Skip to main content

في صالونات الحلاقة النسائية... الرجل سيد الصنعة

تقاريـر الأحد 31 تموز 2016 الساعة 14:38 مساءً (عدد المشاهدات 5221)

الحسن طارق

في الماضي ليس بالبعيد كانت بعض المهن حكراً على النساء بحكم العادات والتقاليد , ولكن مع التغيّر الذي طرأ على بعض المفاهيم في المجتمع تغيّرت هذه الحقيقة وأصبح الرجال يمتهنون ويتقنون هذه المهن لا سيما مهنة الحلاقة النسائية التي استقبلت أنامل رجالية جعلت المنافسة على أشدها بينهم وبين الحلاقات النساء , عرفت صالونات الحلاقة النسائية التي يديرها حلاقون رجال طريقها إلى العراق منذ سنوات عدة, حيث تقتصر في الأحياء السكنية الراقية محددة بذلك شريحة زبوناتها بسيدات المجتمع الراقي .

وتشهد هذه الصالونات اليوم إقبالا كبيراً من النساء وخاصة الشابات منهن الباحثات عن الجمال والموضة الحديثة , في المقابل ترفض أخريات الدخول إلى هذه الصالونات وتعدها (عادة دخيلة ) على مجتمعنا .

اقتربنا من مجموعة نسوّة اعتدن على ارتياد هذه الصالونات متسائلة عن سبب تفضيل هؤلاء النسوّة لهذه الصالونات عن تلك التي تديرها سيدات .

وبهذا الصدد تقول ( زهراء جهاد 22 سنة ) أنها تصفف شعرها في صالون دار الأناقة في حي الغدير لأن – بحسب رأيها– مهما كانت إمكانية الملاك النسائي في تصفيف الشعر فإنها لا تصل إلى إمكانية الملاك الرجالي في هذا المجال فكما نعرف إن المرأة ذات طبيعة حساسة يمكن لأية شائبة في يومها إن تعكر مزاجها وبالتالي ينعكس هذا على عملها عكس ما نراه في الرجال، إذ بإمكانهم الفصل بين العمل والحياة اليومية , ولكن هذا لا ينفي إن هنالك صالونات نسائية ذات إمكانية ولها ثقلها في هذا المجال .

وتبين ( سحر سلام ) سبب ارتيادها ( صالون تفاحة ) في زيونة والذي يدار من قبل كادر رجالي : إن للرجل نظرة خاصة للمرأة تجعله على معرفة تامة بما يبرز جمالها فضلاً عن حسن اختياره قصات الشعر ومواد التجميل التي تلائم الوجه، إذ يبذل الحلاق جهداً لإظهار زبوناته في أحسن صورة مبتعداً كل البعد عن الغيرة التي نراها موجودة في داخل الكثير من الحلاقات .

وإجابة عن سؤالنا حول الانتقادات التي يمكن إن تواجهها البنت عند ذهابها إلى صالونات ذات كادر رجالي تقول زمن علي : لا حرج في الذهاب إلى صالون يدار من قبل حلاقين رجال دام أنهم يقدمون خدمة معينة و متميزة عن بقية الصالونات. فالغاية من التعامل هو الحصول على نتيجة أفضل وانأ شخصياً أتعرض لبعض الآراء المعارضة من صديقاتي ولكن لا توجد مشكلة فكل شخص لديه قناعاته وظروفه الخاصة .

وتؤكد السيدات والفتيات اللواتي يفضلن الذهاب لتصفيف شعرهن وعمل التسريحات لدى الرجال إن الحلاقة النسائية قد انحرفت عن مهنيتها , فنجد اليوم إعداد كبيرة من صاحبات صالونات حلاقة تجميل تعاني انعدام خبرة , إذ أصبحت هذه المهنة تستقبل كل من هبت ودبت ومن ليس لها أية معرفة بهذا العمل باحثة بذلك عن الربح المادي السريع , فلا يوجد حي أو شارع إلا ونرى فيه العديد من الصالونات التي لا يفصل بينها وبين الأخرى سوى أمتارا قليلة , مما فتح مجالاً واسعاً أمام الحلاقين الرجال لإتقان فن الحلاقة النسائية والإبداع فيه مستغلين بذلك استعداد النساء اللواتي يسعين للحفاظ على جمالهن وأشراقتهن الدفع مهما كان الثمن .

في المقابل تعالت أصوات بعض النساء اللواتي يرفضن فكرة تصفيف شعرهن وتجميلهن بأيدي حلاقين رجال، معتبرات ذلك ضد الأعراف والتقاليد التي نشأنّ عليها .

إذ تقول ( لينه سلام ) : لكوني محجبة فأنا أرفض الذهاب إلى صالونات يديرها رجال لأني لا أرضى أن يمس رجلٌ شعري أو حتى مجرد مشاهدته !

لذلك أفضل الذهاب لصالونات حلاقة تديرها نساء ممن يتقنّ فن التجميل ولهن سمعة جيدة لكي احظي بقسط من الراحة والتعامل معهنّ بسهولة.

وأضافت (نبراس سعد 23 سنة ): من الصعوبة على النساء المتزوجات الذهاب لصالونات يديرها رجال وذلك بسبب رفض الأزواج هذه الفكرة وكذلك ارتفاع أسعار عمل التسريحات والماكياج في هذه الصالونات.

وترى ( ريما عامر ) أنه لا أهمية لجنس العامل في هذا المجال سواء كان رجل أم امرأة فالشيء الأهم هو النتيجة التي اظهر بها في النهاية.

وقالت مالكة أحدى الصالونات المعروفة في بغداد والتي رفضت ذكر أسمها أن صالونات الحلاقة النسائية التي تدار من قبل الرجال لم تأثر بشكل كبير على الزبائن لا سيما وإنهم يبحثون عن قصات جديدة بين مدة وأخرى وعن العمل الجيد و القصة الجميلة التي تلائم كل زبونة إضافة إلى أنني أبحث بين حين وأخر عن قصات الشعر والتسريحات الجديدة الأكثر رواجا في الوقت الحاضر من أجل تطبيقها على زبائني، موضحة أن ظاهرة الصالونات النسائية التي تدار من قبل الرجال كانت موجودة منذ تسعينيات القرن الماضي في العراق ولكن على نحوٍ قليل، إلا أنها ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجة لسفر العراقيين إلى البلدان المجاورة التي تمتاز بكثرة زبائن هذه الصالونات وشيوعها إلا أن مجتمعنا العراقي المحافظ والملتزم بالعادات الشرقية وكثرة المحجبات أثر كثيرا على الزبائن والمردود المالي لأصحابها . فيما أكد صاحب صالون نسائي رفض الكشف عن أسمه أن زبائنه كانوا قليلين جدا في البداية وعانى كثيرا حتى نجح بالوصول على عدد جيد من الزبائن نظرا لان فكرته لم تلاقِ رواجاَ و مقبولية وتعرض إلى الكثير من الإساءات و الاتهامات من قبل سكان المنطقة إلا انه لم يعيرهم أي اهتمام و أستمر في عمله مؤكدا أن الجيل القديم من النساء لا يتردد إلى صالونه إلا نادرا، ويشكل الجيل الجديد النسبة الأعلى من زبائنه و هم يتكاثرون بين مدة و أخرى؛ نتيجة لنجاحي بالتعامل مع جميع أنواع الشعر واختيار قصات وتسريحات الشعر التي تناسب شكل وجوههن وفقاً لانطباعات الزبونات أنفسهن.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك