Skip to main content

تهديدات بـ"القتل" .. هذا خيار مقتدى الصدر

مقالات الأربعاء 12 كانون أول 2018 الساعة 15:34 مساءً (عدد المشاهدات 1988)

بقلم/ سليم الحسني

في اعتصامات عام ٢٠١٦ حول المنطقة الخضراء، لجأ مقتدى الصدر الى خيار العنف السياسي ليفرض هيمنته على العملية السياسية. وقد حدث ذلك بعد أن تعززت علاقاته مع الحكومة السعودية، وتوالت لقاءاته مع ثامر السبهان، ومع محمد بن سلمان فيما بعد.

في تلك الفترة كتبت عدة مقالات عن توجهاته الجديدة، وعزمه على التسبب باقتتال شيعي ـ شيعي. وقد أثارت المقالات رجاله فبدأت تصلني تهديداتهم بالقتل وتصفية عائلتي.

ولكي يجعلوني أتعامل مع التهديدات بجدية، فقد تعرض لي شابان في تلك الأيام عندما كنت مع أحد الأصدقاء في شارع (أجور روود). وكان القصد من ذلك أن أتوقف عن الكتابة، فالأمر جاد وليس مجرد كلمات تهديد وتخويف.

في تموز من عام ٢٠١٧ زار مقتدى الصدر السعودية والتقى محمد بن سلمان أكثر آل سعود وحشية ودموية وإجراماً، وقد عكس اعلام التيار الصدري، خبر الزيارة على أنها المنجز التاريخي الكبير. وبالفعل كانت العلاقة بين مقتدى الصدر وبن سلمان قد صارت وثيقة وحميمية.

كتبتُ عن تلك الزيارة ونتائجها والتحذير من مخططات بن سلمان، فكتب مقتدى الصدر تغريدة يقول فيها: (يا سليم كن في السليم)، وقد رسم فيها الخط لأتباعه، فقد تعرضتُ لحملة شتائمية شديدة.

واصلت منهجي الكتابي في نقد رجال السياسية على ما يسببوه من مشاكل وأزمات، وكان من الطبيعي أن يكون الكلام عن زعيم التيار الصدري من ضمن تلك المقالات، خصوصاً بعد انسياقه في مشروع بن سلمان والسفارة الأميركية، وذلك بعد الانتخابات البرلمانية. وهو المشروع الذي نجح في تمييع الكتلة الأكبر والاتيان بعادل عبد المهدي، بعد تمهيد المقدمات من قبل هادي العامري وغيره.

كانت مقالاتي أكثر تركيزاً على المتسببين بهذه الفوضى السياسية، وأقصد تعطيل أهم مادة دستورية في حصر اختيار رئيس الوزراء بالكتلة الأكبر، وكذلك اعتماد التزوير في تصويت النواب على الوزراء، وتحكم مقتدى الصدر بعادل عبد المهدي، ونزعته المتعاظمة بتحويل الحكومة الى هيئة تابعة لمكتب الحنانة.

مع هذه المقالات عادت التهديدات مرة أخرى، لكنها أخذت نبرة جديدة، مع إشارات عملية بدأتُ أتلقاها منذ الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني، ولا تزال مستمرة، ولا يمكنني الإفصاح عنها حالياً التزاماً بطلب من الجهات المختصة.

لن أتوقف عن الكتابة بعون الله، مهما كانت التهديدات، فإما أن أكتب أو أموت، فهذا خيار الكاتب حين يحمل القناعة ويختار الدرب.

أعرف أن مقتدى الصدر استطاع من خلال الترهيب أن يسكت بعض الأقلام والأصوات وأن يوقف تحريك الكثير من ملفات الفساد والعنف والجريمة لكبار أتباعه، حتى وصل الأمر أن محاكمة أحد رجاله وهو حاكم الزاملي، لا يقترب القضاة من فتحها، لأن كل قاض يتولى القضية يصله التهديد بالقتل.

أعرف ذلك جيداً، وأعرف تقديمه القتل على الوسائل الأخرى. لكنني وطنتُ نفس على كل الاحتمالات، فهذا درب قطعته، وقرار اتخذته منذ بدأت أكتب عن هذه الطبقة السياسية التي سرقت حلم المواطن العراقي.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة