Skip to main content

تركيا في الطوارئ

مقالات القراء الأربعاء 19 تموز 2017 الساعة 10:06 صباحاً (عدد المشاهدات 3747)

نور نعمة

بات واضحا ان الرئيس رجب طيب اردوغان يفرض حالة الطوارئ في تركيا ليحقق كل طموحاته وكل مشاريعه الهادفة الى تغيير نظام الحكم من علماني الى ديني ولذلك ليس هناك مهلة زمنية محددة من قبل الدولة التركية بقيادة حزب العدالة والتمنية لحالة الطوارئ، بل اضحت هذه المدة الزمنية مفتوحة. والحال انه منذ محاولة الانقلاب الذي كاد ان يطيح باردوغان، وتركيا تعيش حالة طوارئ مع ما يترافق معها من حظر تجول واعتقالات مبنية على قرارات عرفية، وقد امتدت هذه الحالة اكثر من 3 اشهر واكثر من 6 اشهر كحد اقصى كما ينص الدستور التركي لتصبح حالة دائمة يعيشها الاتراك.  وانطلاقا من ذلك، ستشهد تركيا على الارجح المزيد من الاعتقالات، والمزيد من الاحكام، والقرارات التسعفية وسيزج في السجون عدد اكبر من الجنرالات والقضاة والمسؤولين، من تلك التي حصلت بعد ايام من محاولة انقلاب ليل 15 تموز 2016.
بيد ان اردوغان يخوض معركته من منطلق «قات او مقتول» ولن يساوم هذه المرة على مطالبه التي ستمنع اي محاولة انقلاب او اي معارضة تقف في وجهه. هذه المرة سيحاول حزب العدالة والتنمية بذل كل الجهود للسيطرة على الجيش والحد من صلاحياته في التدخل في الشؤون السياسية. يريد هذا الحزب تطويق الجيش بشكل لا يعود يشكل اي تهديد عليه. وبعد تحقيق ذلك، عندها سيستطيع اردوغان ادخال مشروع «الاخوان المسلمين»، بما ان حزبه من مناصري هذه الجماعة ويسعى الى تغلغل «الاخوان» وايديولوجيتهم ومشاريعهم في قلب الدولة.
حزب العدالة والتنمية، انطلق من رحم «الاخوان المسلمين» وله مشروع معين وهو اسلمة الحكم التركي والاطاحة بكل ما اسسه مصطفى كمال اتاتورك. يريد هذا الحزب تعزيز وضع «الاخوان» المسلمين في تركيا وايضا في بلدان مجاورة وفي محيط تركيا فنرى تحالفاته القائمة على ذلك، حيث في الازمة الخليجية الاخيرة دعمت تركيا دولة قطر بما انها مع تطلعات الاخوان بوجه المقاطعة من قبل السعودية والبحرين والامارات. وتأكيدا على ما نقوله، لم يخف اردوغان انحيازه لقطر وقد ارسل 200 طائرة شحن تحمل امدادات الى الدوحة منذ بدء المقاطعة.
فهل تعتقدون ان اردوغان سيرفع حالة الطوارئ الآن؟
لن ترفع ما لم ينفذ اردوغان طموحاته فهو يريد ان تكون كل مؤسسات الدولة خاضعة لحزبه. خير دليل على ما نقوله ان القصر الرئاسي اعد إحياء ذكرى المحاولة الانقلابية مستبعدا ممثلي حزب الشعب الجمهوري الذي هو الحزب الاتاتوركي وذلك يقطع الشك باليقين بان المشروع الاردوغاني هو اسلمة الحكم التركي، وتطويق رويدا رويدا كل حزب علماني. هذا ويؤكد رئيس حزب الشعب الجمهوري بولنت تيزجان ان الحكومة علمت بحدوث انقلاب ليل 15 تموز وكان تحت سيطرتها، لكنها قررت عدم التدخل لمنعه بهدف تحويل نتائجه لاحقا الى مصلحتها. وهذا ما حصل ويحصل اليوم.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك