Skip to main content

بسبب انبوب غاز التهبت منطقة الشرق الاوسط

مال وأعمال الأربعاء 19 نيسان 2017 الساعة 09:28 صباحاً (عدد المشاهدات 7038)

بغداد/سكاي برس:

لمن اراد ان يفهم حقيقة ما يجري في المنطقة من دمار ، ما عليه الا ان يتتبع الخطوات ليربط الاحداث ، وان يتوسع كيفما شاء في كل ما سيذكر لعله يقترب من فهم حجم القذارة والشيطنة التي تمارس بحق شعوب المنطقة المظلومة,  لم تكن الحروب غايات ، بل وسائل لاجل السيطرة على مصادر الطاقة ومفاتيح الاقتصاد العالمي تاريخيا ، حروب القرن العشرين كانت تدور حول افتراس منابع النفط في الشرق الاوسط ، عام 1992 وقعت اوربا على ( اتفاق كيوتو ) الذي يلزم الدول بالحد من تلوث الجو ، يستدعي ذلك ايجاد بديل عن النفط الذي بدا بالضعف بسبب تراجع كميات الاحتياطي العالمي وعدم توافقه مع اتفاق كيوتو وبالتالي تلاشي الرغبة الاوربية بشراءه ،الغاز او ما يسمى ( بالطاقة النظيفة ) كان هو البديل الناجح والذي سيكون مفتاح السيطرة على اقتصاد العالم ، تحتل روسيا المركز الاول لانتاج الغاز 430 مليار طن سنويا ، بعدها ايران ، ثم قطر ، ثم تركمانستان، تحول انظار دول العالم وخصوصا اوروبا نحو استيراد الغاز يعني تربع روسيا على عرش الكوكب مع موت سريري لامريكا ، امريكا حاولت تدارك الامر من خلال التوقيع برفقة عدة دول على انشاء خط انابيب(  نابوكو ) الذي سينقل غاز  تركمانستان (القوة الرابعة عالميا ) عبر بحر قزوين ، ثم اذربيجان ، ثم تركيا ، ثم النمسا فاوروبا ، من دون المرور بروسيا ، وبذلك ستكون روسيا في قبضة طوق نوبوكو المدعوم امريكيا والمحمي بواسطة الناتو،  ردت روسيا بقوة قانونيا، من خلال اثبات ان قزوين بحيرة وليس بحر ، وهذا ما يمنع تركمانستان من مد انابيب غاز عبره ، ايضا قامت بشراء كل الغاز التركمانستاني والاذربيجاني بعقود طويلة ، وهذا يعني ان الدول التي كانت ستمول مشروع نوبوكو الغربي قد اصبحت في قبضة الروس ،امريكا تتنازل عن غاز تركمانستان ، وتلتف لايجاد ممول بديل لمشروع نابوكو ، وهو قطر ( الثالث عالميا ) عبر انشاء انبوب (( قطر - السعودية - الاردن - [  سوريا ] - تركيا ثم اوروبا ))،عام 2009 حاولت قطر والمجتمع الدولي اقناع الاسد بالسماح لمرور انبوب الغاز القطري عبر الاراضي السورية ، لكنه رفض لان ذلك سيعود بالضرر على الحلفاء الروس ! ، في نفس العام ، ايران تعقد اتفاقا مع العراق و سوريا لاجل مد انبوب من ايران عبر العراق ثم سوريا ثم الى تركيا فاوربا لتزويد مشروع نوبوكو والانفتاح على السوق الاوربية لتخفيف العقوبات وامتلاك ورقة للضغط من اجل مفاوضات النووي ، ولكن المشكلة هي ان (الانبوب الايراني) و (الانبوب القطري) سيتقاطعان في ريف حمص فيما لو نجحت قطر بمده !! ، الان اصبح نظام الاسد الرافض للانبوب القطري الامريكي عقبة يجب زوالها من اجل تحقيق الحلم القطري بايصال الغاز لاوربا ، والارادة الامريكية بضرب سوق الغاز الروسية ، الخصم التقليدي ، 2011 اشتعال الشارع السوري ضد النظام الحاكم بفعل مسيس من السعودية و قطر وامريكا والغرب ومن خلفهم اوردغان و الكيان الاسرائيلي وهم من يقوم بتمويل الجماعات الارهابية و شراء الذمم و دفع الرشاوي و ادخال الارهابين عبر تركيا لاجل اسقاط الاسد وتحقيق مشروع القرن ، الروس يدعمون الاسد من اجل البقاء ومنع مد الانبوب القطري المنافس لهم ، الايرانيين يدعمون الاسد لاجل انبوبهم ومصالحهم المشتركة والتي ستنتهي في المنطقة في حال زواله لصالح القوى الخليجية ،  اردوغان يساند مشروع قطر ، وامريكا من اجل كسب الثقة وبالتالي اقترابه من تحقيق حلمه بالانضمام للاتحاد الاوربي  ، اردوغان هو الرابح في كل الحالات ، فالمشاريع الثلاث ( الروسية ، القطرية ، الايرانية ) تمر من خلاله لاوربا وبالتالي سيكون هو عقدة الغاز الاسيوي نحو اوربا ، لذلك يلاحظ تنقله بالتحالف بين القوى المتصارعة لتحصيل عدد اكبر من المكاسب ، الصراع في سوريا لا يقبل التهاون ، انتصار الروس يعني هزيمة الامريكان واحتضارهم دوليا ، وانتصار الامريكان والقطريين يعني محاصرة روسيا وضربها تحت الحزام بأعز ما يملكون .

لذلك فان خيار الحرب واضعاف احدهما الاخر هو الحل لفرض ارادة المنتصر ، الحرب تحتاج لوقود من الطرفين ، والطرفين غير مستعدين لاضعاف جيوشهم وبناهم العسكرية ، لذلك ذهبوا لخيار ( الحرب بالوكالة ) ! السعودية و قطر و الدول التابعة لها بفعل الرشاوي المالية تمارس التعبئة الطائفية التكفيرية تحت شعارات نصرة السنة والتخلص من ظلم الاسد العلوي ، الدعاية السعودية القطرية و الدول التابعة لها بفعل الرشاوي المالية نجحت بحرف مسار المعركة اعلاميا من حرب غازية الى حرب مذهبية ! ، القضية السورية قضية القرن ، والمنتصر فيها سيتسيد العالم ، لذلك فلا يوجد طرفا من اطراف الصراع مستعدا للتنازل وترك الحلبة ، ستبقى الامور كما هي عليه، النهاية ستكون في حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر ، او باتفاق بين الاطراف يفتح افاقا جديدة لهم على جماجم شعب اخر ينتظره الموت الذي مر على الشام والعراق لسنين ، الطائفية في سوريا هي طائفية اقتصادية ، طرفاها ( مذاهب غازية ) ، مذهب نوبوكو الغربي وخصمه السيل الجنوبي الروسي ، وستكون الغلبة لمن يتمسك بعروة انبوبه اكثر !

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة