Skip to main content

لكونها صديق مقرب من امريكا .. السعودية هدفا لرئيس كوريا الشمالية

عربية ودولية الثلاثاء 18 نيسان 2017 الساعة 10:05 صباحاً (عدد المشاهدات 1910)

متابعة/سكاي برس:

الإجابة في الحقيقة قد تكون ملتبسة تماماً، فالمنطق والتفكير المباشر سيقودان صاحبهما إلى الإجابة بـ"لا"، ولكن إذا وضعنا أنفسنا داخل عقل رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قد نجد النتيجة بالإيجاب، رغم كونها خارج حدود المنطق.

المسألة هنا لا تخضع لحسابات العلاقات المباشرة أو حتى غير المباشرة بالأحداث، وإنما تخضع لحسابات الصداقات والتحالفات، فمثلاً أمريكا حملت الصين مسؤولية إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن تجربتها النووية بحكم الصداقة بين البلدين، التي تسمح بهذا الطلب بينهما بشكل رسمي.

بالتالي من الممكن جداً أن نجد كوريا الشمالية تحمل السعودية مسؤولية محاولات حليفتها الأقرب — الولايات المتحدة الأمريكية — لارتكاب حماقات في منطقتها وعلى حدودها البرية والبحرية، أي أن السعودية قد تكون هدفاً لرئيس كوريا الشمالية، لمجرد أنها صديق مقرب من الولايات المتحدة.

وضع المملكة في حد ذاته، وهي صديق للأمريكان، بالقرب — جغرافيا- من كوريا الشمالية، وتجمعهما صفة "آسيوية"، مغر جدا لكل من يريد إيذاء المصالح الأمريكية في المنطقة، والوضع يشبه جدا علاقة أمريكا بإسرائيل، فالاعتداء ضد واحدة منها يجد دوياً مزعجاً لدى الأخرى.

أنا شخصياً استبعد حدوث مثل هذه الضربة — التي تحدث عنها بعض الخبراء — ضد المملكة العربية السعودية، ولكن وجهات النظر المطروحة تستحق النقاش بالفعل، نظراً لطبيعة الخلاف بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والذي فرضت أمريكا أن يكون عداء مباشراً، وتفاوضياً من خلال وسطاء، أي أنها أقحمت العلاقات والدول المقربة في الأمر.

 وإذا نظرنا من وجهة النظر الكورية، فإن كل سيارة أو حتى دراجة بخارية أمريكية تتحرك على الأرض، هي هدف معاد وعدو مباشر وصريح يجب قصفه، فما بالك بدولة تضم أراضيها قواعد أمريكية، قد يتم استخدامها في أي عمل عسكري أمريكي ضد كوريا الشمالية، وأعنى هنا أن هذا النمط من التفكير فرضته أمريكا أولاً، فصار قاعدة يمكن محاسبتها من خلالها.

الخبير الاستراتيجي سعيد عزام، يرى أن المملكة العربية السعودية بعيدة تماماً عن الخلاف القائم بين الدولتين النوويتين، ولكنها بشكل ما اختارت منذ زمن طويل المعسكر الذي تحيا تحت لوائه، وبالتالي فإنها ليست بعيدة عن حسابات أي دولة تريد أن تضر بالمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من وجود خلافات ظاهرية حالياً بين أمريكا والسعودية.

الأخطر — حسب عزام — هو ما تحدثنا عنه بشأن القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وتحديداً على الأراضي السعودية، فبمجرد بدء الحرب، ستكون الأراضي السعودية هدفاً للقصف الكوري، باعتبار أراضيها تحوي أهدافاً معادية، يمكن في أي لحظة أن يتم استخدامها لضرب العمق الكوري الشمالي، وبالتالي هي بدورها — السعودية — عدو مباشر.

وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي أن المخاطر تزيد يوماً بعد يوم، على الرغم من وجود جهود دبلوماسية لرأب الصدع بين القوتين النوويتين، مثل الجهود التي تبذلها اليابان حاليا، ولكن شيئاً لن يتغير، فالولايات المتحدة لن يقنعها إلا تنازل كوريا الشمالية عن تجاربها النووية، وكوريا الشمالية لن تقبل بأن تفرض عليها أي قوة إرادتها، خاصة مع ما تراه من ممارسات أمريكية، اعتبرها الرئيس أون مبرراً كافياً لاستمرار برامج بلاده النووية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك