Skip to main content

احمد الكبيسي وسياسة المواقف المتناقضة

مقالات الخميس 17 آب 2017 الساعة 12:21 مساءً (عدد المشاهدات 11773)

بقلم:مراد الغضبان....

اشتعلت وسائل الإعلام بردود الأفعال ضد تصريحات الدكتور احمد الكبيسي الاخيرة وتصريحاته تلك لم تكن وليدة الحدث الأخير، ولكن تراكم الاختلافات السياسية والدينية له والمواقف غير المعلنة التي نجهل ماهيتها جعلت منه انسان متقلب المزاج .هو شخصية مركبة مليئة بالتناقضات فلا يرى الناس الا من خلال حالته المزاجية وللتعامل معه تحتاج الى عدة مهارات تختلف فى تعاملك مع الشخص الطبيعي الذى تتعامل معه بعفوية الى حد ما ، .

وعلى الرغم من الصفة أو المسحة الدينية التي يحاول  جاهداَ، تغطية نفسه بها، فإنه كان دائما أقرب للبراغماتية والوصولية منه للتدين الزاهد. فالعمل في السياسة او حتى الحديث عن السياسة  يتطلب منه الوصولية، خصوصا أن كم المغريات المادية والمعنوية، في الدول النفطية بالذات، تجعل من التشدد والالتزام الديني والصدق والأمانة أمورا مضحكة، وبالتالي لا ضرر مطلقا، كما تسمح به أدبياته، من بعض الكذب والرياء هناك، فنفعهما أكثر من ضررهما! وبالتالي ليس من المستهجن سماع آراء أو مشاهدة مواقف متضادة ومتناقضة له  على فترات قصيرة نسبيا، من دون أن تنتابه فيها أي مشاعر خجل أو ندم، فهذا ديدنه، وسيبقى هكذا.


، لكنني وجدت صعوبة في إدراك مغزى ذلك! ولِما كل ذلكّ!وعلى ماذا يعول!وماذا يريد من كل ذلك!
فمرة اطل علينا من شاشة التلفزيون ليحمل معاوية بن ابي سفيان كل ويلات ومصائب الامة الاسلامية وان خراب الاسلام كان منه .حتى قال قائل انها صحوة ضمير لكن  أسفر هذا الحديث  عن تعليق برنامجه التلفزيوني في دبي..ليعود وينفي ما قاله!
لان بتصريحه هذا  أزعج  الكثیرين في دول الخلیج خاصة أولیاء الأمر وشیوخ الفتنة.حتى وصفه بعض مشايخ الوهابية بالرافضي المتلبس بلباس أهل السنة والجماعة!
يبدو ان هجمة اتباع معاوية عليه جعلته محرجاً امام جمهوره الطائفي المريض، فأخذ يتخبط في تصريحاته وزاغ موقفه الذي كنا نظنه شجاعاً فيه ، لكن تبيّن ان اموال الخليج اشجع !!
وبعد ازمته مع معاوية خرج في تسجيل فيديو اخر  يُتداول على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، ردا على سؤال حول تفجير المراقد الدينية في مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»قائلاً: «فليسمعني هذا الكلب ابن الكلب.. أبو بكر البغدادي.. قاتل الحسين أشرف منه،


هذا عميل يهود وليس أكثر.. والله داعش وماعش وحتى محمد بن عبد الوهاب أبو الوهابية صنيعة يهودية مائة في المائة، ودعهم يقتلونني إذا أرادوا».
وأضاف: "أنا مسؤول عن هذا الكلام أمام رب العالمين.. والله حركة يهودية مرتبة ترتيبا لتمزيق الأمة، وقد مزقتها".
موقف يحسد عليه وشجاعة منه كانت صادمة للبعض خصوصا انه مقيم بارض اقل ما يقال عنها انها تدعم الارهاب وتأوي شيوخاً للفتنة.
وبموقفه هذا اقامت عليه الدنيا ولم تقعد  وتنوعت ردود فعل المتابعين عبر تويتر بين الدعوة إلى وقف برنامجه التلفزيوني والمطالبة بطرده من دولة الإمارات، إلى جانب التذكير بما سبق له أن أدلى به تجاه صحابة، بينهم معاوية!
وقد اثار بتصريحه هذا جدلاً واسعاً في الأوساط "الوهابية"، خاصة في المملكة العربية السعودية، وغيرها، متهمين الكبيسي بـ"الترفض" - أي التوجه ليكون من الرافضة الشيعة- و بالإساءة لـ"مجدد دعوة التوحيد في بلاد العرب"، في الوقت الذي اتهمه آخرون بالاساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث يسكن فيها.

وتفاعل المغردون بشكل كبير مع تصريحات الكبيسي في عدة هاشتاغات منها #اطردوا_الكبيسي، #اطردوا_الكبيسي_من_الإمارات، #الكبيسي_يقول_الشيخ_محمد_بن_عبدالوهاب_صناعة_يهودية و #مفتي_الأمارات_يصف_الوهابية_باليهود وغيرها.  ومنهم من قال وانت يا كبيسي صناعة ماذا ؟؟؟
وفي اغرب تصريح  ممكن ان تسمعه بل قل اجمل نكته ممكن ان تضحك منها حتى تدمع عينيك ما قاله الشيخ الكبيسي إن زوال اسرائيل سيكون على يد عراقي كوردي، مرجحا أن يقود أحد أحفاد رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني، الجيش الذي سيقوم بتحرير القدس.
وفي معرض رده على سؤال لمقدم البرنامج حول ما إذا كان مسعود البارزاني سيقود هذا الجيش، قال الشيخ الكبيسي إن "أحد أحفاده" قد يكون هو القائد الذي يقود الجيش لتحرير القدس، ولكن ليس في الوقت الحالي.؟؟؟
أي افلاس هذا.. لقد تحول الشيخ  من حالة الإفلاس الفكرى إلى نوع من الهذيان السياسى الذى لا حدود له!
ومن هنا يمكن القول إن الهذيان الفكرى أصبح سمة مميزة لتصريحات الشيخ الكبيسي؟احلام واوهام وتناقضات في الاراء لا حد لها ولا حصر.
و
على غرار تناقض مواقف ومعتقدات الكبيسي الدينية فإن مواقفه السياسية سريعة التقلب والتناقض بحسب تقلب المطامع السياسية، فمنذ احتلال العراق, ومواقفه السياسية من الأمريكان  مترجحة باعتبارهم محتلين  ومن الشيعة  بعتبارهم حكام جدد للبلاد تتقلب بحسب قربه وبعده منهم وطمعه في التكسب من نفوذهم.حتى وصفهم مرة من فوق منبرمسجد أبي حنيفة؛ مما ردده ثلاثا "بيّض الله وجوه الشيعة"ولا ادري ماذا اراد بذلك؟
ورغم ذلك بقيت مواقفه متناقضة فيما يخص الشأن الشيعي؛ فمرة يطعن في الحشد الشعبي الشيعي بزعم أنه يقتل أهل السنة، وفي المقابل يثني ثناء عطراً على مقتدى الصدر بخاصة، والتيار الصدري بعامة، رغم مشاركة اتباع السيد مقتدى في سوح المعركة كمقاتلين اكفاء تحت الوية الحشد الشعبي وقد كانت لهم صولات بطولية تشهد لهم بها ارض المعركة.
لا اعرف كيف يجزء مبادئه واين يضع بوصلته وفي اي اتجاه يسير.
واخرى يجهل
بأنه  لم يسمع  السيد السيستاني يقول السنة انفسنا !!ولم يكلف حتى نفسه مشقة السؤال عن ذلك؟( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ) اما كان الاجدر بكم شيخنا الفاضل  وانت رجل دين في هذه المرحلة ان تروّج  لمثل هذه المقولة بدل تكذيبها من اجل رأب الصدع ، ولم الشمل الذي نحتاجه في هذا الوقت اكثر من اي وقتٍ مضى  وانت من دعاة الوسطية؟!
لكن
هل تمثل هذه السياسات المتناقضة حقيقة العقل الاسلامي في هذه الفترة الزمنية الغبراء، وقد أصبح يشتعل تناقضًا لدرجة عالية من السخرية السوداء،وهل تحول رجل الدين  إلى دمى تتحرك بغباء وسطحية جوفاء على مسرح سياسي مهجور..؟
انا لا استغرب أي تصريح ولا اتفاجا بأي فتوى ولا استغرب من أي رأي؟ ولا اندهش من كل تناقضاته ولا داعي لكل هذه الضجة؟
حتى هجومه الاخير على الحشد الشعبي وعلى المرجعيه الدينيه العليا في النجف الاشرف  والمتمثلة بالسيد علي السيستاني بكلام بعيد كل البعد عما كان يدعيه سابقاً من الاعتدال والوسطيه وعدم التفرقه!
لا اعرف كيف نصنف موقفه هذا!
اين هو من قوله تعالى (
ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )وقول رسولنا الكريم(ص)لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى.
لكن الدكتور
أحمد الكبيسي يهرف بما لا يعرف ويتجاوز حدوده بتطاوله على المرجعية الدينة العليا؟
وكيف لا 
وقد قوَّض السيد  السيستاني مشروعه، وحطَّم آماله،برجوع دولة البعث ؟
مواقف مخزية واطلاق اتهامات باطلة بحق جيشنا  الوطني الباسل وحشدنا الغيور، ولكن للأسف مهما حاول هذا البعض أن يلمع صورته ويجملها، ومهما ادعى بأنه حريص على اخوانه، فإن مواقفه الحقيقية تفضحه”.
لذا نستطيع أن نقول إن المنهجية التي يسلكها أحمد الكبيسي في تقويم الآراء والأفكار هي مزاجية لا منهجية لها، ولعل ضخامة مساحة التناقض والاضطراب البارزة على مواقفه وآرائه هي دليل ذلك.
وكأنه لم يقرأ صحيفة او يشاهد تلفاز لذلك تجده يتخبط في اتجاه .
ورغم ذلك قال عن نفسه معترفا أنه ليس في بيته إنترنت وأنه يسمع به ولا يفهم طريقة عمله.. وقد حاول التعامل مع الإيميل وغيره من التقنية لكنه فشل فشلا ذريعا. مسكين شيخنا. لا يزال يجد صعوبات في التعامل مع الغرب.

نترك للقراء التمعن في مثل هذه التصريحات المتناقضة والخطيرة في الوقت نفسه، ونتقدم بالشكر للسيد الكافر، مخترع اليوتيوب، الذي سخر لنا ولغيرنا حفظ أحاديث هؤلاء لتكون شهادة للتاريخ على نوعيتهم، وسطحية تفكيرهم وانظباط سلوكهم.

---------------------------------
كلمة اخر السطر.....
      أما ترى الأسد تخشى و هي صامتة      و الكلب يخسى لعمري و هو نباح.
-------------------

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك