Skip to main content

تقرير بريطاني : السعودية تبحث عن حلفاء "شيعة" أقوياء بالعراق

تقاريـر الثلاثاء 03 نيسان 2018 الساعة 21:08 مساءً (عدد المشاهدات 3839)

متابعة / سكاي برس:

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مساع سعودية لإيجاد حلفاء لها من الشيعة في العراق، مشيرة في هذا الصدد إلى زيارة عدد من المسؤولين السعوديين لمدينة النجف الشيعية، جنوبي البلاد، لنقل رسائل إلى عدد من الشخصيات الدينية في المدينة المقدسة لدى الشيعة.

وتابعت الصحيفة تقول: إنه "لعقود من الزمن استغلت السعودية وإيران الانقسام المذهبي لخدمة صراعاتهما على السلطة والنفوذ، والآن يعمل المسؤولون السعوديون على نقل الرسائل إلى رجال الدين الشيعة البارزين في النجف، الذين رغم قلقهم من الانجرار إلى صراع بالوكالة يريدون سماع الرياض".

وذكرت أنه "في العام الماضي زار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بغداد، في أول زيارة لمسوؤل رفيع من المملكة إلى العراق منذ عام 1990، وترددت أنباء داخل بغداد عن نية ولي العهد محمد بن سلمان زيارة البلاد قريباً، وأن تلك الزيارة إن تمت فستشمل النجف، غير أن وزارة الخارجية السعودية أصدرت نافياً لمثل هذه الزيارة؛ وذلك عقب احتجاجات نظمتها فصائل شيعية تعارض التقارب العراقي السعودي".

وتنقل الصحيفة عن السياسي العراقي الشيعي علي الأديب، قوله: إن "الصراع بين السعودية وإيران وصل ذروته، ولا أرى أياً من الطرفين مستعداً للحوار، ولكن هذه المنطقة مليئة بالمفاجآت".

وطالما شجعت الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التقارب السعودي مع العراق بعد قطيعة منذ حرب الخليج عام 1991 التي جاءت في أعقاب دخول العراق للكويت، بحسب الصحيفة.

وبينت أن "الجهود الأمريكية تكللت العام الماضي بزيارة لزعيمين شيعيين عراقيين بارزين إلى الرياض؛ حيث زارها مقتدى الصدر، القيادي السياسي ورجل الدين البارز، وأيضاً زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القيادي في حزب الدعوة الشيعي. ومن الواضح أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتبنى هذه الاستراتيجية كوسيلة لتحدي النفوذ الإيراني الإقليمي".

وبالإضافة إلى من ذكرتهم الصحيفة، زار المملكة أيضاً وزير الداخلية قاسم الأعرجي، المعروف بأنه قاتَل إلى جانب صفوف الجيش الإيراني الجيشَ العراقي، إبان حرب الثمانينيات بين البلدين، وبات يُعرف حتى الآن بأنه "أحد أبرز جنود قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني"، حسبما تشير وسائل الإعلام العراقية.

وتابعت الصحيفة: "يقول القيادي في التيار الصدري والبرلماني السابق ضياء الأسدي إن السعودية أدركت أنها لا تستطيع الاستغناء عن التعايش مع الشيعة أو عن التسامح معهم، الآن يريد السعوديون إخبار الناس أنهم ليسوا ضد الشيعة، لكن ضد الشيعة المتأثرين بإيران".

هذا النهج السعودي الجديد، بحسب فايننشال تايمز، ينسجم مع بعض الشيعة الذين يشعرون بالقلق من الدور الإيراني القوي في البلاد، "فرجال الدين في النجف طالما كانوا متيقظين للتدخل الإيراني، وأيضاً فإن بعضهم يركبون الموجة من خلال استغلال الهوية العراقية؛ لكون العراق جزءاً من دول الخليج العربي وما قد يتبع ذلك من حصول بغداد على دعم دول الخليج".

وتستطرد الصحيفة البريطانية في استعراض أهمية مدينة النجف، مبينة أنه "بسبب المكانة الرمزية الكبيرة للنجف لدى الشيعة، فقد كانت مستهدفة من قبل السعودية؛ فالمدينة تضم أكبر رجال الدين الشيعة البارزين الذين لديهم نفوذ هائل في العراق والعالم الشيعي، ومن شأن مساعي السعودية أن تنجح في توطيد العلاقة مع المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي يقيم في النجف".

الصحيفة نقلت عن مسؤولين محليين أن "مكتب السيستاني ما زال حذراً من التعامل مع المبادرات السعودية، ولكن توجد هناك اتصالات خلفية".

وأضافت: "السعودية وفي إطار سعيها للتقارب مع العراق، أرسلت فريقها الوطني لكرة القدم للعب مباراة ضد نظيره العراقي في البصرة جنوبي البلاد في فبراير الماضي، وهي أول مباراة للعراق على أرضه منذ ثمانينات القرن الماضي، وحضرها 60 ألف متفرج عراقي، تبعها إعلان عن تبرع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لبناء ملعب كرة قدم في بغداد يتسع لـ100 ألف متفرج".

 

واستطردت تقول: "أرسلت السعودية وفوداً من رجال الأعمال والصحفيين، في خطوة غير مسبوقة منذ عقود، وهو ما أذكى مشاعر الحنين إلى الحقبة القديمة قبل أن تمزق المنطقة الحروب والخلافات".

ونقلت الصحيفة عن أدهم فاخر، وهو خبير اقتصادي عراقي، قوله: إن "بعض المندوبين السعوديين بكوا عندما شاهدوا العراقيين يرحبون بهم، لقد فوجئت بهم حقاً، هذان المجتمعان كانت لديهما حماسة كبيرة للالتقاء".

وأشارت إلى أن مشاعر اللقاء المؤثرة سرعان ما بردت؛ بعد أن بدأت الوفود الاقصادية السعودية تصل بغداد وتبدأ إجراءات الاستثمار هناك؛ بسبب الفساد والبيروقراطية والمخاوف من النظام المصرفي العراقي والأمن.

وأوضحت أنه "في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي عقد في الكويت (فبراير 2018)، قدمت دول الخليج القليل من المساعدات، جاءت على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية"، مضيفة: "يقول مصرفي عراقي: "كنا نظن أن المال سيتدفق في مؤتمر الكويت، ولكننا شعرنا بالإحباط".

ونقلت أيضاً عن صلاح العبيدي، أحد المقربين من مقتدى الصدر، قوله: "لا نريد للعراق أن يكون صندوق قمامة للخلاف الإقليمي والخلافات الأمريكية الإيرانية".

وواصلت الصحيفة الحديث عن الدور الإيراني بأن طهران "على ما يبدو تحاول أن تقيّم الفائدة التي يمكن أن تأتي من وجود خليجي في العراق، خاصة أن محاولتها تشكيل تكتل انتخابي شيعي للدخول في انتخابات مايو المقبل، فشلت".

ونقلت فايننشال تايمز عن دبلوماسي غربي لم تسمه، قوله: إن "هذا الأمر يبين أننا لا يجب أن نصدق من يقول إن إيران تسيطر على كل شيء في العراق".

وختمت الصحيفة البريطانية بالقول: إن "قادة شيعة بارزين قالوا إن نيات الرياض يجب أن تختبر أولاً في السعودية من خلال تحسين أوضاع الشيعة في بلادها، وأيضاً إنهاء الحرب في اليمن، ومطالبة رجال الدين في السعودية بإصدار فتوى تعلن أن الشيعة مذهب إسلامي".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة