Skip to main content

بافل على خطى أبيه

مقالات الثلاثاء 17 تشرين أول 2017 الساعة 14:43 مساءً (عدد المشاهدات 18688)

علي بشارة

لا شك ان السنوات التي غاب فيها الرئيس الراحل جلال طلباني عن الساحة السياسية تركت فراغا كبيرا وملحوظا على مستوى العلاقات الكردية العربية, وفسحت المجال امام مسعود برزاني ليعبث بهذه العلاقات واوصلها لمستوى متدني لم تسبق وان وصلت اليه, حيث وصلت لحد حرق الاعلام والسب والشتم العلنيين وفق خطة وضعها حكام اربيل لاثارة الخلافات سعيا وراء الحصول على المزيد من الشرعية والتاييد الشعبي غير مبالين بما قد ينتج عن هذه الاعمال من اراقة للدماء وحروب قد يطول مداها.

كان طالباني سياسيا محنكا ومفاوضا ماهرا. وتمكن خلال سنوات حكمه منذ توليه الرئاسة في 2005 واعادة انتخابه رئيسا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 حتى اصابته بالمرض من مد جسور بين الاطراف المتناحرة في بلاده، ما ساهم في التخفيف من حدة التوترات.

وكان طالباني يحظى باحترام شرائح واسعة مختلفة من المجتمع العراقي, وكان قريب الى قلوب العرب قبل الاكراد.

ولعب طالباني الملقب “مام جلال” اي “العم جلال” باللغة الكردية، دورا بارزا في تهدئة الازمات بين العرب والاكراد في البلاد وتحسين العلاقات مع دول الجوار كايران وسوريا. وكان العراقيون يطلقون عليه لقب “صمام الامان”.

إن ظهور بافل طالباني في لحظة تاريخية تكاد العلاقات العربية الكردية أن تصل فيها الى الانهيار التام والانزلاق في حرب لا يعرف مداها الا الله, لم يكن محض صدفة بل هو امتداد طبيعي لذلك الارث الذي تركه الرحل جلال طالباني وانطلاقا من شعور هذه العائلة بمسؤوليتها الكبيرة تجاه القضية الكردية وانتماءها للعراق وكردستان.

بافل طالباني الابن الاكبر لسكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني الراحل جلال طالباني, بموقفه المشرف من قضية كركوك وتعاونه مع الحكومة الاتحادية, حقن دماء الكرد قبل العرب وأنقذ المنطقة من سيل من الدماء عبر حكمة ودراية عاليين, ولكنهما ليسا غريبين لان الابن على دين أبيه وبافل أكمل ما بدأه أبوه رحمه الله.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة