بغداد/ سكاي برس/ م.ح
تحولت شركة بيبسي بغداد، ذات القطاع المختلط الحكومي، الى مركز امني شديد الحراسة، بعد التقارير الاخيرة التي نشرتها وكالة سكاي برس عنها، وتحدثت خلالها عن استخدام الشركة لمواد مسممة ومسرطنة في انتاجها، الذي تغلب عليه القذارة وقلة الحرفية.
سكاي برس عاودت بحثها مرة اخرى لمتابعة الشركة، لتجد بانها تحولت الى مركز امني مشدد الحراسة، حيث لا يدخلها احد او يخرج منها الا موظفيها، وباوقات دوامها الرسمية فقط، فلا يسمح للمواطنين، الزوار، وسائل الاعلام، او حتى الشركات المتعاونة معها، بالدخول الى مبناها الذي اصبح اشبه بمنطقة محرمة دوليا.
الروائح الكريهة تغزو بوابة المبنى، التي تحجب نظر الاعلام عما يجري في داخلها، بينما يمنع حتى الموظفون من ادخال اي وسائل اتصال الى الداخل، ومنها الموبايل الشخصي، الذي يترك في الاستعلامات بامر من المدير.
الشركة ذات القطاع المختلط، تحولت الى الشكل الذي هي عليه اليوم، بعد ان قامت جهة حكومية سرية، بالاستحواذ على 30% من الاسهم فيها، بعد ان اغلقت جميع الشركات الحكومية الاخرى المختصة بانتاج المشروبات الغازية، لاسباب مجهولة الى الان.
شبهات الفساد الاداري بالاضافة الى تقارير استخدام الشركة مواد مسممة ومسرطنة، جعلتها محل اهتمام وسائل الاعلام والجهات غير الحكومية المختصة، مما حولها الى مؤسسة شبه عسكرية من الجانب الامني، في الوقت الذي تدير الاطراف الحكومية المعنية بالامر، وجهها الى الجانب الاخر، وكما هو معتاد بخصوص اي قضية فساد تطرا الى الواجهة الاعلامية.
اخر الاجراءات التي قامت بها الشركة وتثير المزيد من الشبهة، هي صرفها لكل المندوبين العاملين معها، لكونهم من غير الموظفين الاساسيين، حيث عمدت الى الابقاء على اقل تواصل ممكن مع افراد غير منتمين الى مؤسستها، في محاولة واضحة لاخفاء امر عن العامة، خوفا من التسريب.
في النهاية، الجهات الرسمية تتجاهل بسبب التورط، غير الرسمية تعجز عن التصرف حولها، والاعلام لا يمتلك من السلطة الرابعة تخويل كافي، ليقتحم هذه المؤسسة التي بات يعرف عنها صناعتها للموت وتجريعها اياه للشعب العراقي، دون ان تكون قادرة على فعل شيء، سوى تنبيه العامة الى الحذر من التعامل مع هكذا مؤسسات مشبوهة.
