Skip to main content

عُرض علَّي مؤونة اضافية ودواء لأطفالي .. مقابل "ممارسة الجنس" !!

المشهد السياسي الثلاثاء 13 تشرين ثاني 2018 الساعة 12:29 مساءً (عدد المشاهدات 4121)

بغداد/ سكاي برس

كان العراق يعد من البلدان التي نجحت في الحد بشكل كبير من حالات الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر، لا سيما بعد إصدار قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959، والذي حظر فيه حتى الزواج القسري، لكن ظاهرة الاتجار بالجنس عادت إلى الواجهة في تسعينات القرن الماضي وبعد تغيير النظام السابق عام 2003.

ان نسب جريمة الاتجار بالبشر، في ارتفاع متواصل خصوصا بعد ارتفاع حالات،"هروب النساء في المناطق الجنوبية والشمالية، بعد وعود لهن بالزواج من قبل سماسرة يستدرجونهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليوقعوهن في فخ شبكات الاتجار بالبشر".

في حديث لأحد مراسلي وكالتنا، مع "منى" التي اتخذت من هذا الاسم لقبا بديلا لإسمها الحقيقي بغية عدم التعرف على هويتها، تبلغ من العمر 20 عاما، وهي احدى سكنة محافظة الموصل والتي فقدت والدها ووالدتها اثناء قصف داعش على المدينة ولم يتبق لها سوا شقيقتها التي تصغرها بسنتين، تقول "ذهبنا لأحد المخيمات التي تحتوي على لاجئين من نينوى وسنجار والمناطق المجاورة، بسبب عدم توفر أي خدمات او ملجأ لنا في المدينة، حتى اعتدنا واصبحنا جزء من سكنة المخيم ".

تضيف منى "كنا نتلقى بين الفينة والاخرى بعض المساعدات والمؤونة من قبل منظمات انسانية، ومنظمات حقوق الانسان، بشكل عام، حتى تلقيت طلب من احد العاملين بإحدى هذه المنظمات بالادلاء ببعض المعلومات لغرض مساعدتنا انا وشقيقتي وكان واقفا قرب مكان اقامتنا، واذا ما كنا نمتلك ابوين او اقارب في المدينة او في مناطق اخرى في العراق، واعدا ايانا بتقديم يد العون عن قريب لنقلنا الى مكان افضل والحصول على مؤونة جيدة تسد حاجتنا لفترة بسيطة من الزمن، لحين تحسن الاوضاع"، وتكمل منى "بعد خمسة ايام تقريبا، حضر الينا ذات الشخص ومعه شخص اخر وطمننا بان الامور على ما يرام وانه سيتم نقلنا الى بغداد، خلال ايام قليلة، ووجود عائلة تحتوينا بشكل مؤقت".

وذكرت انه "بالفعل وبعد ايام قدم الشخصان واصطحبانا وبموافقة المخيم وبشكل رسمي، وبعد ساعات وصلنا الى بغداد الى احد البيوت وكان بانتظارنا عائلة كما حسبناها في بادئ الامر، مكونة من امرأة وثلاث فتياة ومعهم رجل في متوسط العمر، لكن تبين فيما بعد انه احد بيوت الدعارة الذي يستدرج النازحات ويتيمات الام والاب بالاخص، واجبرنا على العمل في مجال الدعارة، وتقديم خدمات الجنس، لشتى الزبائن، تحت تهديد السلاح والقتل".

وفي حوار آخر مع "ام نرمين" احدى النازحات داخل احد المخيمات وهي ام لطفلتين، قتل زوجها اثناء وجود داعش، تقول "لقد عرض عليّ مؤونة اضافية ودواء لاطفالي، ومبلغ مبالي مقابل "ممارسة الجنس" مع احد العاملين في احدى المنظمات المجتمعية الساعية لتزويد ومساعدة النازحين والمخيمات التابعة لأكثر من محافظة".

احاديث كثيرة وحقائق من اشخاص عن ذات الموضوع سنعرضها في سلسلة، تتحدث عن انتشار ظاهرة الابتزاز بانواعه مقابل المال والغذاء والدواء داخل منظمات يفترض ان تتصف بـ"الانسانية" وتبتعد كل البعد عن استغلال من هم بحاجة ماسة للخدمات الانسانية في ظل ظروفهم البائسة .. ونسعى لتسليط الضوء على هكذا حالات بهدف تنبيه الجهات المختصة لمعالجة ومراقبة هذه المنظمات ومن هم مسؤولين عنها .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة