Skip to main content

قضاء عزت الشهبندر.. براءة للفاسدين بمكالمة هاتفية

مقالات الجمعة 15 كانون أول 2017 الساعة 21:12 مساءً (عدد المشاهدات 8752)

سليم الحسني

يبذل عزت الشابندر جهوده في جلساته الخاصة لكي يُقنع جلساءه بأن القضاء العراقي في جيبه، وأنه قادر على استصدار البراءة من المحاكم العراقية بمكالمة هاتفية مع رئيس مجلس القضاء السيد فايق زيدان. يتبجح بذلك مزهواً بخيلاء المتحكم بمصائر الناس عندما يؤول أمرهم الى القضاء. وهو في ذلك يريد أن ينشر هذه الصورة على أوسع نطاق ممكن بين رجال الأعمال وعلى الفاسدين الذين تلاحقهم ملفات السرقات الكبيرة، فهم زبائنه الذين يقصدونه للحصول على البراءة ومعهم ملايين الدولارات التي سرقوها من الشعب المسكين.

أبرز مثالين على ذلك ما فعله مع رمزين من رموز الفساد والجريمة، حيث استصدر لهما حكم البراءة من خلال علاقاته مع رئاسة القضاء العراقي، وأقصد بهما مشعان الجبوري صاحب التاريخ الضاج بكل ما يعيب، والنائب الإرهابي محمد الدايني الذي غرق في جرائم القتل والاختطاف والإرهاب حتى فر من العراق لعدة سنوات. لكن عزت الشابندر عطّل القوانين وداس على العدالة، ودفع للقضاء الأجر المطلوب، فحصل على براءة صاحبيه، وهما بدورهما شكراه أجزل الشكر بعدة ملايين من الدولارات على هذه الخدمة الكبيرة.

وخلال كتابة هذا المقال فان عزت الشابندر يبذل جهوده لإنقاذ شخص ثبت عليه الارتباط بالمخابرات الأردنية، وكان يستغل وظيفته لتسريب معلومات مهمة وخاصة ذات طابع أمني الى ضباط المخابرات الأردنيين، بما في ذلك مواقع الجيش العراقي خلال معاركهم ضد تنظيم داعش الإرهابي. ومن الطبيعي أن تصل هذه المعلومات الى تنظيم داعش، ومع ذلك فان عزت الشابندر بذل جهوده الحثيثة مع السيد فائق زيدان واستطاع ان يضعه على طريق البراءة.

يحرص عزت الشابندر على استضافة رئيس مجلس القضاء فائق زيدان في شقته الفاخرة في بيروت، أو مطعم راق في بغداد، حيث يحجز له جناحاً خاصاً، ويتباهى أمام رجال الأعمال والسياسيين بعلاقته هذه، خصوصاً وأنه يجيد التمثيل الاستعلائي باحترافية عالية، فيترك انطباعاً لدى الحاضرين والمشاهدين بأنه صاحب السطوة والسيطرة والتحكم، وهي وسيلته لجلب الزبائن الخائفين من قضايا الفساد والجرائم أمام المحاكم العراقية.

لقد عرف عزت الشابندر كيف يجمع الثروة الحرام، وبرع في سلوك الطرق الجديدة التي يشقها بنفسه، فهو عادة لا يسير في المألوف مما شاع سلوكه من قبل الفاسدين، إنما يفتح لنفسه درباً خاصاً لم يطرقه أحد من قبله، فيضمن بذلك الثراء السريع المضمون، بعيداً عن ضجيج الفاسدين الآخرين وما تلاحقهم من اتهامات مكشوفة.

وهذا ما تعلمه في فترة المعارضة وعلاقاته مع أجهزة المخابرات الإقليمية، وقد تحدثت عن ذلك في مقالات سابقة، وكيف أنه تسبب في مقتل العشرات من المجاهدين في نزواته وحبه للشهرة والتسلق.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة