Skip to main content

إسرائيل تمتلك الضوء الاخضر للاعتداء على لبنان

عربية ودولية الخميس 20 نيسان 2017 الساعة 08:56 صباحاً (عدد المشاهدات 3417)

متابعة/سكاي برس:

بأسلوبها العفوي وإبتسامة لا تُفارق وجهها، حجزت السفيرة الإسبانية في لبنان ميلا غروس هرناندو ايشيفاريا مكانةً لها في قلب كل لبناني التقته. تفاعل اللبنانيِّين في المقابل مع هرناندو جعلها تشعر بمشكلاتهم الحياتية اليومية، فبعد 5 سنوات أمضتها في لبنان، رسالتها الى السياسيين اللبنانيين أن يؤمِّنوا الخدمات الأساسية للمواطنين، ويجروا الإنتخابات التشريعية، ويتجنَّبوا الإنجرار الى أي تصعيد على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل. سورياً، تُرحِّب السفيرة الإسبانية بموقف الروس إجراء تحقيق في الهجوم الكيماوي على إدلب، وتُحذِّر من التحليلات «المكيافيلية»، مُبديةً في الوقت عينه تفاؤلها من إمكان إستئناف مفاوضات جنيف، واحتواء الولايات المتحدة وروسيا خلافاتهما.

بعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتأليف حكومة، ينبغي مُتابعة السير في «تنفيذ حُزمة الإستحقاقات الدستورية وإجراء الإنتخابات التشريعية»، رسالة واضحة يُجمع عليها كل سفراء الإتحاد الأوروبي في لبنان، وفي مقدِّمهم السفيرة الإسبانية، التي تعتبر أنّ «اللبنانيين يستحقون اختيار مجلس نواب جديد وفق قانون إنتخابي جديد، يتمّ التوافق عليه بين جميع الأحزاب السياسية»، على رغم إقرارها «بصعوبة التوصل الى قانون إنتخابي مثالي»، ولكن المطلوب «قانوناً إنتخابياً يُحقّق تمثيلاً أفضل».

وتنوِّه هرناندو في مقابلة وداعية مع جريدة «الجمهورية» بموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم التصويت على التمديد، فخلال شهر قد يكون ممكناً توصُّل الأفرقاء السياسيين إلى اتفاق، ومعرفة المهلة التي يحتاجونها للتحضيرات اللوجستية لإجراء الإنتخابات.

وتقول :«أنا متفائلة، وغالبيّة اللبنانيين يريدون برلماناً جديداً وفق قانون جديد، وأوروبا تقول إفعلوا ذلك».

ولو افترضنا أن ولاية البرلمان تمدَّدت للمرة الثالثة على التوالي، فلن تُشهر الدول الأوروبية سلاحها بوقف المساعدات الإنسانية للبنان، كما يُروِّج البعض، إذ تنفي السفيرة الإسبانية ذلك نفياً قاطعاً.

وتقول: «هذا أمر مستحيل»، ولكن الحكومات الأوروبية مسؤولة أمام ناخبيها، ولتقنع مجتمعاتها بضرورة مواصلة دعم لبنان في تحمُّل عبء الأزمة السورية التي تثقل كاهله، على اللبنانيين أن يقوموا بما عليهم لجهة تأمين إنتظام عمل المؤسسات الدستورية.

وتشيد السفيرة الإسبانية بأداء الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري خلال مؤتمر بروكسل في شأن مستقبل سوريا والمنطقة في 5 نيسان الماضي.

وتقول: «الورقة التي قدَّمها رئيس الحكومة اللبنانية، والتي تتضمَّن الخطوات المقبلة والمجالات التي ينبغي الإستثمار بها، ولا سيما البنية التحتية، وضرورة دعم المجتمعات المضيفة، عكست موقفاً موحّداً ورؤية مُتّسقة وواضحة لحكومة لبنان، الذي لم يعد قادراً على تحمُّل تداعيات أزمة النزوح السوري، وقد أثارت إعجاب الجميع».

وما يزيد تفاؤل السفيرة الإسبانية بمستقبل لبنان، وجود شباب لا يحملون ذهنية الحرب وغير منشغلين بالأحاديث الطائفية، ومنفتحين على قيم المواطنة ونقاط التلاقي، ومجموعات مختلفة تقوم بجهود جبارة لتعزيز العيش المشترك وتخطّي نزاعات الماضي، ومن بينها مؤسسة«أديان» و One Lebanon وLebanon Together.

وتتابع: «منذ الدقائق الأولى الخمس، شعرت بأنّ لبنان مجتمع منفتح وأهله مضيافون، ما يجعل الواحد يشعر كأنّه في بلده، فالكرم لا يقتصر على فئة

معينة بل على الجميع».

أمّا ما يُحزن السفيرة الإسبانية، أنّ اللبنانيّين لا ينعمون بالخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ومواصلات وإنترنت. وتقول: «الأجوبة لهذه المشكلات اليومية لا تزال غائبة، وتأمين هذه الخدمات يُسهِّل حياة الناس، وأنا أعيش معكم وأعرف لماذا لستم سعيدين».

«اليونيفيل»

في موازة ذلك، لا تنكر هرناندو أنّ القلق يبقى سيد الموقف في الجنوب اللبناني بسبب هشاشة الوضع، وأنّ الزيارات الأخيرة لوزراء الدفاع الأوروبّيين، بينهم وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا دولوريس كوسبيدال إلى لبنان هي في سياق التشديد، على أنّه ليس في مصلحة إسرائيل ولبنان إثارة أي مواجهة أو تصعيد.

وتُشير إلى أنّه خلال عملها على مدار 5 سنوات في لبنان، كانت هرناندو تحرص على تفقُّد الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن القوات الدولية في جنوب لبنان(اليونيفيل) مرتين في الشهر، وهي تعرف كل زاوية، ورأت بأم العين كيف يسمح السلام بتحقيق التنمية والمزيد من الأعمال، في حين إنّ التصعيد سيتسبب بالدمار وزيادة الفقر.

وتقول: «إنّ فلسفة جنرالتنا تقوم على العمل المتواصل لصناعة السلام وليس المشاكل، بتنسيق دائم مع القائمقامين ورؤساء البلديات لإحتواء أي سوء تفاهم، أمّا التوترات والتحرّكات عند الخط الأزرق تتمّ مناقشتها عبر الإجتماعات الثلاثية مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي تحت إشراف اليونيفيل، للحفاظ على السلام».

وتعتبر أنّ التحليلات في شأن امتلاك إسرائيل ضوءاً أخضر للاعتداء على لبنان، بعد الضربة الأميركية على مطار الشعيرات في سوريا هي أشبه بـ«روايات ولا تستند الى معلومات».

وتقول: «الأميركيون ذكروا في مجلس الأمن لماذا نفّذوا ضربتهم، علينا التفريق بين التحليل الأدبي والإستراتيجي».

وعمّا إذا كانت روسيا والنظام السوري قامتا بإعتداء خان شيخون الكيماوي في إدلب كـ«بالون اختبار» لإدارة دونالد ترامب، تقول: «هذه فكرة مكيافيلية، علينا الحذر، الناس قُتلوا بإعتداء كيماوي، قد يكون النظام مخترق، وقام أحدهم من داخله بذلك الإعتداء، وقد يكون حادثاً ًكما يقول الروس، الذين أنكروا علمهم بوجود مواد كيماوية».

وإذ تُشيد بدعوة الروس الى إجراء تحقيق في الإعتداء الكيماوي المذكور، تعتبر أنّه ليس منطقياً أن «يقوم النظام السوري بإعتداء كيماوي قبل 24 ساعة من مؤتمر بروكسل وغداة إعلان الأميركيين أنّ مصير الأسد لا يُشكِّل أولوية لهم».

 

 

العلاقات الأميركية - الروسية

وترى السفيرة الإسبانية أنّ الروس والأميركيّين «إن كان في نيَّتهما إقامة علاقات جيدة، من السهل احتواء الوضع، حتى ولو اختلفا على أي موضوع، ولكن اذا كانت علاقاتهما سيئة، سينسحب ذلك على كل الملفات».

فخلال الفترة الماضية، ترامب نفسه أعرب عن رغبته في إقامة علاقات جيدة مع روسيا، وهناك «نيّة لتحقيق علاقات سلمية، ولكن أحياناً لا يمكن الإتفاق على كل شيء، وهذا يبدو جلياً في مقاربتهما للأزمة السورية».

وتُذكِّر السفيرة الإسبانية بأنّ بلادها لم تُرحِّب بالضربة الأميركية، وأنّ موقف مدريد عبّرت عنه الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، التي أعلنت رفض الأوروبّيين أي اعتداء كيماوي واستهداف المدنيّين، وضرورة التركيز على الحل السياسي في سوريا.

وتعزو هرناندو تركيز الإتحاد الأوروبي على الشق الإنساني أكثر من السياسي، كون السياسة الخارجية الأوروبية حديثة العهد.

وتقول: «يلزمنا الوقت لنكون أكثر نشاطاً. فعلى سبيل المثال موقف فرنسا تجاه الأزمة السورية مختلف عن إسبانيا التي تقف في الوسط، لهذا من الصعب في ظلّ الإختلاف بين الدول، الإتفاق على طريق واحد، لكنّ موغريني تسعى الى يكون دورنا أكثر فاعلية».

وتُشدِّد على أنّ الإتحاد الأوروبي يُصرّ على المطالبة بتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وتقول: «بعد كل هذه السنوات يجب فعل شيء، وتنفيذ بعض الإصلاحات السياسية وإقرار دستور جديد وبرلمان جديد».

وعلى رغم تعقيدات الوضع في سوريا، في ظلّ تعدُّد اللاعبين الدوليّين، إلّا أنّها تُبدي تفاؤلها باستئناف مفاوضات جنيف.

وتقول: «صحيح قبل أشهر كنّا أكثر تفاؤلاً، ولكن إذا قارنا الحرب في سوريا، بالنزاعات في منطقة البلقان، ندرك أنّه علينا الإنتظار قليلاً، فالمفاوضات ضرورة، إذ لا يمكن الإستمرار بهذا الوضع الكارثي».

ولكن هل اللاعبون منهكون بشكل كاف لوقف الحرب؟

قد لا تبدو الأطراف المتنازعة متعبة بشكل كاف للقبول ببعض الشروط، في نظر السفيرة الإسبانية،» لكن اذا أخذنا التداعيات الإنسانية للأزمة السورية، وأوضاع النازحين في المخيمات، وكلفة هذه الحرب لكل من روسيا وإيران وتركيا، والكارثة الإقتصادية التي ترزح تحتها سوريا، نجد أنّ الأصدقاء يمكنهم أكثر من الأعداء إقناع النظام وبقية الأطراف بالقبول ببعض الشروط وإطار للتسوية، ووقف الحرب».

تغادر السفير الأسبانية بلاد الأرز التي نعمت فيها بدلال ومحبة اللبنانيين، لكنّ قلبها مطمئن، لأن من يتابع المسيرة من بعدها كان مفتاح فهمها للحياة السياسية اللبنانية. فالسفير الإسباني خوسيه ماريا فيري، الذي سبق وعمل في السفارة الإسبانية في لبنان من عام 1981 الى 1985 وأمضى ستة أشهر ضمن قوات اليونيفيل في عام 2010، سيكون خلفها، وهو متزوج من اللبنانية جومانا طراد، ويعرف لبنان خير معرفة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة