Skip to main content

الموت باللذة الممتعة!

مقالات الخميس 23 شباط 2017 الساعة 10:00 صباحاً (عدد المشاهدات 8701)

 

 

بقلم/مراد الغضبان...

من غرائب الاحداث بعد 2003   ظاهرة الموت والقتل التي اجتاحت العراق بصورة غير مسبوقة، خاصة بسبب الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد،والتي جرتنا من قتل الى قتل ودفعت خطورة ما يجري  من قتل على الهوية وإحراق المساجد والتهجير القسري

سلسلة أحداث متعاقبة شهدناها ولم نعرف ما هي خطايانا في كل ذلك.

 بات احدنا يعيش مأساة من القتل المروع سيارات مفخخة تجعل الاجساد متفحمة  انفجارات  وعبوات ناسفة والقتل بالكواتم المجهولة ،

اصبح وضعناً صعباً ومزرياً من كل النواحي، ولم تزل الاحتجاجات قائمةً في شوارعنا ، و لم تأبه لها الحكومة

فالعراقيون يدركون اليوم انتفاء أمنهم ، وحجم مآسيهم ، وانهيار مؤسساتهم ، واستلاب ثرواتهم ، وانعدام خدمات دولتهم  ، وانشغال مسؤوليهم بالسلطة و تخبط خطابهم السياسي  كان وراء كل ذلك

لماذا فقط الموت؟! ومن يقرر متى وكيف.. ولماذا نموت،ولماذا يريد لنا ان نموت. هل يكفي أن يتخذ أحد قراراً بالموت، لهدف ما، وماهي المتعه التي يحصل عليها القاتل جراء تنفيذ جريمته؟؟

ما الجديد الذي يجعل استباحة دمائنا  سهلة بهذه الطريقة التي تثير القرف والاشمئزاز

ما هو السبب الذي يمكن أن يكون وراء هذا التسارع  الغريب جداً لقتلنا؟، هل هو حب في القتل، أم استخفاف بالروح الآدمية، أم احتقار للحياة التي نعيشها ونحن مكرهين على عيشها؟،

 كل هذا ليس من طبع الإنسان- مهما كان شريراً-، لكن- في نفس الوقت- لا يمكن لأي شخص أن يتخيل وحشية القتله ومدى الاجرام الذي يتحلون  به.

لماذا يتفاقم هذا التنكيل بنا بأقسى ما يمكن؟ ولماذا يتم سحق العراقيين  بمثل هذه الشراسة، على مسمع العالم ومشهده؟دون وازغ من ضمير يقف حائلا دون ذلك

تراق دمائنا  كما الماء،وربما اكثر نفتقد مئات الأحبة كما الحشرات،و لا يوجد سبب- على الإطلاق رغم ان احدنا لا يمتلك  أرض او بترولا ولاحتى يمتلك قبرا ان بقي من جسده شي يدفن به

  اكثرنا لا يمتلك   منصب وليس له جاه

  لا شيء يمكن أن يصل بهم إلى هذا الحد من التقتيل بنا،

وما هذه الروح التي يحملوها. إلا إذا أصيبوا بحالة جنون جماعية، أو فعلوا هذا وهم في حالة غياب تام عن الوعي،وموت من الاخلاق

 ولا أظن أن التأريخ قد سجل يوماً حالة بهذا المعنى ضمن أسباب القتال في الدنيا،كما يحدث عندنا

شواهد حية لما حلّ من خراب ودمار وبشاعات يندى لها الجبين عبر تلك السنين.

وفي الزمن الذي تبحث فيه كل الحكومات في العالم عن كل ما يبعد مواطنها عن الموت والقتل، وتحرص على حياته كل الحرص حتى تشعره أنه عزيز وغالٍ على دولته،

 هنا في دولة المفارقات هذه يصبح القتل ظاهرة عادية، تحدث بين الناس من وقت وآخر، وكأنه شيء جميل وممتع،ولذيذ قد الفناه وسعدنا به حتى يخيل إلى الشخص أن من يموت ما كان موته الا تلذذا من قبل قاتله وهو ممتنا لما يقدمه له من خدمة مجانية

فالحكومة من يتحمل المسؤولية،بل كامل المسؤولية اتجاه قتلنا.

 صحيح أنها لم تفعل ذلك بشكل مباشر، ولكن الوضع الذي وصل إليه الحال جراء عدم المبالات؛

 نتيجة الوضع السياسي الحالي، هو من جعل ألبلاد تعيش في حالة غليان مستمر، قابل للانفجار تحت أي ضغط، وفي اي وقت وربما تصل الامور الى ما لا يحمد عقياه.

وبقدر قساوة هذه الحقائق، لكنها تظلُّ (واقعاً) عشناه ودفعنا ثمنه وما زلنا وسندفعه أكثر إنْ لم نَسْعَ لتغييره، واستبداله بواقعٍ آخر يضمن إنسانيتنا ويستعيد كرامتنا وعِزَّتنا، وهو هدفٌ لم ولن يتحقَّق بالأحلام أو بمُناجاة وانتظار العالم الخارجي، خاصةً الموصوفين (بالأشقاء)، فجميعهم تَجاوَزوا  في تعاملهم معنا  كل القيم والمبادئ والقواعد والقوانين الأخلاقية والإنسانية، وعملوا على إشباع أطماعهم المُتزايدة على ارضنا وخيراتنا، بدءاً بالأرض وانتهاءً بالبشر!

لا خيار أمامنا إلا بـ(التغير) ولن نتخلَّى عنه، أنَّنا المسئولون عن تغيير واقعنا ونحتاجُ فقط لإرادة صادقة، واضطلاع كلٌ منا بمسئوليته ولو كان بالقلم توعيةً وقولاً للحق، وهذا التزامٌ تاريخي وأخلاقي كبير، يفرض علينا (تجاوُز) كل عاجزٍ ومُتآمر، واستبعاده من حسابات التغيير كل الفاسدين والفاشلين  لإنقاذ البلاد وأهلها، بعيداً عن التسويف والتخذيل أو المُجتمع الدولي أو الحلول الجُزئية، وإلا ضياع ما تبقَّى من شي اسمه  وطن.

ونسال الله على حسن العاقبة؟

 

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك