Skip to main content

فضائيات تجميل "سياسي" و "جسدي"

مقالات القراء السبت 22 تموز 2017 الساعة 15:10 مساءً (عدد المشاهدات 6330)

 

بقلم: عدنان ابو زيد

لَطالما أشتَدّ جدلٌ، حولَ جَدْوى الكمّ الهائل من فضائياتٍ عراقيةٍ تنقصٌ أغلبها الاحترافيّة ويسودٌ معظمٌها الارتجالية.
ولانّ العراقي قبع خلف الأبواب المغلقة طيلة عقود، فقد انتابه الانبهار من كم المواضيع الهائلة المثيرة للعاطفة والمشاعر، الطائفية منها والدينية.
في ذات الوقت تحوّلت الفضائية الى دكان يسوّق هذا السياسي او ذلك، وانبرت المذيعات في استعراض الجمال والتجميل والأزياء قبل البراعة وسعة المعرفة، والإحاطات.
..
ومثلما تتشابه الرتابة، فقد تشابهت حتى الألوان في تلكم الفضائيات، وبينما عددها يتصاعد ويزدهر، فان عدتها تضمحل وتندثر.
ويحاول العراقي جاهدا ان يجد ذاته في واحدة منها، دون جدوى.
ولان التعدّد والتنوّع، هو حالة صحية بعينه، لكنه في هذا الامر يبدو "بهرجة"، فما لبثت الفضائيات تقتفي في مادتها، إثر الأخرى، وباتت الأولى صدى للثانية، وهي فضائيات لا تمتلك حضورا ميدانيا بالمعنى الحقيقي للكلمة، واغلبها يُدار من غرف عاجية لا ترى النور، لكنها تظهر في الشاشة على أنها الصديقة الحقيقية للشمس.
..
هذا المقال ينقل صوت نخب عراقية تقترح اختزال أعداد الفضائيات حتى ينحسر الضجيج، اذ ان تقليص العدد، سيكون كافيا لتوجيه المُشاهد وإمتاعه، اما الإبقاء على الضوضاء الفضائية، فهو لا محال سيوجع الرأس، ويخرّب الذائقة، ويبعثر التركيز.
...
ما أجدر بالجهات الممولة التي تدّعي الحياد والاستقلالية أن تتحّد فيما بينها، للتأسيس لفضائيات اكثر رصانة، وأجود تقنية، لاسيما
وانّ الاعلام شبه الرسمي، فشل أيضا في التأسيس لفضائية مهنية، شمولية على مستوى قناتي الجزيرة والعربية.
..
ولا بدّ مما ليس منه بد ّ في (سي أن أن) عراقية تسحب الاهتمام الجمعي نحوها، ونحوها حسب، حتى تصقل الوعي ، صقل النار للسيف، عن طريق نقل الخبر كما يحدث، لا كما يُصاغ.
الحديث مع النخب المثقفة، يرشد الى القول ان الذي يستطيع لعب هذا الدور الاستثنائي هو المستثمرون الوطنيون المستقلون الذين يستطيعون توظيف المال لامتلاك الأدوات والتقنيات.
..
أن العراق في حاجة الى فضائية لا تتلون بلون الطائفة ولا ترفع علمها، وتغلق أبوابها أمام الدجالين والسحرة والسياسيين الأميين وتقدّم المذيع والمذيعة على انهم مهنيون، لا مستعرضي أشكال ووجوه وعمليات تجميل، ذلك انه حتى المذيعة المحجبّة تظهر وهي تستعرض مفاتنها للأسف، وفي هذا الصدد تمعنوا في مقدمات الأخبار الغربيات في بساطتهن المنقطعة النظير

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة