بغداد / سكاي برس
نحن نعلم أن الروبوتات تهدد بأخذ وظائفنا في بعض المجالات، لكن ربما على الأشخاص الذين يعملون في خدمة العملاء أن يتنفسوا الصعداء ويطمئنوا على وظائفهم لفترة لا بأس بها من الوقت بعد هذه الأخبار الجديدة.
فقد كان الروبوت الياباني الشبيه بالإنسان «بيبر»، يعمل تحت الاختبار في محل بقالة اسكتلندي يسمى «مارجيوتا فود آند واين» في إدنبرة لمدة لا تزيد عن أسبوع واحد، وكان عليه أن يساعد الزبائن في الرد على بعض استفساراتهم، وفي الوقت ذاته يسليهم ببعض الترفيه.
تعرّف على «بيبر»
تم إطلاق الروبوت «بيبر» في اليابان عام 2015، وقد تم تسويقه على أنه مساعد رائع للإنسان في الأعمال التجارية، كما يمكنه أن يكون صديقا لأفراد العائلة وأولئك الذين يعيشون وحدهم.
يستطيع الروبوت البالغ من الطول 120 سنتيمترا، أن يفهم الكلام ويستجيب بصوته الخاص، كما يمكنه أن يتواصل عن طريق جهاز لوحي موضوع على جسمه، لديه عجلات تمكنه من التحرك، لكنه لا يتعامل بسهولة مع السلالم، وقد تم وضع برمجية للدردشة فيه خاصة بهذه التجربة، كي يتبادل الأحاديث مع زوار البقالة.
سعادة لم تستمر
في البداية كان الكل فرحا بـ«بيبر» أو «فابيو» وفقا للاسم الذي أطلقه عليه الموظفون في المحل، وجاء الزبائن ليشاهدوا هذا الفرد الجديد في الفريق، وعلى الأقل لم يضربه أحد مثلما فعل أحد الزبائن في روبوت منذ عدة سنين.
لكن بعد وقت قصير، ظهر أن إجاباته لا تقدم المساعدة، فعلى سبيل المثال، عندما سألته امرأة عن مكان الحليب قال فابيو «في قسم الثلاجة»، دون أن يشرح لها مكان قسم الثلاجة هذا، أو يأخذها إلى هناك، وكرر الأمر مع باقي الزبائن بصور مختلفة.
نكات غريبة وتجاهل
بعض العملاء الآخرين لم يحصلوا على رد على الإطلاق من «فابيو»، وربما يعود هذا للبيئة الصاخبة الخارجية في المحل التي تزعج ميكروفوناته، وربما على صنّاعه أن يجدوا حلا لعمله في مثل هذه البيئات.
قرر مالك المتجر «فرانكو مارجيوتا» أن يختبر «فابيو» بنفسه، وسأله «أين شرائح اللحم steaks ؟» (المفترض أنها في الثلاجة)، ويبدو أن الروبوت قرر أن يرد بنكتة قائلا: «ما الاسم الذي نطلقه على بقرة تتجسس على الأخرى؟»، لم يستطع مارجيوتا أن يجد إجابة، وهنا قال الروبوت «A steak out»، فضحك مارجيوتا أكثر من المتوقع، لأنه لم يتوقع سماع نكتة من روبوت.
آخر مهمة لـ«فابيو» كانت تتضمن تقديم اللحم للعملاء، لكن المتسوقين كانوا يتجاهلونه تماما، حتى إن ابنة صاحب المتجر قالت «إنه مجرد لافتة تمشي».
أما حين قام فرد آخر من المحل بنفس المهمة، فإنه نجح أكثر في الانخراط مع المتسوقين وجعلهم يجربون الطعام، لقد هزم الإنسان الروبوت بقوة في هذه المهمة.
طرد مؤسف
قالت ابنة مالك المتجر أن أداء «فابيو» لم يكن على مستوى التوقعات، لهذا كان لابد من طرده، أما صاحب المتجر فقال لـ«فابيو»: «أنا لا أعتقد أن عليك أن توقع معنا عقدا بعد»، ليرد عليه «فابيو» بحماسة قائلا «هل أنت غاضب؟»، لكن ابنة المالك اعترفت أنها ستفتقده عندما تأتي إلى المحل.
ربما لم يحن الوقت بعد للروبوتات كي تستبدل البشر في خدمة العملاء، لكن هذا لا ينفي أنها قادمة للتنافس معنا على وظائفنا في المستقبل.
