Skip to main content

رجال لبنان بين "بدر الدين" و "سعد الدين"

مقالات الأحد 05 تشرين ثاني 2017 الساعة 23:55 مساءً (عدد المشاهدات 5840)

بقلم:  علي بشارة

منذ أن تلقيت خبر إستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري, وتلك الطريقة الإنهزامية في الهروب من المخاطر الطبيعية التي قد تواجه اي سياسي خصوصا اذا كان متصديا لمنصب كبير كما هو الحال مع الحريري ورئاسته للحكومة اللبنانية, تبادر الى ذهني الأثر الكبير الذي تركه في نفسي خبر آخر كنت قد قرأته سابقا عن استشهاد رجل من رجال حزب الله وهو الشهيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) واعادت ذاكرتي السيرة الجهادية التي قرأتها عن تاريخ هذا البطل والتي رسمت بمخيلتي صورة خيالية عن الرجال في لبنان عكس تلك الصورة التي رسمها الحريري المنهزم.

شتان بين الصورتين وبين الرجلين, ولا شك ان الحريري باستقالته تلك أساء لكل التاريخ اللبناني ورسم صورة لبلد ضعيف يهرب رئيس وزرائه منه ويعلن استقالته من دولة اخرى وكأنه بلد محتل وليس فيه أي من مقومات الدولة, فحتى الدول التي شهدت مظاهرات وما عرف بالربيع العربي لم تتعرض لهكذا "فضيحة".

لازلنا في صدمة من موقف الرئيس الحريري , فكيف لرئيس وزراء أي دولة أن يتقبل الإساءة لبلده بهذه الطريقة نزولا عند رغبة دولة أخرى لها اجنداتها الخاصة, خصوصا وان المتابع للشأن اللبناني يلاحظ استقرارا كبيرا على المستوى السياسي في هذا البلد لم يسبق له أن شهده, فالرئاسات الثلاث مشغولة بشكل رسمي والعلاقات بين التيارات السياسية طيبة والبلد تسير نحو اجراء انتخابات برلمانية.

أما على المستوى الأمني فلا يقل عن نظيره السياسي, فما زالت البلاد تعيش نشوة الانتصارات التي حققها الجيش اللبناني والمقاومة في الجرود والقضاء على معاقل الإرهابيين, وهكذا فإن كل المؤشرات ايجابية.

كل هذه المعطيات تنبئ بوجود مخطط للعبث بهذا الإستقرار, والنيل من سيادة لبنان ووضعه السياسي والأمني وليس هذا بالأمر الجديد, فأن لبنان كبلد تعرض عبر تاريخه الحديث للكثير من هذه المؤامرات التي أدخلته في حروب أهلية ونزاعات سياسية لاحصر لها, ولكن الغريب في هذه المرة هو تورط رئيس وزراءه في هكذا مخطط والخضوع لمشروع قد يغرق بلاده مرة اخرى في الخلافات والنزاعات والتجاذبات لا سمح الله.

حمى الله لبنان

والرحمة والخلود للشهيد مصطفى بدر الدين وكل شهداء الأمة العربية والإسلامية

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة