Skip to main content

اطفال العراق مجهولو النسب.. بين أحضان الضياع وقسوة المجتمع

تقاريـر السبت 19 آب 2017 الساعة 13:09 مساءً (عدد المشاهدات 8508)


بغداد/سكاي برس:م

بكيس للنفايات لف وامام سور احد المدارس رمت احدى السيدات طفلها الذي لاتزال الدماء تغطي وجهه وهو يصرخ كأنه يشعر أن ما سيواجهه في الحياة قاس، كيف لا وهو وليد غريزة عاشاها ابويه للحظات ليدفع ثمنها العمر كله.

البعض كتبت لهم الحياة والبعض الاخر نهشتهم الكلاب او قتلهم البرد بعد ان القوا بهم عراة او ملفوفين بشرشف او متروكين داخل كرتونة.

حيث بات الشارع العراقي في الآونة الأخيرة يسمع كثيرًا عن أطفال رموا في الشوارع، فمنذ بداية العام الى اليوم عثر على  اكثر من ثمانية اطفال مجهولي النسب على قارعة الطريق.


"بتول" طفلة تم رميهما على قارعة الطريق، قرب احد مبازل مدينة بعقوبة، وقد التهمت الحشرات اطرافها نتيجة بقائها في العراء لمدة يومين، وقد تم تسليمها الى القوات الامنية لنقلها الى مستشفى البتول في بعقوبة، حيث اطلق عليها الاسم.


ووفق الثقافة الإجتماعيّة العراقيّة، يعدّ اللّقيط عاراً، وهو نتاج علاقات جنسيّة محرّمة، وإذا ما كتبت له الحياة، وتعرّف على شخصه حقّاً، فإنّه يسعى إلى إخفاء حقيقته، وإلاّ فإنّ المجتمع سينبذه.

الى ذلك عزا ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، انتشار هذه الظاهرة الى غياب الدور الحكومي في دعم الاسر وتوفير مصدر رزق للشباب الامر الذي يدفعهم الى عدم الزواج والوقوع في المحرمات.

وعلى الرغم من قيام عمليات بغداد ، بإغلاق البارات والنوادي الليلية في حي الكرادة ببغداد، وإغلاق أبوابها بالجدران الكونكريتية  لكون تلك النوادي مصدرا للمحرمات، غير أنّ ظاهرة رمي الأطفال في الأماكن المهجورة أو في القمامة ما زالت مستمرّة، ممّا يتطلّب جهوداً حكوميّة في دعم الأسر على احتضان اللّقطاء وتربيتهم، والاستعانة بأصحاب الاختصاص من باحثين إجتماعيّين للتوصّل إلى الحلول اللاّزمة لوقف هذه الظاهرة والقيام بحملة توعية لتنقية الثقافة الإجتماعيّة من النّظرة الدونيّة المسدّدة لأطفال أبرياء .

حمل تطبيق skypressiq على جوالك