Skip to main content

ترامب يخدع السعودية

مقالات السبت 20 أيار 2017 الساعة 18:26 مساءً (عدد المشاهدات 12248)

بقلم: علي بشارة

جميعنا يتذكر ايام الحملة الانتخابية للرئيس الامريكي دونالد ترامب وعدائه العلني للاسلام وتهديداته للمملكة العربية السعودية بحجز الاموال نتيجة تضرر بلاده من دعم السعودية للتنظيمات الارهابية, ونيته باستحصال الاموال من دول الخليج مقابل حماية بلاده لهم والحروب التي خاضتها امريكا لدفع الشر عن هذه البلدان حسب وصفه.

اليوم وبعد توليه للرئاسة الامريكية, يبدأ ترامب في اولى زياراته الخارجية بعقد مؤتمر يجمع زعماء هذه البلدان وكل من يخضع لاموالهم ونفوذهم ويشرف على المؤتمر في زيارة تبدو وكأنها زيارة عائلية حيث اصطحب الرئيس الامريكي افراد عائلته الذين استخدمهم طيلة فترة دعايته الانتخابية واصبحت وجوههم واسمائهم مألوفة لدى الجميع. ما الذي تغير وكيف تحول ترامب من مهدد الى ضيف شرف ومشرف على تشكيل جبهة اسلامية لمواجهة التطرف الاسلامي كما يزعم.

ترامب وقبل توليه الرئاسة كان يتكلم من دافع ومشاعر شخصية ويعلنها امام الجميع دون الرجوع الى مايمليه عليه المخططون للسياسة الامريكية. أما اليوم فهو يخضع لتلك المخططات وينفذها كما نفذها اسلافه الواحد بعد الاخر. اجلسوه وقالوا له ماهكذا تؤكل الكتف يا حضرة الرئيس ترامب, ان السياسة التي رسمناها طيلة عقود مكنتنا من استنزاف ثروات هذه المنطقة ونهب اموالها دون اي عداء او إكراه وكانوا يقدمون اموالهم (وهم الممنونين) لذلك بدأ بإكمال تلك المخططات, واليوم  يزور السعودية ويمنحها مركزا تحلم به وهو قيادة العالم الاسلامي وسيطرتها على القرار وبالتأكيد كل ذلك له ثمنه الذي ستدفعه السعودية من ملياراتها المودعة في البنوك الامريكية.

كل ماستجنيه السعودية من هذه الجبهة هو استنزاف اموالها بشكل رسمي لمصلحة امريكا بحجة تزويد السلاح والتدريب وغيرها من الامور التي ستضطرها للموافقة على دفع كل ما يطلبه الرئيس الامريكي من اجل الحفاظ على هذا المركز في قيادة الجبهة الاسلامية. فلا المقاومة ستخضع ولا ايران ستهتز قيد أنملة, كيف تهتز وهي قد اعتادت على مجابهة العالم وتحديه من اجل تنفيذ برامجها وسياستها فهل سيرعبها تكتل تقوده دولة بحجم السعودية؟؟؟ ولا حتى دول الخليج ستخضع رسميا للسعودية فلقطر اهدافها وللامارات مخططاتها ولكل منهم غاية يسعى لتحقيقها وهذا الامر كان جليا خلال الازمة السورية حيث ظهر الخلاف واضحا بين الدول الخليجية الداعمة للجماعات المسلحة وانشقت الى جبهات منها من تبع اردوغان والاخر تحالف مع مصر واثر هذا حتى على العصابات الارهابية وتفرقت كل حسب توجهات من يدعمها.

السعودية التي فشلت في قيادة تحالف لمقاتلة افراد مقاومين في اليمن ولم تتمكن حتى اليوم من احراز اي نصر يسجل لها رغم تكاتف العالم معها ورغم ضعف التسليح لدى مقاومة اليمن وابنائها الذين يقاتلون بدافع الانتماء الوطني لا غير, فلا يوجد اي تكافؤ بينهم وبين من اعتدى عليهم لا بالعدة ولا بالعدد سوى ايمانهم بقضيتهم, كيف ستتمكن من قيادة جبهة تسعى لتهديد ايران بكل نفوذها وتحالفاتها وقدراتها المكشوفة وغير المكشوفة.

من كل هذا يتبين لنا ان امريكا تعلم مسبقا بفشل هكذا تحالف وان كل مايسعى اليه ترامب هو خداع السعودية واقناعها بأنها زعيمة المسلمين في العالم لتغدق عليه المزيد من الاموال دون الحاجة لتهديداته السابقة وعدائه الذي عرفناه ايام المنافسة الانتخابية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة