Skip to main content

الاكراد والجري في حقل الالغام؟

مقالات السبت 16 أيلول 2017 الساعة 18:17 مساءً (عدد المشاهدات 8448)

بقلم:مراد الغضبان......

"لن تقوم دولتنا إلا على أنقاض الدول الفاشلة، التي استقطعت أرضنا وقسمتها فيما بينها"،
 أن دولة الأكراد القادمة تنتظر سقوط وتفكيك الدولتين الفاشلتين العراق وسوريا من أجل إعلانها وربما من بعدها إيران وتركيا لإعلان دولة كردستان الكبرى.
بتلك الكلمات المستفزة يوضح الباحث الكردي في المركز الكردي للدراسات في ألمانيا إبراهيم مصطفى كابان،
في إطار حديثه عن حق الأكراد في إقامة دولتهم المستقلة!!!
الحدث قد يبدو لأول وهلة محليا، بل وحتى مألوفا بين وقت وآخر في دول عديدة. وشرارة الحدث ستنطلق من هنا
فالقائمون على مشروع دولة كوردستان العراق في تصورهم لايمكن لهم والنهوض بمشروعهم المزعوم الا عل انقاض العراق وهم جادين في تصورهم ساعين لذلك.
معتبرين وحسب ماجاء برسالة السيد مسعود البرزاني الموجهة الى الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان «البقاء ضمن كيان الدولة العراقية صعب، وقد وصلنا إلى قناعة تامة بأننا غير مرغوب فينا وغير مقبولين كمواطنين وشركاء حقيقيين، وعليه وإزاء كل هذه التضحيات والدماء الغالية التي بذلت أساسًا من اجل عراق ديموقراطي يحفظ كرامة أبنائه جميعًا، لا يمكن القبول بالتبعية والإقصاء».
وفي حدبث لأبو الغيط أثناء اجتماع لوزراء الخارجية العرب شارك فيه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. "إن بقاء العراق الموحد الفيدرالي متعدد المكونات والأعراق هو مصلحة للعراق بعربه وكرده وللأمة العربية كلها. وأوجه ندائي للإخوة الأكراد بإعطاء الفرصة للحوار حفاظا على الدستور الذي شاركوا في صياغته وصونا للنظام الذي يحفظ للعراق وحدته".
و في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، قال السيد البرزاني أنه "لا حاجة للحصول على ترخيص من بغداد لإجراء الاستفتاء"، مشيراً إلى "ضرورة الاستقلال عن الحكومة المركزية بشكل سلمي".
 اشعلتب تصريحاته تلك ، بشأن الانفصال وما اعقبها من تطورات موجة جدل كبيرة داخل وخارج العراق، فالبعض يرى وكما نقلت مصادر مختلفة، ان ما اعلن عنه هو مقدمة لتفتيت البلد ومن بعده إعادة ترسيم حدود المنطقة بأكملها على تداعياته، وبين من يرى أن استقلال الإقليم هو أمر واقع بدأ في التسعينات وتم ترسيخه خلال سنوات ما بعد السقوط وكان  حلم الملا مصطفى البارزاني.
ياترى من ينقذ القيادات الكردية من فريسة الوهم الذي اصبحوا مسكونين به، والذي يسيطر عليهم ويستبقيهم خلف الجبال الشاهقة، لا يستطيعون من خلال ذلك الوهم إلا أن يتحسسوا مايرونه في الحياة، وربما مايتمنونه،
بخطوات الاشقاء الكرد يفتح الأبواب أمام التقسيم والتفتيت بعد النجاح الذي تحقق في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا وأقام «دولته» المزعومة البغيضة وفرض واقعاً من التقسيم والاستبداد لم تألفه المنطقة عبر التاريخ الحديث.وفي نهاية المطاف اجهضت الدولة المزعومة والتي كانت تستمد قواها من اطراف خارجية اقليمية ودولية بل وحتى محلية!وفي نهاية المطاف انهارت اسطورة الدولة الاسلامية.ليبقى العراق.
كما وصف هذه الحالة رئيسا الأركان العامة للقوات المسلحة في ايران وتركيا، في محادثات هاتفية على خلفية الاستفتاء  ان انفصال كردستان العراق تنفيذ لمشاريع التقسيم في المنطقة والتي من شأنها ان تخلق العديد من المشكلات السياسية والاجتماعية والامنية لدول المنطقة..
وقالت وزارة الخارجية التركية  بهذا الشان في بيان "إنّ إصرار القيادة في شمال العراق على إجراء الاستفتاء حول الانفصال عن العراق، رغم توصيات أنقرة الصادقة، سيكون له ثمن بكل تأكيد"، معربةً  "عن ترحيبها برفض مجلس النواب العراقي للاستفتاء، واعتباره خطوة لا تتوافق مع الدستور".
بين وقت وآخر تكتسب بعض وقائع التاريخ عند إعادة فحصها أهمية ودلالة ربما كانت خافية في حينها، ثم أهمية أكبر في الحاضر على ضوء الاستمرار في تكرار الأخطاء نفسها، وبالعقلية نفسها. والحدث الذي أتوقف عنده هنا هو ما سمي تاريخيا «اقليم كردستان» وحقوقه في تقرير مصيره.
فالعراق الذي كان يعد العمود الفقري للصمود العربي وركيزة التوازن الاستراتيجي الإقليمي قد تمزقت أوصاله وبات من الصعوبة بمكان أن تتواصل أطرافه بعد ان تجزأ الانتماء العراقي إلي انتماء مللي وطائفي كردي وشيعي  وسني وخلافه‏0‏
الكرد برغم هذا الزخم الدعائي للانفصال واعلان هيئة عليا للاستفتاء وهذا النشاط يقتصر تحديدا على الحزب الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم. الذي تحول إلى ما يشبه القنبلة البشرية الموقوتة القابلة للانفجار،واذا انفجرت فسيصيب شظاها الكرد انفسهم لانهم هم من يمسكونها بيديهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو‏:‏ ثم ماذا والي أين يسير السيد مسعود في وسط بحر الأهوال وهل هناك فنار يمكن أن تهتدي به سفينته حتي لا تضل الطريق ؟
وسط هذا الموج المتلاطم من الأزمات والمواقف والتباينات،لا تفيد التصريحات والتكهنات ولا حتى الاستنكارات.
الامر  يحتاج الى تناول سياسي يستند الى اقتناع كل الأطياف بأنها جزء من كل ـ هو العراق الموحد ـ الذي اذا سلم سلم الجميع، واذا تحطم على صخرة أوهام وأطماع تستجيب لمخططات داخلية أو خارجية، فإنه لن يكون هناك منتصر، بل سيكون الجميع من الخاسرين. ولذلك فمن الحيوي استئناف المساعي العربية للمصالحة والدولية  حتى يمكن الخروج من المأزق الحالي، الذي يجب خلق الظروف المناسبة لإزاحته. وأتصور انه ما زال هناك  حل  لرجال الاقليم لانهم يدركون خطورة استمرار الوضع الحالي،

 وحتي لاتضيع الحقيقة في ضباب الوهم ينبغي ان بدرك السيد مسعود البرزاني ان حلمه الذي يعيشه ماهو الا كابوس مزعج يسيطر على كل افكاره جعل منه متمسكا بخيارا واحد هو الانفصال والانجرار وراء المخططات الخارجية التي تريد تفتيت وحدة البلد وتقسيمه.
----------------------------------------------
**‏ خير الكلام‏:‏ يقول الشاعر ابراهيم ناجي‏:‏

إن يكن حلما تولي مسرعا

أجمل الأحلام ما ولي سريعا

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة