بغداد/ سكاي برس:a
يعتبر قسم الطيران الواقع في شارع ابو صخير، المرتبط بالمعهد التقني/ نجف، التابع لجامعة الفرات الاوسط من احدث الاقسام العلمية التي استحدثتها الجامعات سنة 2014، حيث افتتحه في العام نفسه رئيس جامعة الفرات الاوسط عبد الكاظم الياسري، حينها اكد ان هذا القسم افتتح خدمة للعراق لما يحتاجه من كوادر فنية تخص تقنيات الطيران في المجالين المدني والعسكري، ولكن المفاجأة كانت "صادمة"!
القسم وبحسب طلبته اكدوا لـ"سكاي برس"، انه "افتتح قبيل اطلاق وزارة التعليم العالي التقديم الالكتروني على المعاهد والكليات سنة2014، فيما اشار البعض الى ان هذا القسم افتتح بعد زيارة اجراها رئيس جامعة الفرات الاوسط التقنية عبد الكاظم الياسري، برفقة وزير التعليم الاسبق علي الاديب لاحدى الدول الاوروبية، حيث قال بعض الاشخاص الذين قابلوا الياسري للاستفسار عن ماهية هذا القسم، وقد اوضح لهم الاخير ان هذا القسم افتتح لغرض رفد المطارات بكوادر فنية من شأنها رفع مستوى الخبرات حتى لا نستعين بكوادر اجنبية لإدامة الطائرات".
فقد استبشر خريجو الاعدادية خيرا بهذا المعهد، كونه سيوفر لهم فرص عمل حال تخرجهم منه، لما له من ارتباطات قوية بوزارة النقل وادارة المطارات كافة خصوصا وان محافظة النجف تملك مطارا دوليا يحتاج لمثل هكذا كوادر، ليتجه الطلبة صوب هذا المعهد من خلال التقديم الالكتروني او ما يعرف بـ"الانسيابية"، ويباشروا بالدوام الرسمي والطبيعي وبعد تحرج اول دفعة من هذا المعهد التقني، اكتشفوا انه معهدهم "فضائي" لا وجود له في أي وزارة او دائرة معنية بخريجي المعاهد التقنية!
احد خريجي الدفعة الاولى (ص، م)، قال لـ"سكاي برس"، "بعد تخرجي من قسم الطيران التابع للمعهد التقني/ نجف، المرتبط بالكلية التقنية التابعة لجامعة الفرات الاوسط في محافظة النجف، ذهبت الى دوائر ومؤسسات حكومية عديدة مرتبطة بخريجي المعاهد التقنية لكني تفاجأت انه لا احد يعرف شيئا عن هذا المعهد، وقالوا لي بالحرف الواحد: لا يمكن استقبال خريجي هذا المعهد ابداً، فوزارة التعليم لم تدرج اسم (معهد الطيران) الذي تخرجت منه ضمن المعاهد التي يمكن استقبال طلبتها لغرض التدريب".
واضاف "كذلك الحال بالنسبة لإدارة مطار النجف الذين ابدوا استغرابهم من وجود هكذا معهد مختص بالطيران، ولم يوجهونا على أي شيء بل رفضوا ان تكون لنا حصة من ضمن كادر الفنيين المتواجدين بالمطار، حيث بينوا ان المعهد الذي تخرجت منه (غير معترف فيه) بالنسبة لهم".
وبين ان "العاملين في مطار النجف قالوا لنا ان خريجي هذا القسم لا يملكون الكفاءة العالية للعمل في المطارات"، متسائلاً "كيف تكون لنا خبرة وكفاءة ان لم نباشر باي عمل حتى الان ولأننا كنا في المعهد نعتمد على الدروس النظرية فقط دون وجود أي دورس عملية"!
وتابع "اجتمعنا نحن الطلاب الذين تخرجنا في اول دفعة بعد تأسيس المعهد، واتجهنا صوب وزارة التعليم ووزارة النقل ولم نلتقى أي استجابة منهم، التعليم تؤكد وجود هذا المعهد وتعتبره رسميا وعلى جميع المنشآت الحكومية التعامل مع خريجي هذا المعهد بكل انصاف، اما وزارة النقل فتقول انها لا تعلم شيئا عن وجود هكذا معهد".
يروي بعض الطلبة ان "معهدهم ذو نظام جيد حيث الدراسة باللغة الانكليزي واساتذة جامعيين معروفين يؤهلون الطلاب للعمل بعد التخرج، ويضيفون: ورغم ان المعهد يفتقر لأبسط مقومات التدريب العملي الا اننا وبكل حب لعملنا ودراستنا كنا ننتج بعض المشاريع والتصاميم الخاصة بالطيران".
ويردفون "كنا نأمل خيرا بهذا المعهد الذي افتتح من اجلنا، لكننا صدمنا ان البعض اعتبره "فضائي" لا وجود له رغم كل الاشياء الرسمية التي تدل على انه تابع لوزارة التعليم".
خريجو دفعة 2017، من جانبهم قالوا انهم عانوا مثل معاناة خريجي الدفعة السابقة ولاقوا نفس المعاملة من قبل المؤسسات والمنشآت المعنية بخريجي المعاهد التقنية في محافظة النجف، مطالبين وزارة التعليم بإيضاح موقفها من المعهد او توجيه الجهات المعنية باستقبالنا وتدريبنا في مؤسساتها، كوننا اصبحنا تحت رحمة المجهول، وبات مصيرنا اشبه بمن يحصل على "شهادة مزورة".
