Skip to main content

الحشد الشعبي بين عباءة السيستاني وعمامة خامنئي!

تقاريـر الأحد 11 أيلول 2016 الساعة 10:28 صباحاً (عدد المشاهدات 861)

بغداد/سكاي برس:ah

كان واضحاً حتى قبل إعلان المرجع الديني الأعلى علي السيستاني عن فتواه بشأن قيام العراقيين بصد داعش بعد سقوط الموصل في يونيو حزيران 2014، أن الإيرانيين، كان لهم الدور الأكبر في دعم قيام تشكيلات الحشد الشعبي، وذلك من خلال الدعم اللوجيستي الذي قدمه الحرس الثوري الايراني لفصائل سبق وجودها تأسيس الحشد الشعبي، مثل عصائب أهل الحق في العراق، وكتائب حزب الله النجباء وغيرهما.

بل وأن المعلومات تشير الى أن رئيس الحكومة العراقية آنذاك نوري الماكي كان على إتصال دائم مع الايرانيين لدعم فكرة تأسيس الحشد الشعبي،وأنه أوعز بتشكيله رسمياً قبل اسبوع من فتوى المرجع السيستاني،التي يعتقد الكثير من أهل الخبرة والاختصاص، أنها لم تكن غير بيان لحكم شرعي يتفق عليه المسلمون بمختلف مذاهبهم وإجتهاداتهم في شأن الدفاع أمام الغزو من الخارج. فالمستشارون الإيرانيون المتواجدون الذين تزايدت أعدادهم في العراق منذ سقوط الموصل، ساعدوا العراقيين في كل شيء، من المساعدات التكتيكية إلى توفير إمكانات الاستطلاع والإشارة اللاسلكية باستخدام الطائرات المسيرة لإجراء المسح الإلكتروني والتقاط الاتصالات الراديوية، وحتى المشاركة في كبريات العمليات العسكرية لصد هجمات داعش أو إستعادة مدن رئيسة من التنظيم، حيث قتل العديد منهم أبرزهم العميد حرس ثوري متقاعد حميد تقوي، وكان الساعد الأيمن لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني. وقد شارك العميد حميد تقوي في محاربة التنظيم داخل العراق خصوصاً بعد سقوط الموصل، كما شارك في معارك كثير منها تحرير جلولاء وقد قدم الأستشارة الى القوات العراقية المتمثلة آنذاك بالحشد الشعبي في كثير من المعارك حتى قتل في 28 ديسمبر عام 2014م في قاطع سامراء شمال بغداد وقد بثت سرايا الخراساني التي أشرف بنفسه على تأسيسها، فيلماً وثائقياً عن حميد تقوي في مواجهة التنظيم أظهر حجم وتأثير الايرانيين في تأسيس الحشد الشعبي، مستثمرين ما تسمى "فتوى السيستاني" لتحقيق هدف قديم كان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وبعض العراقيين، يخططون له لأنشاء قوة عسكرية عراقية شبيهة بالحرس الثوري الايراني، والاستفادة من تجربة الحرس الثوري التي تعززت خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 .

عباءة السيستاني

ولقد منح السيد السيستاني للايرانيين غطاءً عريضاً وعباءة واسعة، بفتواه الدفاعية التي الزم بها كل العراقيين بعيداً عن دينهم ومذهبهم وعرقهم،بالقيام كفائياً للدفاع عن البلاد، الذين سارعوا الى تقديم العون للعراقيين لتأسيس وحدات جديدة من الفصائل المسلحة بعد تعرض العراق لهجوم مباغت من قبل تنظيم داعش في 9 يوليو حزيران عام 2014، انطلاقا من سوريا، واستيلائه على عدة مدن عراقية منها ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل والانبار، وزحفه إلى العاصمة بغداد، وإذ أعلنت المرجعية الدينية عن تشكيل قوات عسكرية باسم الحشد الشعبي، وأرسلت بالفعل الى سوح القتال أفواجاً تابعة للعتبتين بكربلاء والنجف، وأصدرت "فتوى" الجهاد الكفائي، الذي يتمثل بقبول متطوعين من العراقيين قادرين على حمل السلاح، وبأعداد كافية للدفاع عن الأرض والمقدسات ووقف تقدم التنظيم ومن ثم تحرير الأراضي التي استولى عليها التنظيم،وهبت إيران للمساعدة وهي تخطط لنقل تجربة الحرس الثوري للعراق لحين اكتمال بناء الجيش والقوات العسكرية النظامية الأخرى.

وحققت قوات الحشد الشعبي المكونة من عدد من فصائل المقاومة العراقية وقوات العشائر وبينهم مسيحيون وسنة أيضا، الكثير من الانتصارات على تنظيم داعش واستطاعت أن تحرر الكثير من المدن بدء من ديالى مرورا بتكريت والى الرمادي وبعض مناطق كركوك والفلوجة، ولم يتبق سوى محافظة نينوى، إذ تتم الاستعدادات حاليا للقيام بعملية لتحريرها بعد الانتهاء من الانبار بشكل كامل.

ورغم كل الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي، ورعاية المرجعية ودعم إيران اللامحدود له، إلا أنه ظل أسير صراع المحاصصة بين السياسيين الذين يتاجرون به مثل باقي التفاصيل العراقية الأخرى التي برزت على السطح بقوة بعد سقوط نظام صدام حسين في 9 ابريل نيسان 2003، خاصة وأن هناك العديد من الأصوات سواء الداخلية أو الخارجية بدأت تنادي علنا بحل هذه القوات، بل وتنادي بعدم موافقتها على مشاركة الحشد الشعبي في تحريرالمدن العراقية، كما حصل في سابقا في الرمادي (ولكنها شاركت) أو منعها من الاشتراك في تحرير الموصل.

ويبدو أيضا أن المرجع السيستاني نفسه الذي لا يؤيد كل الفصائل المنضوية تحت يافطة الحشد الشعبي العريضة، يتحفظ على فصائل أسستها أوتدعمها إيران، أو تلك التي لاتتحرك بهدي المرجعية الدينية العليا، ما يطرح تساؤلات عدة حول مستقبل الحشد الشعبي في العراق بالرغم من أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أًصدر مرسوما الثلاثاء 26 يوليو/تموز، تتساوى بموجبه قوات الحشد الشعبي مع قوات مكافحة الإرهاب في العراق.وجاء في مرسوم رئيس وزراء العراق: «الحشد الشعبي تشكيل عسكري مستقل وهو في قوام القوات المسلحة العراقية… هيكل وتنظيم الحشد مشابه لتركيبة قوات مكافحة الإرهاب».وبات بذلك أن تشكيل الحشد الشعبي هذا سيكون مرتبطا بالوحدات ضد الإرهاب ليس فقط بهيكل تنظيمي بل ببرنامج تدريب الجنود والتجهيزات التكتيكية، وعند ذلك، سيمتثل الحشد الشعبي للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي.

لكن من هي الفصائل التي سيشملها هذا المرسوم؟ وهل سيعالج مرسوم العبادي المشاكل المستقبلية المتوقعة بعد الانتهاء من تحرير المدن والمناطق، والتي تتعلق بالسلاح وحصره بيد الدولة، والنزاع حول المناطق المشتركة، أو النزاع المسلح الذي قد يحدث بين المقاتلين، ومصير الأفراد الذين شاركوا في القتال بعد نهاية الأزمة؟.

العمامة الإيرانية

يمكن القول بثقة بالغة إن جميع فصائل الحشد الشعبي حتى تلك التابعة مباشرة للمرجعية الدينية العليا، أو لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ولمرجعيات أخرى مثل آية الله محمد اليعقوبي، تلقت وتتلقى الدعم من إيران بشكل أو بآخر،خصوصاً مايتعلق بالاستشارة العسكرية وفنون القتال في المدن والدفاع عنها بعد تحريرها.

لكن على الرغم من الدور "الايجابي" لإيران في تأسيس واستمرار الحشد الشعبي كقوة فاعلة في الدفاع عن البلاد، إلا أن بعض العراقيين، لا يشعر بالامتنان للايرانيين، والكثير منهم يعتقد أن إيران لم تقدم مع حلفائها مشروعاً يمكن العراقيين من استعادة الحياة الطبيعية وتحسين ظروفها، خاصة مايتعلق بحفظ الأمن داخل المدن وتحديداً في العاصمة بغداد.

بل ويأخذ البعض على إيران أنها وحلفاءها تركوا الوضع في العراق على ما كان عليه قبل الانسحاب الأمريكي، ولم تطرح مشروعاً بديلاً يعيد تشكيل النظام السياسي، وبدت باحثة عن التسويات مع الطبقة الحاكمة وبين أطرافها، بل وصُنِّفَت من قبل البعض، في خانة المتحالفين مع الطبقة الفاسدة. وينظر خصوم إيران في العراق ممن يحملون شعار "عرقنة" المسألة العراقية بعيداً عن "التدخل" الايراني رغم منافعه فيما يتعلق بالحرب على الارهاب، الى إيران بأنها تواجه خصومها الدوليين والاقليميين في الحلف الأمريكي السعودي التركي، في العراق، على حساب العراق نفسه كما يقولون.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة