Skip to main content

وعد بلفور ووعود ترامب

مقالات السبت 28 تشرين أول 2017 الساعة 14:54 مساءً (عدد المشاهدات 4927)

بقلم: د. عبد العزيز القطان / الكويت

اذا اعتدت اسرائيل فسنرد ، هل هذا يعني ان اسرائيل ليست ضالعة منذ البداية بالعدوان ؟
انها وراء ما يجري في سوريا ، وراء ما يجري في العراق ، وراء ما يجري في اليمن ، وراء ما يجري في مصر وتونس والجزائر ولبنان ، وطبعا فلسطين .
انهم أم داعش والادارة الاميركية أب داعش ، زواج الاثنين خلف داعش .
ونقول اذا اعتدت....، انها ضالعة ومشرعة ، مشرعة كل اسلحتها بالاعتداء وتدمير الامة العربية .
والان تخلق اسرائيل جديدة في كردستان العراق ، لتقول : نحن نؤيدهم ، لانه لهم حقوق مثلنا مثلهم .
انها اسرائيل ثانية ، ديفيد فريدمان ( سفير امريكا في اسرائيل ) ، الذي يصلح ان يكون سفير اسرائيل في امريكا ، وهو سابقا محامي الشركات المفلسة في الولايات المتحدة التي سيطر عليه البرود بواسطته .
انه صهيوني حتى النخاع .
سفير امريكا بقول : اسرائيل من البحر الى النهر ولم يحدد ما اذا كان هذا النهر هو نهر الاردن مثلا ، ويقصد نهر الفرات .....ونقول اذا اعتدت اسرائيل .
هذا كلام غير منطقي ولا ينطبق على احد ، والهجوم الدفاعي ليس بالضرورة ان نجند كل قوانا وصواريخنا...الخ .
هنالك قوس قزح من الوسائل لضرب العدو ضربات هجومية صاعقة في عقر داره ، حتى نربك كل خططه التي تقوم بها اطرافه المتحركة .
وعد بلفور في القرن الواحد وعشرين يجري حاليا ، هنالك وعد من اسرائيل والولايات المتحدة لاكراد العراق ، باقامة دولة والانفصال عن العراق ، واخذ النفط في الشمال بما فيه كركوك ، للسيطرة على مقدرات الامة العربية وارض العرب .
هذا وعد بلفور جديد ، هذا وعد ترامب جديد ، وعد نتنياهو الجديد ، ونقول كيف لنا ان نرى ؟!
يجب علينا ان نخرج من اطار الطرق الكلاسيكية في التحليل والكتابة ، لان ما يجري هو وعد ترامب الجديد ، هو بلفور ، هو صهيون .
يريدون ان يقسموا ، نتحدث نحن بالتحليل ثم ننساه .
وكل المخطط كان خلق داعش اداة ارهابية بواسطة اسرائيل وامريكا ودعمها ، ونراهم الان يكشفون ذلك في الرقة .
في الرقة الحلف الاميركي الداعشي ، الكردي يهاجم الجيش العربي السوري ويهاجم حزب الله ويهاجم القوات الفلسطينية المشاركة .
وعد بلفور اصبح حقيقة ، لان ميزان القوى جعله حقيقة .
ووعد ترامب ونتنياهو للاكراد بدولة جديدة ( وعد بلفور الجديد ) ، يصبح حقيقة اذا سمحنا لميزان القوى بان يحقق ذلك ، واذا انهزمنا امام مخططهم .
لذلك اقول : الهجوم افضل وسيلة للدفاع .
الان يعدون الفلسطينيين بصفقة القرن كما يقول ترامب ، وهو يظن ان كل العرب جهلة وان كل الاميركيين جهلة وانهم ينسون ما يقول .
نحن لا ننسى ما يقول ، في حملته الانتخابية قال : سيكون سعدا لاسرائيل وحلما لها ان اصبح رئيسا للولايات المتحدة ، لانه سيكون هذا الانتخاب افضل ما جرى لاسرائيل في تاريخها .
ماذا يعني هذا ؟ زوج ابنته كوشنر يهودي وترامب ايضا اعتنق اليهودية .
جيري فول ويل الذي يقول الان لكل المسيحيين الجدد انتم يهود ، هكذا اصبح ترامب يهوديا وولائه لاسرائيل قبل ان يكون للولايات المتحدة .
في البيت الابيض رجل يخدم اسرائيل ولا يخدم واشنطن .
اذا الموضوع واضح كل الوضوح ، ترامب يقول ساعاقب ايران .....الان ماذا يعني هذا الكلام ؟
الموضوع ان ترامب يحضر خطة عسكرية لضرب كل مواقع ومصانع الصواريخ في ايران ، والموضوع ليس موضوع الحرس الثوري .
ماذا يعني ذلك ؟ يعني ان نرتب خطة هجومية دفاعية .
ماذا يفعل الامريكان في التنف ؟ ماذا يفعلون في الرقة ؟
لم يخرج الامريكان من لبنان الا عندما فجروا 350 مارينز في ليلة واحدة في عملية انتحارية .
اذا كانت داعش تقاتل من خنادق الامريكان ، نحن نضرب داعش ، حتى لو ضربنا خنادق الامريكان .
نحن يجب ان لا تكون لنا حسابات الدولة العظمى روسيا ، لان روسيا لها حساباتها وحساسية التوازن الننوي والرعب الننوي ، وهم احرار ، لكن نحن ايضا احرار .
ان تقوم جماعات من عندنا بضرب كل قواعد الامريكان في الرقة ، وبما ان داعش في قواعد الامريكان ، فالعملية مسموح بها مئة بالمئة ، لانهم يريدون ان يضربوا داعش .
واذا خرج كما يقول الروس بصور ولديهم الصور ، خرج المئات من داعش من قاعدة التنف ، اذا قاعدة التنف قاعدة داعش ، علينا ان نضربها .
العدو لا يتوقع منا ذلك وكل حساباته واستطلاعاته ورؤيته المستقبلية لطريقة التصرف معتمدة اننا لن نعتمد هذا الاسلوب ، واننا دائما نقول : اذا اعتدوا سنرد .
لا نحن نرد طالما الاعتداء قائم ، وان كان سريا وعمليات سرية ودعم سري ، لا يتحدثون عنها .
الان يتحدثون علنا عنها ، العدوان علني ، متى نقول نعم هنالك اعتداء ؟
اذا لم نهاجم ، هنالك وعد بلفور ثاني في كردستان .
هل نعتقد ان وعد بلفور جاء لخدمة مصالح اليهود فقط ! ؟
انها السياسة البريطانية ، الامبراطورية ( ما بعد الحرب ) ، وهي ان نترك قواعد في كل منطقة نستطيع ان تستند لها لحماية مصالحها والسيطرة على مقدرات تلك المنطقة ، اسواقا وانتاجا للمواد الاولية ، خدمة للامبراطورية البريطانية .
اي ان هذا الوعد جاء لاقامة قاعدة في الشرق الاوسط تحمي مصالح البريطانيين ، الذين كانوا يعتمدون على حكام وظفوهم في الخليج .
كان يرى البريطانيون انه عاجلا ام اجلا قد يجري تغييرهم وان الحامي الحقيقي هو قاعدة ، هي افران للاستعمار ، استخدموا فيه اليهود حطبا لخدمة مصالحهم ، .....واليهود اذكياء ، وافقوا عالمين تماما ماذا يريد البريطانيون ، اعتمادا على انهم اذكى من البريطانيين وانهم سيسيرون في مخططهم الذي لا يستند الى دين او اية حقوق دينية .
يستند الى استثمار رأس المال اليهودي المضطهد في اوروبا في منطقة الشرق الاوسط ، حتى يسيطروا هم على مقدرات الشرق الاوسط على المدى البعيد ، بدلا من الدول الكبرى الاستعمارية ، حتى تلك التي خلقت لهم الظروف ليبنوا دولة .
كردستان الان .....لنفس الاسباب ، لاقامة قاعدة عسكرية تخضع للامبريالية ، يكون الكرد فيها حطب لحماية مصالح الدول العظمى وعلى رأسها امريكا في نفط العراق ، لان العراق يختزن في داخله من النفط والغاز ما يوازي مجموع احتياطي ايران وفنزويلا والسعودية .
وتحت فلسطين هنالك مخزون ضخم من الغاز والنفط
اذا من كردستان حتى فلسطين يسيطرون على كل النفط وليس هذا فقط بل يستطيعون ان يتحكموا في قدرة آبار السعودية والكويت على الضخ وهكذا ....واليمن ايضا لها تأثير .
لذلك يريدون اليمن ، خاصة صحراء ميدي وشبوة ومناطق اخرى تشكل توازنا في قدرة آبار السعودية على الضخ ، ان استخدمها اليمن استخداما جيدا واستخرج النفط والغاز بشكل جيد تتضاءل قدرة الآبار السعودية على انتاج نفس الكميات من الغاز والنفط .
هذا هو المخطط وتسعى اسرائيل لاقامة افضل العلاقات مع هذه الدول حتى تسحقها سحقا تحت اقدامها وتصبح العوبة بيدها .
دولة الكرد في شمال العراق من اخطر المشاريع ، ومن يتصدى للكيان الصهيوني عليه ان يعي انه عليه التصدي ايضا لدولة كردية في شمال العراق ....ليس لانني ضد حقوق الاكراد ......اذ ان الاكراد 22 مليون في تركيا...لماذا لا يقومون ببناء دولة .؟
الاكراد 8 ملايين في ايران ....لماذا لا يقومون ببناء دولة ؟
المطلوب اذا هو العراق ( نفط العراق ) .
ان تركيا وايران دولتان قويتان ، لا بستطيع الامريكان ان يتجاوزاها ، كون تركيا دولة من دول الحزب الاطلسي ولا يستطيعون ان يخوضوا معارك مع ايران لا يعرفون نتائجها ، وايران واعية لهذا .
اذا وعد بلفور هو نموذج لسياسات امبريالية استعمارية استفادت منها الصهيونية ، لاقامة قواعد لهذه القوى الامبريالية ، في مناطق شكليا نالت استقلالها ، لكن عمليا بقيت مستعمرة .
هنالك في المحيط الاطلسي والكاريبي وكل ما حول امريكا اللاتينية وباتجاه بحر الصين ، جزر باكملها لا نسمع
بصوت شعوبها ، تحولت الى قواعد عسكرية اميركية رغم انفها ، وهذه الجزر لا تذكر اسماءها بل تذكر اسم القاعدة التي اقيمت عليها .
كلها وعد بلفور ، وعد القوات الاميركية .
انها مصالح الامبريالية القوية التي تستغل قوتها لاكراه الشعوب واخضاعها لسياستها وبرنامجها ، للنهب واكتناز الثروات .

المحامي
عبدالعزيز بدر عبدلله سيف القطان
دولة الكويت

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة