Skip to main content

مثقفون ملحدون بلا ثقافة ولا دين

مقالات الأحد 07 أيار 2017 الساعة 12:03 مساءً (عدد المشاهدات 5122)

 

بقلم / علي بشارة

يذهب لشارع المتنبي, ويشتري كتابا ما, ويعود للمنزل فيقرأ بعض الصفحات, ثم يتصل باصدقاءه ليخبرهم بأنه أصبح ملحدا ولم يعد يؤمن بوجود الخالق,نعم هكذا هو حال الملحدين فهم اشخاص يحاولون ان يجدوا مكانا لهم بالمجتمع فيتبعون قاعدة "خالف تعرف". ليس هناك اي علاقة بين الثقافة والالحاد. والدين لايعني التخلف, انتم من كنتم تعيشون حالة التخلف وبحثكم عن الثقافة لا يحتم عليكم ترك الدين او نكران وجود الخالق. من المسؤول عن زراعة هذه الافكار؟ ولماذا ترسخت بعقول الكثير منذ عقود؟ تجمعات الباحثين عن الثقافة ومدعي التنور الفكري تعج بالالحاد واللادينية.

 ما علاقة الثقافة بالإلحاد، واذا اردت ان تكون مثقفاً هل لا بد ان تكون ملحداً، ولماذا يوضع المثقف في خانة الالحاد؟، هذه الاسئلة وغيرها بدأت تأخذ حيزاً في الأوساط الثقافية، وظهور اجتهادات شخصية خارجة عن نطاق العلمية.

 الثقافة تجعلك متنوراً وكل الأديان السمحاء تدعو الى الهداية والى النور لاسيما ديننا الاسلامي الحنيف ما الذي يجعل البعض يرون في الالحاد ثقافة غير انه لا يساوي مجرد تمرد غير متزن على القيم والثقافة السلمية التي تنير العقل.

 

ملحدون جاهلون

ينشر احدهم على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك منشورا يسيء فيه للذات الالهية او للرسول صلى الله عليه واله او للقرآن الكريم في صفحات وتجمعات خاصة بهكذا منشورات تجمع الملحدين واللادينيين. ثم يختفي فجأة,,, وبعد ان تعلق على المنشور لا تجد من يجيبك او يناقشك, وكأنه ادى مهمة موكلة اليه وانتهى.

هنالك من يستغل تخلف الدول الاسلامية بالاضافة لما حققه التقدم الغربي ماديا وقارنته بتخلف المجتمعات الإسلامية لربما وجدت أن هذا سبب كبير في تأثرشبابنا بالجوانب السلبية للعولمة ومن أشدها خطرا الانحلال الأخلاقي في جانب السلوك والانحلال الفكري في جانب المعتقد وفي الغالب أنهما وجهان لعملة واحدة إذ أن الإباحية تصاحب الإلحاد.

وكأن هؤلاء الملحدين نسوا ان يوما ما وصل المسلمون لمراحل متقدمة في التطور وكانوا يقودون العالم فالمشكلة ليست في الدين ولكن المشكلة في الواقع الذي فرضه علينا الغرب بالاحتلال ونهب الثروات بالاضافة لفرقتنا وتمزق وحدتنا.

يا أخوان هذا رب العالمين خالقنا فإذا كنا جميعا لا نرضى بمن يتطاول على مرجع او حاكم او شيخ ما باعتباره ولي أمرنا فكيف يمكن أن نرضى بمن يتطاول على ملك الملوك عز وجل.

 

لكن الأمر ينبغي أن يكون بعدل ورحمة وبرفق وإحسان وليس بغلظة فتوبة ملحد يجب أن تكون أحب إلينا من سفك دمه..ولو طبق حدّ الردة على ملحد واحد معاند ومكابر بعد مناصحته ودعوته للخير والحق لانقطع دابر الإلحاد سنين عددا..

 

وهنا لا ينبغي بأي حال أن نغفل عن دور التربية المتضامنة بين الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام ورعاية الشباب والأندية الثقافية إذ أن الإلحاد ظاهرة منتشرة في الغرب وستنتقل إلينا ضمن ما نستورده من هناك ومالم يكن لدينا حلول وقائية فلن نستطيع أن نقاومه بكفاءة مهما كان لدينا من تدين وأناس صالحين إن تشرب شبابنا لأخلاق الغرب ولباسهم وطريقة عيشهم سوف تصاحبها معتقداتهم وأفكارهم..ونحن بحمد الله نمتلك أعظم دين يمكن أن يجيب على التساؤلات التي أشغلت الإنسانية وحارت فيها طويلا ولا ينقصنا علماء و لادعاة ولا مفكرون وإنما ينقصنا النية الصادقة والتخطيط وتغليب مصلحة الإسلام والمسلمين على المصالح الشخصية..

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة