذه الأيام الصعبة ويتساءل عن السبب الذي يجعله يتحمل مثل هذه الأوضاع الطارئة رغم أن البلد ليس في حالة حرب ولا يعاني من أي اضطرابات.

لكن النظام الإيراني لا يشعر بالأمان من ردة فعل الناس عندما ترتفع الأسعار مرة أخرى ويبدأ النقص يظهر بشكل واضح على الأدوية ومتطلبات الحياة الضرورية، ولذلك بدأ النظام بإعداد مدخراته من الدولارات وربما يعد الميليشيات ايضاً لمواجهة أي مظاهرات بنفس الطريقة التي تواجه بها الحكومة العراقية اليوم الشعب العراقي.

في العراق، قامت حكومة العبادي بعدة إجراءات لمواجهة المتظاهرين، بما في ذلك قطع وسائل التواصل الاجتماعي. عندما اتصلت مع صحفي صديق في اربيل، قال لي إن الانترنت مقطوع منذ يومين وإن الوضع هش في جميع أنحاء العراق. أصدقائي في إيران يقولون ايضاً إن الأوضاع هشة هناك وأن القلق يسيطر على الجميع.

حكومة إيران، ذلك البلد العريق الذي يفخر بتاريخه، تتطلع اليوم إلى الرئيس فلاديمير بوتين لترى إذا كان يستطيع إنقاذ النظام أو إرشاده نحو الخطوة التالية في مواجهة الولايات المتحدة. منذ أيام قليلة، ذهب علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى روسيا والتقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبيل القمة الروسية-الأمريكية في هلسنكي. ولايتي يفترض أنه ذهب ليتحدث باسم 80 مليون إيراني، لكن الشعب الإيراني لا يثق تاريخيا بروسيا، ورغم ذلك يجدون مصيرهم مقروناً بقرار الرئيس بوتين حول كيفية إنقاذهم في هذه المرحلة الصعبة. مصير الكبل الكهربائي الذي يمتد إلى العراق، وما إذا كانت الكهرباء ستعود إليه أم لا، متعلق بنتيجة ذلك الاجتماع.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك