Skip to main content

النائبة الشجاعة

المقالات الاثنين 06 شباط 2017 الساعة 17:06 مساءً (عدد المشاهدات 11348)

بقلم/ كاتبها

لاشك أن الصراحة والوضوح هدف لكل من يحترم ذاته وعقله , وأن تغليف المواقف والتصريحات تعكس خوف وتردد صاحبها , ولا يمكنك ان تصبح سياسي ناجح مالم تمتلك (الحد الأدنى) من الشجاعة والجراءة والقدرة على نزع الأقنعة والوقوف بوجه الاستبداد.. فى كثير من الأحيان لا ترضي أطرافا متنفذة وقادرة على تلك الشجاعة والتي تعتبرها تجاوزا لا يمكن السكوت عنه وهنا سيكون لها استخدام اخر ووسائل غير مقبولة وغير صريحة , الاعتقال وامتهان الكرامة الشخصية .وربما تكون قذرة لايمكن وصفها. سروة عبد الواحد النائبة عن كتلة التغير الكردستانية واحدة ممن تتصف بالجرأة والشجاعة والصراحة الواضحة .من يعرفها يعلم عنها ذلك جيدا قالت كلمتها دون موأربة او زيف او تسوبف في وقت لازال الخوف والجبن سيد الموقف لمن لايملكون الشجاعة والتصدي لفاقدي المشروعية. إذا كان لكلمة الحق ضريبة غير يسيرة الدفع فقد تمكنت النائبة سروة عبد الواحدة من كلمتها. لقد دفعة ضريبة كلمة الحق في وجه سلطان جائر فكان تصريحها عنواناً لقضيتهم وحجة على كل من ساند الظلم والاستبداد . بالنسبة لشعبنا الكوردي الذي يعيش معظمه في ظل نظم استبدادية وهذه حقيقة لا يمارس فيها عاقل وأصبح الحديث عن الخيانة الوطنية والقومية عندهم لها وجهة نظر. وما جاء كياننا وحياتنا وتراثنا الإجتماعي الا من خلال الجرأة فإن زوال وضياع معظم قيمنا كان في ظل الجبن والخوف من الدكتاتوريات القبلية المقيته التي لازالت تحكمنا وتتحكم بثرواتنا وامننا وسلامة شعبنا المتمثلة بعائلة البرزاني والتي فرضت الظروف السياسية نفسها على الدكتاتور الكردي المتمسك بكرسي الحكم، فبينما يسعى الى فرض نفسه قسرا، رئيسا ابديا لاقليم كردستان،فانه اليوم يقود البلاد في اتجاه حكم الفرد، الى الحد الذي يتهمه فيه قادة حركة التغيير بانه ” يسعى الى تثبيت حكم العائلة” .وعُرف عن مسعود البارزاني وعائلته، احتكارهم ليس للسلطة فحسب، بل للثروة حيث تشير المعلومات الى الغنى الفاحش لأسرة بارزاني على حساب الشعب الكردي الذي ترتفع نسبة الفقر فيه قياسا الى خيرات الاقليم الواسعة وحصته الكبيرة من الميزانية الاتحادية. ولعلّ الإستطلاع الذي يقوم به الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض الأمريكي حول مستقبل بارزاني كرئيس لكردستان، ووصفه له بـ"أحد ديكتاتوريي الشرق الأوسط" مشبهاً إياه بـ"هتلر كردستان"، هو نقلة نوعية في هذا الإتجاه، عندما طالبت النائبة سروة بحقوق شعبنا الكردي وبعوائل الشهداء الذين لا يجدون الكفاف سواء في الاقليم او المركز على الرغم من أنها أحيانا تحمل معلومات فعلية وتطرح قضايا هامة وهموم حقيقية للناس.والمشاكل الجما التي يعاني منها شعبنا في كل مكان. وان هناك عوائل لاتملك شروى نقير وتنام على بطنها من الجوع ولاتسد رمقها وعيونهم ترمق السماء !! بدأت اصوات التهديد والتصفية الجسدية تلوح بالافق من قبل الفريق منصور البارزاني (نجل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني) واتباعه مهددا اياها بالاعتقال تارة او بهدر دمها تارتاً اخرى. تصريحات اللف والدوران والكذب هي سيدة الموقف لمثل هكذا حالة وما كان من النائبة الجريئة الا الوقوف بوجه الكذب والادعاء معتبرة أن ما أسمتها بـ"العائلة الحاكمة" في الإقليم زيفت مقولتها كما "زيفت" التاريخ وأدخلت جيوش صدام حسين والأتراك ليقتلوا الثوار منذ عقود، فيما أشارت الى أن دمها "أمانة عند الله والشعب الكردي" ولن تسكت لـ"الباطل". وقد كان رد حركة التغيير ‹كوران› المعارضة في إقليم كردستان العراق، الحزب الديمقراطي الكردستاني، متهمة إياه بتحرف أقوال النائبة سروة عبد الواحد عن عوائل ‹شهداء› البيشمركة و أن الحزب الديمقراطي الكردستاني «أصبح حجر عثرة أمام أية اصلاحات سياسية واقتصادية في إقليم كردستان والعراق»، الصراحة والشجاعة والجرأة مطلوبة ولكنها مؤلمة فى كثير من الأحيان , لأن وضعنا العام أكثر من مؤلم على أكثر من صعيد لان الطغاة لازالوا يملكون زمام الامور ويتحلون بسياسة الثار أو المحاكمة على أساس الانتماء الفكري أو التأييد الحزبي. ولكن هذه الصراحة الواضحة تحتاج فى كثير من الأحيان الى شجاعة وقوة ذاتية وهذه مرتبطة بقدرة صاحبها على تحمل نتائج صراحته لأن الصراحة فى كثير من الأحيان لا ترضي أطرافا تعتقد ان السماء اختارتها لمسبرة الناس لتسير بهم للهاوية. عصابة لازالت تحكمنا , وكأننا لم نتعلم من كل دروس الماضي بكل آلامها , .ونعتقد بأننا في هذه المرحلة من (الديمقراطية) ومع كل هذا القدر من الحرية أصبحنا من الشجاعة والقوة بالدرجة التي لا يجب أن نتوانى لحظه عن المواجهة ومحاربة الظلم والفساد بكل أنواعه مهما كانت الضغوط والظروف فما الذي نخاف أن نخسره في حال خسارتنا حقوقنا كبشر وكأفراد هم جزء من مجتمع يفترض أن يكون عادلا ؟ لماذا نظن فيمن ظلمنا القوة وهو أضعف من الضعف نفسه لأن المخطئ دائما ضعيف و بإمكاننا تحطيمه بحجر واحد . والمراقبون يبحثون عن تلك الصراحة خاصة من القيادات القريبة من الحدث المطروح سواء كان سياسيا أو ميدانيا , ولكن بعض من هؤلاء المراقبون يشعر بالحزن على مضمون تلك الصراحة الشجاعة ,

حمل تطبيق skypressiq على جوالك