Skip to main content

مؤتمر توحيد السنة بدأ متقسما..وعودة مصطلح "سنة المالكي" للظهور

تقاريـر الجمعة 14 تموز 2017 الساعة 18:04 مساءً (عدد المشاهدات 10533)

بغداد  /  سكاي برس

علي بشارة

لم يسبق لأي مؤتمر من المؤتمرات والاجتماعات التي شهدتها العملية السياسية في العراق أن يبدأ بهذا الفشل الذي بدأ به مؤتمر او بالأصح مؤتمرات السنة التي عقدت بين بغداد وأربيل يوم أمس الخميس, حيث فقدت هذه المؤتمرات هدفها الأساسي والذي نظمت من أجله وهو توحيد الموقف السياسي للاحزاب والشخصيات السنية وتعارضت الآراء والتصريحات وانسحب وجهاء العشائر احتجاجا على بعض ما ورد في المؤتمر.

لم يحظى المؤتمر باي تفاؤل بين الاوساط الشعبية العراقية عامة والسنية خاصة, بل بالعكس فقد تعرض لانتقادات واسعة واعتبره الكثيرون مجرد تدوير للوجوه والمسميات ومحاولة للصعود مرة اخرى على أكتاف أبناء المحافظات الغربية ومصادرة لحقوقهم بمسميات وشعارات جديدة لم تعد تنطلي على ابناء العراق الذين ذاقوا الويل من سياسات هذه الثلة التي تصدرت المشهد السياسي منذ العام 2003.

انعقاد المؤتمر بين بغداد وأربيل والاعلان عن مؤتمر ثالث يوم السبت المقبل عكس الصورة الحقيقية للانقسامات ورغبات كل طرف في تزعم الأطراف الأخرى وفرض مشروعه وفق ماتقتضيه مصلحته الشخصية وبرنامجه الانتخابي وتقديم نفسه كزعيم للمرحلة القادمة فبدأت الانقسامات والمسميات منذ اليوم الاول لإنعقاده بين مؤتمر المشهداني ومؤتمر الخنجر ومؤتمر الجبوري.

من جانب آخر فان اتهامات طالت نائب رئيس الجمهورية وزعيم ائتلاف دولة القانون (نوري المالكي) بالوقوف وراء انعقاد المؤتمر الذي شهدته العاصمة بغداد الخميس, والذي ترأسه النائب محمود المشهداني, للحيلولة دون انعقاد مؤتمر آخر كان من المفترض عقده بحضور مطلوبين للقضاء العراقي ابرزهم طارق الهاشمي ورافع العيساوي وناجح الميزان وسعد البزاز وآخرون, واتهم المالكي أيضا باستثمار علاقاته بالقضاء لتحريك الدعاوى والاحكام القضائية ضد المطلوبين للقضاء والتهديد باعتقالهم حال وصولهم لبغداد, وهو ما أعاد مصطلح "سنة المالكي" للتداول مرة اخرى وهو المصطلح الذي استخدم ابان فترة تولي المالكي لرئاسة الوزراء ووصف به جميع المتعاونين مع الحكومة من ابناء السنة آنذاك.

أشد المواقف حسما كان ماصدر عن مفتي اهل السنة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي والذي اعلن براءة اهل السنة ومراجعهم امام الله من منظمي هذه المؤتمرات ودعا رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الى منع هكذا متاجرة بدماء فئة كبيرة من أبناء الشعب العراقي بحسب وصفه, وهدد بالخروج بمظاهرات حاشدة في جميع انحاء البلاد واتخاذ موقف حازم قبل أن يحصل مالا يحمد عقباه.

النائب السابق طلال الزوبعي وصف ماحصل بالأمر المخجل وقال في لقاء متلفز ان العراق تحكمه عدة احزاب وسوف تبقى تستثمر كل مايحصل لصالحها ومن اجل اهدافها مؤكدا ان في مقدمة هذه الاحزاب هو حزب البعث الذي مازال يحكم بصورة غير رسمية وعن طريق اعضاءه المنضوين تحت مسميات اسلامية وعلمانية مختلفة.

من كل هذه المواقف والتصريحات يظهر ان المؤتمر بدأ متقسما ولا يحمل اي مشروع سوى كونه محاولة لرسم خارطة سياسية جديدة لتدوير المناصب وتوزيعها بين زعماء الاحزاب السنية والتوافق على مرحلة ما بعد داعش والانتخابات القادمة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك