بغداد/ حسن الشمري- أريج الطائي
تحت وطأة عدم الانسجام تتجه سلوى نحو أشرعة مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف على شاب جذاب يملئ لها الفراغ الذي تشعر به نتيجة المشاكل التي تحدث مع زوجها وضغوط الحياة، بحسب قولها،
وتضيف سلوى "تعرفت على شخص عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وأشعرني أنه الرجل الذي كنت أبحث عنه طوال حياتي، حيث انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل مخيف حيث يلجأ الطرفين إلى الخيانة مختبئين خلف ما يسمى بـ"التقصير".
الخيانة الزوجية مصطلح شائك جداً، ورغم أنَّ فعل الخيانة يقوم على خيانة أحد طرفي العلاقة الزوجية للطرف الآخر، إلا أنَّ الأنظار غالباً ما تتجه إلى الرجل لاتهامه بارتكاب هذا الفعل، خصوصاً مع تطور أشكال الخيانات الزوجية التي أصبحت أسهل مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.
خانها بـ"وقاحة" في شهر العسل
وتقول علياء محمد إن "الخيانة الزوجية قد تحدث من الطرفين سواء الرجل أو المرأة ولأسباب متعددة كعدم وجود التفاهم أو الحب بين الزوجين او عدم توفر الرفاهية فضلا عن "النزوة" التي قد تدفع الإنسان إلى الخيانة", مضيفة "قد تزوجت في عام 2013 و تعرضت للخيانة بعد شهرين من زواجي وهذا ما جعلني افقد ثقتي بجميع الرجال".
وتضيف في حديث لـ "سكاي برس"، "بعد مرور شهرين طلبت من زوجي بأن اقضي ليلة مع أهلي لاشتياقي لهم فوافق بكل رحابة صدر على هذا الأمر واخبرني بأنه سيذهب إلى بيت والده وسيقضي اليوم معهم، ولكن في اليوم الثاني عند عودتي إلى المنزل أخبرتني جارتي بأنها جاءت لزيارتي يوم أمس ولم يفتح لها احد، فقلت لها : "لم نكن في البيت يوم أمس"، فهنا كانت الصدمة عندما قالت لي إن "سيارة زوجك كانت موجودة وكذلك الإنارة مشتعلة في المنزل".
وتتابع أن "هناك الكثير من الأفكار التي راودتني عدا الخيانة، فانتظرت عودته من العمل وطرحت عليه بعض الأسئلة ولكنه كان مصر على انه قضى يوم أمس مع عائلته، إلا أن من سوء حظه او بسبب ارتباكه نسى موضوع الكاميرا الموجودة في المنزل، فلم أكن اعلم كيف يتم استخدامها لكي أعيد تصوير الفيديو فاستعنت بأحد الأصدقاء"، معبرة عن أسفها قائلة "قد شاهدت خيانته بعيني منذ لحظة دخولهم إلى كراج المنزل حيث قام بفتح باب السيارة لها وقبلها ومن ثم حملها ودخلا إلى المنزل وما خفي كان أعظم".
وتزيد "لم أبقَ في المنزل ولا ساعة واحدة تركت خلفي كل شيء وخرجت باكية متوجهة إلى منزل والدي، ومن ثم تم نقلي إلى المستشفى اثر الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها، ومن بعدها طلبت الطلاق لكوني لم أتحمل فكرة أن يكون زوجي خائن وبهذه الوقاحة التي تدفعه إلى اصطحاب امرأة أخرى إلى منزلي وفراشي".
المال والجنس يدفعان المرأة للخيانة
ومن جانبها ذكرت أسماء علي، أن "ظاهرة الخيانة انتشرت بشكل واسع في البلد، وكان في السابق اغلب الخيانات من قبل الرجال أما الآن وللأسف تحولت هذه الظاهرة إلى النساء، حيث نشاهد الكثير من النساء يخوننَّ أزواجهنَّ من اجل المال أو الجنس أو أمور أخرى".
وتروي أسماء قصة عن احد معارفها لـ "سكاي برس"، "تزوجت الفتاة ح,س منذ عامين وكان زوجها ضابط عسكري إجازته في الشهر فقط خمسة أيام فحدثت الكثير من المشاكل مع زوجته بسبب هذا الموضوع إلا انه لم عجز عن الحل، واستمر الحال لمدة عام ونصف إلى أن بدأت ح,س تضجر من هذا الموضوع لكونه بعيد عنها فبدأت تلجأ إلى أمور أخرى مخلة بالشرف".
وتتابع "لاحظ الزوج إهمال زوجته له وعدم الاهتمام له إلا انه لم يتوقع سوى أنها مرهقة من أعمال المنزل وما شابه ذلك, وفي يوم من الأيام قرر أن يفاجأ زوجته بإجازة ليجدد بها حبهما وعلاقتهما, فعاد إلى المنزل في الساعة التاسعة صباحا حيث كانت ح,س نائمة فقام بتحضير الفطور والشاي وبعدها جلس ينتظرها حتى تستيقظ, وبهذه الأثناء رن هاتفها فنهض بسرعة كي لا تستيقظ على صوت رنين الهاتف فوجد اسم المتصل "روان" فلم يرد عليها, فأصبح يفتش في هاتفها وهنا كانت الفاجعة".
حادثة مريرة
وأضافت "انه تفاجأ بوجود الكثير من المحادثات التي تجمع زوجته مع رجال بمختلف الأعمار إضافة إلى أن المحادثات مخزية جدا فجميعها تشمل المال والجنس والكلام البذيء, والكارثة أن زوجته كانت ترسل لهم صورها وهي عارية، ففقد الزوج عقله وأيقظها بالضرب والصراخ",
وتقول أسماء أن "الزوج ضرب زوجته بكل عنف ومن ثم اصطحبها إلى بيت أبيها واخبرهم بكل الحقيقة ورمى عليها يمين الطلاق، وقال لوالدها بأن "ابنتك زانية وقليلة أدب ولا تنفعني كزوجة ولا ليوم واحد بعد".
رجل الدين الشيخ حسام البغدادي يقول إن "الأسباب التي تدفع الأزواج إلى خيانة بعضهما هو الخواء الجنسي بين الطرفين، وأيضاً التكنولوجيا، فأن بعض الأزواج يبقى ٢٤ ساعة على الفيس واليوتيوب، وهذا ما يجعل الزوجة إلى الملل والضجر".
"التعزير" للخائن
ويؤكد لـ"سكاي برس" أن "العقوبة الدينية تختلف بين الطرفين"، مشيراً إلى أنها "يحددها الحاكم الشرعي والتي تسمى بالتعزير".
ويضيف البغدادي أن "إهمال الزوج لزوجته يجعلها أن تفكر بشخص غيره يهتم فيها، إضافة إلى بخله عليها والتكلم التكلم على أهلها بالسوء يولد مشاكل لا يحمد عقباها، ويعدان عاملين مساعدين على الخيانة".
من جانبها تقول الباحثة الاجتماعية نجلاء عبد علي ، إن "الشخص الملتزم اخلاقيا حتى لو توفرت له كل الفرص للخيانة فسيمنع نفسه منها وان كانت كل المجالات المفتوحة امامه", مبينة ان "الزوج ايضا مسؤول عن خيانة زوجته وذلك لسوء معاملته او عدم اهتمامه بمظهره فهناك حديث شريف يذكر فيه بان نساء بني اسرائيل قد زنت لعدم اهتمام ازواجهم بمظهرهم".
وتضيف في حديثها لـ"سكاي برس"، ان "من الامور الاخرى التي تدفع الزوجة الى الخيانة هو عدم اهتمام الزوج بزوجته اضافة الى انه لا يبالي بابسط تفاصيلها, فعلى الرجل ان يعرف كيف يحافظ على علاقته مع زوجته وذلك من خلال الحب والتفاهم المتبادل والاهتمام، في النهاية "يبقى كل شخص وبحسب تربيته واخلاقه فهناك الكثير من الاشخاص يستحرمون الخيانة حتى لو اتاحت امامهم كل الفرص".
الفقر والحرب يفقدان الإنسان المعارف الأخلاقية
وتؤكد عبد علي ان "تطور وسائل الاتصال وسهولة استعمالها في كل مكان وزمان ساعدت كثيرا على انتشار ظاهرة الخيانة الزوجية"، مشيرة الى ان "الجهل والفقر وكثرة الحروب أفقدت الانسان المعارف الاخلاقية".
