Skip to main content

مناورة الحشد الكبرى على الحدود السورية.. بين حسن النيات ونظرية المؤامرة!

مقالات الثلاثاء 06 حزيران 2017 الساعة 12:01 مساءً (عدد المشاهدات 3559)

سكاي برس:

وفيق السامرائي 

تحية للقوات المشتركة العراقية وهم يدافعون عن العراق، وتحية لقوات الشرطة البريطانية وأجهزة الأمن والاستخبارات وهم يؤدون دورا عظيما من الدقة والمهارة والكشف والسرعة في التصدي للإرهاب.
.......
في (كل) المرات التي أريد فيها إبعاد الحشد عن عمليات التحرير، حصل تلكؤ وتباطؤ في سير العمليات وحدثت خسائر كبيرة، ومثلنا في ذلك ما حدث في عمليات تحرير الرمادي التي أخذت أكثر من سبعة أشهر متواصلة وقيل إن نسبة التدمير بلغت نحو 80%. وفي عمليات تحرير الفلوجة تلكأت عمليات تحرير المدينة خلاف تحرير النواحي والقصبات، خصوصا في معارك المربع الأخير التي خاضتها الشرطة المركزية مع زج تشكيلات من منظمة بدر بزي مختلف. أما عمليات تحرير الموصل التي قربت نهايتها، فالصورة لا نزال نتابعها عن كثب، للأخطاء الاستراتيجية العليا في التوقيت واختيار التطهير من الشرق نحو الغرب وليس العكس، ارضاء لمسعود والرغبة الأميركية.
وكانت مناورة الحشد الكبرى من شمال بيجي الى مطار تلعفر التي سميناها الخطاف الأيسر.
ثم واصل الحشد صفحات المناورة الكبرى بتحرير الحضر والقيروان والبعاج بمناورة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، أو مناورات التهديد المدرعة العراقية على الحدود السورية عام 1976، التي سميت في حينه (عمليات البعث)، على هامش خلافات مع سوريا.
..
دعونا نكون واضحين، إن العلاقة بين الحشد والعبادي مبنية على الشك وعدم الثقة للأسف، والسبب (الرئيسي) يكمن في خوف العبادي من فشله في الانتخابات، وهو أمر مؤكد بسبب فشله في كل ملفات الدولة، وأهمها الفساد ومسالك ادارة الحرب حيث طالت أكثر من اللازم وتضاعفت الخسائر.
قوات الحشد، أريد استدراجها (وفقا لمتابعين) بمستويات عليا، بحرب مفتوحة على الحدود السورية، تكون فيها الجبهات مفتوحة على كل الاتجاهات، وأراض شاسعة تفوق الموارد، حيث تنتشر قوات الحشد في كل محافظات الحرب، وإن مستويات التجهيز (الحكومي) رديئة، لولا موارد أخرى، والرواتب للمقاتلين متدنية (جدا) مقارنة بأقرانهم من قوات النخبة، وقد تصل عمليا الى الربع في حالات معينة. وفي ظروف عدم كفاية القوات، وحرارة الشمس الصحراوية، وعدم وجود الاستار، وضعف المنظومة الادارية، وفي ظل دعايات (غير صحيحة) عن احتمال استهداف القوات بقرارات ترامبية، تعاظمت الشكوك في نيات حسبت على رغبة العبادي في إضعاف الحشد وتفتيته عمليا وتركه متناثرا على جبهة مئات الكيلومترات من خط الحدود.
ومن هنا جاءت تصريحات قادة الحشد (على ما يبدو)، بالاستعداد للتوغل في سوريا اذا ما هدد الأمن الوطني من هناك، وهو ماسارع العبادي الى رفضه خلال ساعات. ثم قال قادة الحشد إنهم سيسلمون الحدود الى قوات الشرطة..، بعد تطهيرها، لكن، من الناحية العملية لا وجود لقوات حرس حدود وشرطة كافية.
من مصلحة العراق وليس من باب الوفاء، ضرورة عدم التعامل بحساسية مع الحشد ورفع رواتب المقاتلين اسوة بأقرانهم وتحسين تجهيز التشكيلات، لأن مشوار صراعات المنطقة لا يزال طويلا. ومن الضروري عدم المبالغة بقصة ايران وامتدادها الى سوريا، لأنها اصبحت عمليا في قطر.
وجود العامري والمهندس بشكل مستمر على الحدود السورية يعطي مؤشرا على عظم المسؤولية ولتجاوز المعضلات.
هذه قراءة بنيت على معطيات لاصلة لها برأي الحكومة والحشد.
ونتمنى ألا يصغر الجهلاء من المسؤولين (مرة أخرى) وينسبون هذا الى رغبة اثارة خلافات، لتغطية تخلف تفكيرهم.
لسنا مهتمين لا بالعرب ولا إيران، بل بدحر الإرهاب، وداعش في طريقها الحتمي الى الهزيمة الساحقة (عسكريا). وسنكتب عن تصدع الخليج وانقلاب المعادلات لاحقا.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك