بغداد / سكاي برس :
بقلم: عبد الهادي مهودر
بين ايران والسعودية لن تصل الامور الى اكثر مماوصلت اليه ، وكل منهما يبني دولته بافضل مايكون وشوارع المدن الايرانية والسعودية الاجمل والانظف والحياة المدنية في طهران ملفتة للنظر والنساء يظهرن بملابس انيقة ويملأن المكان وحضورهن لافت ويفوق حضور الرجال وولع الايرانيين بالحدائق والورود ظاهر للعيان ولايضاهى ، يختلف السعوديون من حيث المظهر وشكل الحياة المدنية التي تبدو (ظاهرا) متشددة لكن مظاهر الترف واضحة ولاتخطؤها عين والعمران يسير بقوة رغم الارض الصخرية الصعبة التي تتطلب تحطيم الصخور لانشاء البنايات في وادي غير ذي زرع فيما الاشجار والنخيل والخضرة في تزايد ، وفي ايران والسعودية على حد سواء خطان الاول متشدد ومتمسك بقيم النظام والدولة ويقاتل من اجل الحفاظ عليها والثاني جيل الشباب الناشئ الصاعد الذي يحاول كسر القيود والانفتاح والتخفيف من سطوة رجال الدين على الدولة ، وفي الدولتين مؤسستان دينيتان هماالاقوى نفوذا ، لكن المصالح السياسية فوق كل شيء وكل شئ قابل للتجميد والتكتيك اذا اقتضت الضرورة والمصلحة وفي كلا البلدين تفعل الفتوى العجب العجاب لدفع الضرر وجلب المكاسب ، والدين في الدولتين يحكم الدولة مع اختلاف المعتقدين اختلافا جذريا ، والتشدد في العلاقة بين الدولتين منضبط وتحت السيطرة وطوع بنان المرشد والملك وكلاهما يمسكان بشعرة معاوية او ( شعرة علي ) ويحرصان على ان لاتنقطع رغم ان بينهما ماصنع الحداد في مناطق التصادم غير المباشر البعيد عن حياض الدولتين الكبيرتين الآمنتين الصاعدتين سياسيا واقتصاديا ، ومن الداخل الايراني والسعودي تلمس مظاهر قوة وبطش وسيطرة امنية صارمة مهمتها ضبط الامن والنظام والاستقرار الى حد العبادة والتقديس ولاشك ان هذا الواجب مقدس ومقدم على كل الاولويات في البلدين ، وهو خير عمل تتقرب فيه الدولة الى الله ، ولذلك ترى الدولة وقوانينها في البلدين تتبختر في شوارع المدن الايرانية والسعودية ولاترحم متمرد او متجاوز او مستخف بقواعد المرور ، اما المواطن العراقي البسيط السائح والزائر والحاج فيعود من الدولتين المجاورتين منبهرا ويكاد يصاب بالحول من هول الصدمة ومن مظاهر سباقهما المتواصل نحو الصعود عمرانيا واقتصاديا واجتماعيا فيما ننشغل نحن بمتابعة اخبار الصراع الايراني السعودي بالضبط كما ننشغل وننقسم ونتكاره على الدوري الاسباني فيما ريال مدريد وبرشلونة يبنيان المجد وتتضاعم ثروة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي .
كل مانحتاجه ان نقف قليلا ونهدأ ونفكر مليا ونزيل الاوهام والغشاوات ونبني البيت قبل ان يقع على رؤوس الجميع ( ولات ساعة مندم ) بدل ان نكتفي بتشجع الجيران ومراقبة الجيران ، ونتحمل الهموم الثقال بالنيابة ونكون حنابلة اكثر من ابن حنبل ، ومن راقب الناس مات هما .
