Skip to main content

معصوم يكشف المستور ويروي تفاصيل المفاوضات الكردية مع صدام

تقاريـر الاثنين 07 آذار 2016 الساعة 10:49 صباحاً (عدد المشاهدات 1351)

بغداد/ سكاي برس: أريج الطائي

 كشف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، عن لقائه برئيس النظام السابق صدام حسين بمقهى في القاهرة، والمرة الأخرى التي التقى فيها معصوم صدام، كانت بعد مفاوضات لأكثر من سنة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة العراقية في 1984. 

وقال معصوم في حديث مع صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن، واطلعت عليه "سكاي برس"، "كنتُ مع الطالباني وفريدون عبدالقادر وعمر عبدالعزيز، وبدأ مام جلال بالتعريف بنا، بدأ صدام يتكلم عن عظمة العراق وأهمية تاريخ العراق ونبوخذ نصر والسومريين والآشوريين. تكلم عن كل هذه الأمور ما يقارب 20 دقيقة، وفي النهاية بدأت الكلام عمّا أنجز من الاتفاقية العراقية الكردية، وما لم ينجز ونقاط الاختلاف، وتكلم الزملاء الآخرون كل واحد في ناحية من النواحي، لكن مام جلال لم يتكلم تقريباً. في النهاية قال صدام حسين جملته "حتى إذا لم نتفق نحن مستمرون في التزاماتنا تجاهكم".

واضاف معصوم، ان "في أحد أيام الزيارة، لم يكن هنالك اجتماع كانت الساعة 12 والنصف ظهراً، أخبرونا فجأة بوجود اجتماع في القيادة القومية، ولم يكن لدينا أي علم بالموضوع وفي الساعة الواحدة والنصف وصلنا إلى المكان المحدد، فإذا بنا نفاجأ بطرح موضوع كركوك، بغية إحراجنا، حيث لم نكن مهيئين لهذا الاجتماع، ومثل هذه الاجتماعات تكون طويلة وتستمر لساعات ما يعرّضنا للتعب والإرهاق، وقد تمرر علينا بعض الأمور المهمة التي تهم قضية كركوك".

وتابع تم "طرح مشروع التطبيع في كركوك بعد مناقشات على كل المواد، وكانت النقطة الأولى هي رفع الحظر عن إطلاق الأسماء الكردية على المحال التجارية والأحياء السكنية، والثانية رفع الحظر عن سكن الأكراد وإعادة بناء دور سكنية للمواطنين، وتم التوقيع على الاتفاقية حوالي الساعة 5 حين انتهى الاجتماع وعدنا إلى الفندق وكنا في غاية التعب، ولكن شعرنا بانتصار كبير".

واشار معصوم الى اننا "تفاجئنا بخبر من مدير مكتب علي حسن مجيد بوجود خطأ في طبع الاتفاقية وطالبنا بإعادة كل نسخها لتصحيحها والتوقيع عليها من جديد، لكننا أخبرناهم أن نسخة الاتفاقية أرسلناها إلى السيد جلال الطالباني، وأن سائقاً كان ينتظرنا في باب الفندق لنقلها، بعد ذلك عرفنا أن صدام حسين رفض الاتفاقية وأمرهم بالرجوع عنها، وفي الحقيقة قمنا بإرسال الاتفاقية إلى السيد جلال الطالباني صباح اليوم التالي".

واوضح ان "المفاوضات بدأت بالفعل بين صدام حسين والاقليم بعد الغزو العراقي للكويت واحداث 1991، وكان الرئيس الطالباني هو رئيس الوفد وأنا لم أشارك فيه، وفي الجولة الثانية شارك السيد بارزاني وشاركت أنا ممثلاً الاتحاد الوطني الكردستاني، وعلى هذا الأساس بدأ الحوار مع الحكومة العراقية، كنت ألاحظ أنه عندما تكون الأجواء داخل الحوار إيجابية كنا نرى طارق عزيز يتشدد، خصوصاً عندما نبدأ صوغ ما دار في هذه الجلسات، وعندما يرى الأجواء متوترة كان يجاملنا كثيراً، وهذا ما كنا لا نفهمه أحياناً، وفسرنا الأمر بأن طارق عزيز، في قرارة نفسه، لا يريد أن نصل إلى اتفاق، حتى لا يقوى مركز صدام، وبالنتيجة فشلنا لسببين، الأول أن صيغة البيان كانت تتضمن إدانة للدول التي شاركت في إخراج العراق من الكويت، ولم نكن موافقين على هذا الأمر، والثاني تضمّن البيان مديحاً كثيراً لصدام، واقترحت أن يقرأ الرئيس شخصياً هذا البيان لتعديله، فقال طارق عزيز: (أنا أفهم ما المقصود)، فلم تتم الاتفاقية أيضاً على طلبنا بطرح قضية كركوك، وقالوا إنه لا يمكن بحث هذا الموضوع، بينما لدينا منذ سنة 1984 ورقة موقّعة من الطرفين باسم التطبيع في كركوك"، معترفا ان "الوفد حين خروجه من الاجتماع سمع ألفاظا قاسية استخدمها حسين كامل".

واوضح معصوم "قد عدت إلى كردستان قبل الهجوم الأميركي، حينها كنت عضواً في المكتب السياسي في الاتحاد الوطني، وكان الجنرال الأميركي المتقاعد جاي غارنر هو من تسلم مسؤولية إدارة الأوضاع في العراق، وكان يعمل على تشكيل حكومة انتقالية موقتة، وطلب من السيدين بارزاني والطالباني أن يكونا في بغداد، للمساعدة، لكن مسألة تشكيل مجلس الحكم وضم شخصيات إليه كانت معقّدة، وجرى جدل حول حضور أو شعبية هذه الشخصية أو تلك. فوجئنا لاحقاً بقرار الأميركيين اعتبار وجودهم في العراق احتلالاً، وكانت مفاجأة غير سارة وغير مقبولة لدى الأطراف العراقية المختلفة، كما كانت لدينا فكرة بأن نبعث وفداً إلى أميركا لإعادة النظر في هذا القرار، لكن جاء بول بريمر وقتذاك، وكان يتصرف كديك منفوخ، وحدثت مواجهات معه".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك