بغداد/سكاي برس:ah
تحتل محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج أصناف مميزة من الأعناب، حيث يعمل المزارعون على توسيع مساحات بساتينهم باستمرار، بغية زيادة معدلات الانتاج التي سجلت أرقاما قياسية هذا العام، بحسب الدوائر المعنية.
فقد تحولت مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة على سفوح الجبال المحيطة بمدينة دهوك وضواحيها المجاورة، خلال السنوات العشر المنصرمة إلى بساتين كثيفة، تضم نحو سبعين صنفاً مميزاً من الكروم، التي تشتهر بها المناطق الحدودية لاسيما بلدتا زاويته وآميدي.
مزارعو المنطقة يقولون إنهم استوردوا أصنافا نادرة من الأعناب، ويعملون على زيادة الإنتاج كما ونوعا، رغم العقبات الاقتصادية التي وتواجههم.
"عبدالرحمن باكيري "مزراع يمتلك حقلا مساحته 25 ألف متر مربع، ينتج بمفرده نحو ستين نوعاً، من العنب المميز من حيث اللون والشكل والمذاق، من أصل 130 صنفاً يتم انتاجه على مستوى الإقليم.
ويقول باكيري لسكاي نيوز عربية إن "حقله يضم اكثر من 5 آلاف شجرة، لأصناف مختلفة من الكروم، أبرزها "الحجازي والكمالي والعباسي والألماني والروسي والياقوتي والبلغاري والريد كلوب، وغيرها".
ويؤكد باكيري أن الدوائر الحكومية توفر له معظم المستلزمات الزراعية من شتلات وأسمدة ومبيدات حشرية، لكن إنتاجه على جودته العالية لايجد سبيله إلى الأسواق العالمية، لذا يضطر إلى بيعه في الأسواق المحلية بأسعار زهيدة.
ويلفت المزارع إلى أن إيرادات الحقل تسد بالكاد تكاليف الانتاج.
وتشهد مدينة دهوك سنوياً مهرجاناً لعرض تلك الأصناف من الكروم بغية الترويج لها في الأسواق المحلية.
زيادة الإنتاج
ويؤكد المرشد الزراعي أمين آميدي أنه يعمل مع الدوائر الزراعية المختصة في المنطقة منذ 15 عاما بغية تطوير مزارع الكروم بشتى الوسائل.
ويضيف آميدي أنه يجب تطوير نحو مائة صنف من الأعناب في حقول التكثير، بيد أن عدد الأصناف التي يتم إنتاجها فعليا، لا يتعدى 60 صنفا.
ويرى آميدي أن زيادة الإنتاج تتطلب دعم المزارعين بمستلزمات الزراعة الحديثة وتوفير المخازن المبردة لمنتجاتهم وإيجاد أسواق محلية وخارجية لصرفها مع إنشاء معامل لتعليب الكروم وعصائرها.
ويحول غياب المسح الميداني الدقيق، دون توفر أرقام محددة لدى الدوائر الزراعية عن حجم العائدات المالية لإنتاج الكروم، بحسب المهندس الزراعي رجب حسن الذي يدير قسم البساتين في دهوك.
ويقدر حسن المساحة الإجمالية المخصصة لمزارع الأعناب في دهوك، بنحو خمسة ملايين متر مربع، بينما تبلغ معدلات الانتاج نحو سبعة آلاف طن سنوياً.
وبرغم عدم وجود معلومات دقيقة بشأن إيرادات هذه المنتجات، فإن حسن يتوقع أن تغدو لاحقا أحد أعمدة الاقتصاد في الإقليم.
وبحسب حسن، يرعى قسم البساتين حقلاً نموذجياً لأنتاج شتلات لمائة صنف من الكروم ويمنحها للمزارعين مجاناً بحلول موسم التكثير، كما يزودهم بأعمدة ساندة لدوالي الاعناب بنصف أسعارها، فضلا عن رعاية الحقول بشكل دوري ومكافحة الحشرات الضارة.
ويعتقد المسؤول الزراعي أن تطوير تلك الحقول وزيادة إنتاجها يتطلبان إنشاء شركات مختصة تتولى شراء المحاصيل من المزارعين في موسم الحصاد وتخزينها في مخازن مبردة ومن ثم تصديرها إلى الخارج أو تصنيعها محليا، مما يسهم برأيه في تحفيز أصحاب البساتين على مضاعفة الإنتاج، وبالتالي إنعاش الوضع الاقتصادي في الإقليم.
