Skip to main content

حينما يموت ضمير الشرفاء

مقالات الخميس 04 تشرين أول 2018 الساعة 13:09 مساءً (عدد المشاهدات 8061)

بقلم: سمير الربيعي...

 

 هي أزمة ضمير،نعيشها اليوم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فحين يموت الضمير ياسادة يصبح كل شيء مباح حيث يعلو الصراخ ويزيد الضجيج وتنتشر الضوضاء بشكل هيستيري مزعج. ستجد الِفرق تتصدع، والأمور البسيطة تتعّقد يسود الإهمال في كل جوانب حياتنا.. تتخبط المفاهيم، تختل الموازين، تنقلب معايير الحياة، تهون أوطاننا، بل تذبح بيدينا، نكون معاول للهدم وسيوف للقتل، يزول الكلام، تغفو العقول، تنمو ثقافة الاكاذيب،

حينما يموت ضمير الشرفاء تنعدم الثوابت وتتققهرالمبادىء، وتنمو الانانية، يُزيف التاريخ، تتبدل الحقائق، تنتزع الذاكرة من جذورها، تتعطل إنسانية الفرد، بل تنعدم وتموت روحه، تهون الكرامة، تذل الانفس وتكاد زفراتها تحرق كل شي، تفقد الحواس قيمتها، وتعدوا الانسانية كلمة لامعنى لها ولا رديف .

حينما يموت الضمير، تغفو العقول في برك اسنة ، تثور الأحقاد وتسيطر على كل شي، تتحجر القلوب، وتكون معطوبة، تقتل الاحلام، يترعرع الفساد ويتوحش حتى يصل الى النخاع ويخالط الشحم واللحم ويفسد الدم،

عندما يموت الضمير يكون, ويكون, وربما ما خفي كان اعظم واهول وافضع، وابشع .

 تبدو المدن كغابات موحشه، نغرق بالفوضى واللامبالاة، عندها تفلت الامور من الايدي.

 حين يموت الضمير الإنساني يصبح كل شيء مباحاً ومبرراً ومعقولاً، ويتحول معه القتل الى لذة ومتعة ما بعدها متعة، بلا هدف سوى الحصول على اللذة يكون القتل..متعة

موت الضمير مُشكلةٌ ، يعاني منها من تطالهُ خيوط الأفكار المسمومة الممزوجة بازدواجية السلوك،

عندما يموت الضمير,  حينئذ لم يعد يجدي قول ولا عمل ولاقبول توبة او حتى استغفار.,

 في بلدنا ياسادة، يقينا ليس هناك ازمة ضمير!

نعم ليست هناك ازمة ضمير بل ما موجود هنا هي ازمة ضمائر، بل انعدامها، ويمكن موتها،

انا موقن بان السياسة ليست لعبة النوايا الحسنة أو المبادئ السامية او الاخلاق النبيلة،

لكن ما تقوم به الاحزاب او الشخصيات المتنفذة فاق كل شي وما يمارسوه اليوم ماهي الا سياسة التجهيل والتي تقوم اساسا على الكذب والتدليس وخلط الامور، فليس من الاخلاق في شي ان يتم الكذب على ابناء الوطن من مختلف القوى السياسية بعد سلسلة الاخفاقات والخيبات التي رافقت ادارتهم للحكم منذ احتلال العراق وحتى الان.

في الماضي كانت تُمارس علينا سياسات التجهيل قهرا وقسرا، الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق كل الخداع والكذب بلا حياء او ذرة ضمير.. والنتيجة واحدة.

المحزن في المشهد العراقي أن ساسته رغم كل هذه الخيبات، يتحدثون عن المصالحة الوطنية، وتكريس سياسة التسامح بين مكوناته، ناسين أن من يعيق تحقيق هذه الأهداف هم أنفسهم، من فرط تفردهم بالقرار السياسي من دون مشاركة الآخرين.

ويمكن القول إنه فى مثل هذه الحالة السياسية المضطربة، يلعب الضمير المذبوح - تحت أرجل الطامعين والمأجورين على قتل الوطن وذبح المواطن، وهذا النوع من الضمائر هي ضمائر مخربة تنخر الأمة، وتساعد على إحداث هوة سحيقة بين الرقي والتخلف وستكون أعماقهم المخذولة والمهتوكة آهات الندم والفجيعة،

 الدور الرئيسى فى ضياع القيم والأسس فى المنافسات السياسية وتحويلها إلى صراعات سياسية ميكافيلية يستخدم فيها جميع الوسائل والأساليب التى غالباً ما تخرج عن الصراط المستقيم والنهج القويم نتيجة ضياع الضمير ونومه فى قبر السياسة البائسة والحقيرة.

  في عصرنا هذا ووقتنا هذا لا يوجد شئ اسمه بعيداً عن السياسة، كل القضايا هي قضايا سياسية.

والفاجعة التي لاحت في سمائنا تنذر غمامتها المعتمة الحالكة السواد بأن ما تحمله في غياهب جوفها أمر جلل استشرى واستفحل بين تلك الأوساط السياسية البائسة، التي ارتشفت كؤوس النفاق والخداع وطوقت أنفسها برداء البراءة والصدق .

لكن هذا الحلقة الخانقة والخطيرة والتي قادت البلاد بطريق اللاعودة نقول، يجب ان يستيقظ الضمير لدى سياسيينا .

ولذلك نحن بحاجة الى ثورة لإحياء الضمير لدى الكثير منا فى واقعنا اليوم ,فليس من شيء أكثر بؤسا من ضمير مذنب، لأن الضمير هو اعلى معيار للاخلاق وبه يعرف الانسان.

واخيرا .. يجب ان يراجع كل منا نفسه ويحاول ان يقوي ضميره اذا ضعف ويوقظه اذا نام ويعالجه اذا اعتل

وإلا ستغرق السفينة وتهوى فى القاع دون أن ينجو منها.

كلمة اخر السطر..

 إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير.

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة