Skip to main content

ما يحدث في سورية “مؤامرة” وجاء من يفضحها

مقالات القراء الاثنين 24 تموز 2017 الساعة 12:25 مساءً (عدد المشاهدات 5489)

زكية حادوش

ها قد ظهرت الحقيقة على لسان من يعرفها! أخيراً أمر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بالتوقف عن دعم “فصائل المعارضة السورية”، حيث أمرها بوقف تسليح وتقديم الدعم المالي واللوجستيكي والاستراتيجي للمجموعات التي “تعارض” الرئيس السوري بشار الأسد.
حسناً، لمن كان يشكك في نظرية المؤامرة وبالضبط فيما يتعلق بالشأن السوري، ها قد جاء من يفضح الأمر، وليس أي شخص، بل هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. ليس صحافي تحقيقٍ ولا كاتبَ رواياتٍ ولا حتى سياسياً مغموراً في بلد مغمور.
الآن أقر “ترامب” علنياً بضلوع الاستخبارات الأمريكية في إشعال فتيل الفتنة والحرب الأهلية والعقائدية البغيضة في الشرق الأوسط برمته، وفي استعارها أكثر منذ سنة 2011، وفي أكثر من نقطة بالمنطقة.
سوريا لم تكن إذاً سوى سيناريو عراقي آخر في أجندة سي آي أي ومن وراءها. ويبدو أن تلك الخطة لم تنجح بالشكل المتوقع أو سارت في اتجاه غير مرغوب فيه بسبب “مرابطة” الأسد وتدخل طرف وازن في المعادلة، ألا وهو روسيا. ورغم محاولات دول أخرى متمرسة في “تغطية الشمس بالغربال” مثل فرنسا بكل ترسانتها العسكرية -والأهم الإعلامية- لم يجد الأمر نفعاً ولم تجرِ الرياح بما تشتهيه سفنهم وبما ترتضيه محميتهم الغالية: إسرائيل.
من المتوقع إثر هذا الأمر الرئاسي أن تزداد مصاعب “ترامب” في إدارة شؤونه وشؤون غيره، وأن يخف الضغط على سوريا إلى أن تشرع سي آي إي ومعها الموساد في وضع وتنفيذ الخطة البديلة. وبالتالي فالوقت ملائم الآن لتشتيت الانتباه وشد الأنظار إلى نقط أخرى مما يسمى ظلما وعدوانا منطقة “مينا”، أي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونحن، يا لطيف، محشورون معهم شئنا أو أبينا، وما يضرهم يضرنا، ليس في إطار التضامن ولا وفقاً لمفهوم الإخاء في الدين، ولكن حسب التقسيم الإقليمي الجائر لاستراتيجيي سي آي أي ومن معها.
يسري علينا ذلك التقسيم الذي دشنا به القرن الحالي والذي طبل له و”غيط” من يُدعَوْن كذبا بصانعي السياسات في المغرب، رغم تنبيه قلة قليلة من حكماء هذه البلاد. وكما نقول ” من الخيمة خرج مايل”، ورغم ما يسمى “الاستثناء المغربي” نجد أنفسنا نواجه “ربيعاً عربياً” تحول إلى خريف ثم إلى شتاء بل وأدهى، بينما من المفروض أن نكون في منأى عن ذلك إن صدقنا بوق دعايتنا الرسمية وأشباه خبراء أو عملاء حقيقيين ابتلينا بهم يوجدون اليوم في قمرة قيادة سفينتنا الوطنية، ربما مكافأة لهم على الخدمات المسداة سابقاً وحاليا لصالح الجهات المتآمرة علينا جميعاً كبشرية، وضداً على مصلحة وطننا. فيما تم “تحييد” صوت العقل وخبراء الاستراتيجيات الحقيقيين ومن يملك ذرة إحساس بالانتماء إلينا.
يبقى السؤال المطروح علينا، والحالة هاته، هل لنا قدرة على “الصمود” مثل سوريا وهل لنا حلفاء من قبيل حليفتها الكبرى؟ أم أننا ريشة في مهب الريح وفي حكم الصم البكم العمي الذين لا يرجعون، أي كالأنعام أو أضل، أعزكم الله.
تحية للصامدين عبر العالم، النصر للحق والحقيقة مهما طال الظلام!

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة